أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثاق بيات الضيفي - تكتكة أخلاق السياسة














المزيد.....

تكتكة أخلاق السياسة


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكتكة أخلاق السياسة

بقلم/ الدكتور ميثاق بيات ألضيفي

حينما تفشل السياسات الحكومية تشعر الشعوب بمصير مشترك بينها وتتبنى عملاً سياسياً مشتركاً، لكنها في الغالب لا تبذل قصارى جهدها لتحقيق أهدافها ولا تأخذ بالتقييم الأخلاقي لأفعالها على محمل الجد ولذلك تكون السياسة هي دليل على محي محتواها الأخلاقي والتأكيد على أن سوء أفعالنا لن تتوقف. وعندما نفكر خارج السياسة فإننا ننطلق من عدم اليقين في إحداثياتنا الأخلاقية لدرجة إنه حتى الأحداث المختلفة والانعطافات المرجعية بحياتنا تطرح ضرورة جديدة في حالة عدم اليقين بما يبدو خارجها وكأنه صخب المصالح أو كالرغبات المحققة أو التي لم تتحقق أو المقنعة أو غير المقنعة للآخرين أو التي تلبي المصالح أو التي لها فائدة موضوعية أو غيرها.
تحتل المبادئ الأخلاقية للسياسة مكانًا وسطًا بين المعتقدات والرغبات وهي ليست متقلبة ولكنها لا تملك قوة في الإدانات لأنها تختبر دائمًا قيم الناس، لكن هذا لا يعني أن السياسة ستجعل الاعتقاد أخلاقيًا على الفور إنما ستدفع ببساطة عالم الإدانات وعالم التحفيز مرة أخرى مع إظهار القيود المتبادلة لكلا العالمين، ومن المستحيل حل التناقضات السياسية ببساطة عبر التلاعب بالرغبات لأنها ليست قادرة على تهدئتها لكنها قادرة على ايجاد رغبات جديدة في تحقيق بعضا من العدالة أو الرفاهية، وإن الأمر لا يتعلق فقط بالمحظورات أو التصاريح فالترخيص بما في ذلك الذي يقوم تحت ضغط من الرأي العام أو ضده يمكن تنفيذه بدون أي سياسة لتبين أن كل قرار ليس له عواقب محتملة فحسب بل من الممكن له أن يحدث كقرار وليس كإجراء مؤقت بحكم بعض الاحتمالات تقنع أن الاحتياجات لا تحدد على الفور الآراء والمعتقدات. وجراء ذلك فلا يمكن التوفيق بين مصالح المجموعات الشعبية في إنشاء نظام سياسي معترف به باعتباره أفضل من المصالح الجماعية ولا يمكن أن تتم المصالحة إلا كأخلاقيات تطبيقية مع إظهار الدوافع الأخلاقية للمجموعات وبنائها على النتائج الضرورية لذلك الدافع والتي وحده يغير للمجموعة قرارها.
الأخلاق لا ينبغي أن تقلل من عقلانية السلوك البشري فقط بالبحث عن المتعة وتجنب الألم لأنها تستند على حقيقة أن الكذب أكثر خطورة من الحدس حتى في الجريمة ومن الضروري التحقيق ليس فقط عندما يتصرف الناس بشكل عقلاني أو نقيضه لأنه لن تكون النظرية السياسية واقعية تمامًا قبل أن تتوقف عن حسب النتائج المحتملة على المدى الطويل للسلوك ولا تحقق في كيفية تحقيق المنفعة عبر إستراتيجيات السلوك، كما أنه من المستحيل الحد من السياسة الحقيقية لتكتيكات السلوك وليس من الممكن أيضا التقليل من الأخلاقيات والاستراتيجيات السلوكية لذا يجب أن تصبح السياسة الحقيقية إستراتيجية في حين أن الأخلاق يجب أن تصبح تكتيكية والانتقال من دراسة تكتيكات مبررة لدراسة تكتيكات معقولة. ولذلك ففي العديد من النظريات الفلسفية الحديثة يتم اعتبار الحقوق الشخصية قبل تدوين الحقوق الشعبية والآليات لتنفيذها ويبدو أن الشعوب قد وهبوا لها بحكم طبيعتها الخاصة فيتم إعطاؤها كهيئة ولكن هنا يتبين على الفور أن هذه الذاتية مبنية على نحو ما كالحق في الاختيار والحق في التصرف بعقلانية والحق في الإيمان بالله والحق في تحقيق السعادة في حياة المرء، وهي حقوق متنوعة تماما منظمة بتنظيمات مختلفة تمامًا وقد تكون متوافقة أو لا تكون، ونحن نعلم جميعًا أن احترام الحقوق الأنسانية كان مكونًا ضروريًا لمجتمعنا ولكن إلى أي مدى يمكن أن يصبح جزءًا ضروريًا من خبرتنا ويؤثر على صنع القرار لدينا؟
أن الفلسفة السياسية لا يمكن أن تستند إلا إلى مفهوم الحقوق الفردية وإن عدم انتهاك حرمة القانون أمر مهم وهو ببساطة جعل الحقوق كأساس للحياة ويتزامن أفقها مع أفق الدساتير ومن غير المناسب مجرد الإشارة إلى حقيقة أنه لا توجد مجتمعات ومجموعات من الحقوق الشخصية التي لن يكون لها أي نقاط لا تتقاطع في حين أن الحقوق الفردية تتطلب تنفيذ أوسع من أي وقت مضى لكنها لن تتطلب سوى الاعتراف بأبسط الامور وربما يكفي أن نفترض أن المواقف في السياسة هي التي تخدم تحقيق الصفات الفردية وتعتبر الانتهاكات نتيجة لحقيقة لا تتحقق بالكامل من قبل جميع المواطنين الذين يخلطون بين المواطنة والحصول على الامتيازات فلذا نحتاج إلى البحث عن نقطة التوافق السياسي، ولكن من الواضح أن الحقوق لا تعمل فقط على دعم استقلال المصالح أو حرمتها وإنما لتحسين التفاعلات الاجتماعية لانه من غير المقبول ببساطة الإصرار على تعميم جميع الحقوق كوسيلة ضد العنف غير إن البعض يعتبر عدم إدخال القانون هو العنف الوحيد المبرر، ولهذا نرى انه لم يعد بإمكاننا الحد بين فلسفة القانون والسياسة والتاريخ ولكن يمكننا التفكير فلسفيا لكوننا كائنات يتم التناغي بعقولها وافكارها من قبل الساسة بخطابات تاريخية مارقة !!!



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية
- الخوف المهين... سيف ذو حدين !!!
- لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟
- الحرية... من دون face makeup
- المقاومة الفكرية... هل هي ممكنة؟
- حكاية الشتات الحديث
- تاج اللآلئ... بين الحقيقة والافتراض
- الاساطير... بين الأمن والسياسة !!!
- محاكمة الحوكمة
- الأمن الوطني والمواطن التكنولوجي الدكتور
- الأمن الدولي برستيج قديم في ستايلات جديدة
- إرهابية الفشل الإجتماعي
- التكنولوجيا... والمخادعات الناعمة
- السياسة البيولوجية لمذاق الشعوب
- سيناريوهات الموت وايحاءات الخوف
- السيبرانية الارهابية... المشكلة والحل ؟
- استراتيجية الرياضة الناعمة
- الهدر في العقول والأرواح!!!
- الولايات المتحدة الامريكية... والاستراتيجية السيبرانية
- هستيريا اليأس... والأنظمة الخرقاء !!!


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثاق بيات الضيفي - تكتكة أخلاق السياسة