أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثاق بيات الضيفي - هستيريا اليأس... والأنظمة الخرقاء !!!














المزيد.....

هستيريا اليأس... والأنظمة الخرقاء !!!


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إن الأزمات التي ضربت وتضرب وتحيط بمنطقتنا من حروب وأوضاع سياسية متهرئة وحكومات متقلبة واقتصاد متهاوي ومجالات إنسانية مقرفة وأوضاع اجتماعية منحطة ومطبات اخلاقية ووجدانية وتناقضات دولية لوثت جميع مجالات الإعلام بإشكاله وأنواعه الكلاسيكية والالكترونية, كلها ترجمت ولا زالت تتترجم عن أسوء التوقعات والكوارث والمخاوف وعززت الاعتقاد بأن اليأس هو الأمر الصادق والنابض في قلوب الشعوب التي جزعت من كل أمل قد تحققه لها الانظمة الخرقاء الفاقدة للإحساس بالأصل الوطني والحس والذوق الشعبي السليم, لدرجة أنها صنعت وأوجدت لها واقعًا مغايرا استولت بموجبه على جميع الحصص من خيرات وإمكانيات وموارد البلاد.
كل منا يرى الواقع الغير متطابق وغير المتوافق مع الصورة التي تظهرها وسائل الإعلام الرسمية ومجاميع الوسائل الإعلامية المدعية الاستقلال والمؤسسات الرسمية للتحريض والدعاية والقنوات المركزية ووسائل الإعلام التي تديرها الدولة لتحاول جميعا إن تزيح عبر تزييفها وتسطيرها للواقع الحياتي المرير, ولتقدم لنا الإخفاقات في شكل انتصارات كما وتشكل الشخصيات الخرقاء والغير مناسبة بصور المميزين, وتقدم الأكاذيب والعجز في القيادة والخفة والخيانة والانهيار والعمالة والانحطاط السياسي على أنها بطولات.
يا سادتي نحن لن نسامح أنفسنا إن لم نعترف بأننا محاطين بالخداع والغباء الكلي والسخرية والتجارة في الضمير والروح والدين والقلم, فنحن كمجتمع لا نرى طرقاً للخروج من المأزق ونشعر بالضغط المتزايد لوقوعنا بين مفكات براثن آلة قمعية غالباً ما تكون موجهة ضد الحقيقة, قد فقدت النخبة الحاكمة ملاحظاتها وقيمتها ومكانتها بين الناس مع تجاهلها لحقوقهم بتغيير الواقع المتردي والبنيات العوجاء دستوريا وتشريعيا ووجدانة المفاهيم الاقتصادية والاجتماعية.
النخبة الحاكمة تعيش كما لو كانت في واقع بلاد مختلفة, وبسببها فقدت القيادات الحكومية المفترضة كفاءتها وقدرتها على رؤية الحقيقة واصابتها عدمية الذوق وعفونة التصرف فأضحت البلاد صم وعمي ومجمدة الأثر والتأثر, وفي هكذا أوضاع يكون انتظار النتائج والتغيير اللا منتظر ما هو إلا موتا أفضل.
فيا سادتي هل يجب أن يستمر هذا؟ لا فطبعا لا يجب, لكن ما الذي يمكن للمجتمع فعله لإنقاذ المنطقة والمحافظة عليها من يستطيع مقاومة آلة منظمة ومتماسكة ومتحججة بوجه الجميع بعذر مكافحة الإرهاب والأكاذيب والتزوير لتشويه عقلانية الوعي العام. لربما لا حل لنا سوى تنظيم وتعبئة المجتمع لدفعه لرؤية مستقبل مختلف إنسانيا وأخلاقيا, ونحن هنا لا ننقد لمجرد النقد من دون إدراك أن مشروعًا تغيريا وجديدًا يمكنه أن يمنح الحياة والتحول للمنطقة، ويجب أن يقوم المشروع على أساس الفكرة الكبرى للخلاص والتخليص من البؤس والفقر والعذاب وإعادة تنظيم البلاد وعدم التلصيق والتثبيت بتمني الإصلاحات البسيطة من منظور الأنظمة السياسية القائمة.
لذا لابد من تمكين سند وتنظيم تفاعل الناس على صيغ وأنماط مختلفة من الأفعال بأتخاذهم الحرية في قول الحقيقة عبر شبكات التواصل الاجتماعية وفي المواقع الشخصية والمدونات وعلى صفحاتهم وان لا يقيدون أنفسهم في حدود ضيقة مقتصرين على عدد معين من المشتركين والزائرين العرضيين وتمثيل هدفهم في توحيد وتنسيق افكارهم إيديولوجياً لإنشاء وتوزيع المحتوى التشخيصي والتعليمي, كما يجب إن يكون النضال ليس من أجل الشهرة والتشهير والمضايقات وليس من أجل تسييل المدونات، إنما من أجل الأوطان لأنه بدونها كل شيء آخر يكون بلا معنى.
بدأ الوعي العام لشعوبنا يستيقظ حينما تم حدر الناس والبلاد إلى حافة الخطر مما دفعنا ويدفعنا وبتفاعل اضطراري مع الكتابة والمناقشة والجدل البناء حول صورة المستقبل الذي نوده ونأمله لإعادة تنظيم المنطقة وتحويلها إلى دول أخلاقية وعادلة لكي تجلب الأنظمة لشعوبها الخير والأخلاق والثقافة والحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والمستقبل الطموح والمرهف.
ذلك لربما يتحقق إن أصبحت المبادئ مشتركة ومطبقة على الجميع، والعدالة فوق القانون، والسلطة الشعبية فوق الملكية النخبوية, وهذه مفاهيم مقبولة لدى معظم الناس وليست مجرد افتراضات قديمة وهي رسائل صادرة من منصة العدالة الشعبية لرفع راية إعادة تنظيم المنطقة على أسس جديدة وبلورة دساتير جديدة وأنظمة إنسانية للعلاقات بين الحركات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحركات الخير والشر والتيارات المؤيدة والمعارضة.
اعلموا دوما, ولأجل هزيمة الحق هناك شرط واحد وضروري, هو أن يكون الناس الطيبين الصادقين عاطلين ومغيبين ومعزولين ومهمشين, لذا فإن حلم تحطيم يأسنا من أنظمتنا السياسية الخرقاء يجب ألا يتلاشى في النفوس والأرواح المعذبة قهرا وجبنا وصمتا تحت رماد الظلم والخوف والقسوة واليأس والمصالح الشخصية وروتين السياسات الفاسدة والمفسدة.



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثالوث الأيديولوجية السياسية
- الإرهاب المعلوماتي... ارهاب جميع المواسم
- فاجعة الابتزاز الشرفي
- الهجينة... حروبا واستراتيجيات
- السيبرانية... حرب عالمية وشيكة
- بين الرقم والاقتصاد... ادركو المستقبل
- شرارة الحقيقة... بين الشعوب والنخب الحاكمة !!!
- وأعدوا... منهجية العاب الفيديو الأمريكية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثاق بيات الضيفي - هستيريا اليأس... والأنظمة الخرقاء !!!