(ديمقراطية الأملحي والكوز المخزوق)

وليد المشيرعي

الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 15:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رسالة وردتني من الداخل اليمني المحتل تقول على لسان صديق موثوق (تعال استمتع بديمقراطيتنا الناشئة والنعم التي تغمرنا صباح مساء) طبعاً صاحبي يتهكم ويسخر لكن لفتني كلمة ديمقراطيتنا الناشئة إيش قصده ؟!!
في نفس اليوم شفت فيديو للناشط الحوثي أبو لسان قذر المدعو الأملحي وهويشتم فيه على طريقته من سماهم الطراطير اللصوص عيال الكلب المحسوبين على المسيرة القرآنية والذي حسب تعبيره السيد مش داري بهم والا بايخلس جلودهم - ياحجاب الله -
طبعاً اتفاجأت من مثل هذا ان يصدر مثل هذا .. لكن تذكرت منشورات وكتابات كثير تغرد بهذا الاتجاه من قياديين حوثة أو حلفاء آخرين لإيران مؤيدين للحوثة مثل حاشد هاشم سيف وسلطان السامعي وغيرهم ..
القاسم المشترك بين كل تلك الاصدارات هو الاجماع على شرعية الحوثي كدولة وأن الحرب الأهلية الحاصلة الآن بسبب الانقلاب هي مجرد عدوان خارجي يستهدف احتلال اليمن وبالتالي فإن كل من يعارض شرعية الحوثي هو مرتزق خائن عميل يستحق القتل والتشريد والنفي ..
وتتشابه تلك الاصدارات في كونها تعترف ببعض أوجه الاختلال والقصور والمظالم والتخبيصات التي يقترفها طغمة الكهنوت الحاكمة في حق البلاد والعباد ..بينما تتغاضى عن الاختلالات الحقيقية التي تهدد حاضر ومستقبل الشعب والتي تؤكد ايضاً أن المليشيا تستهدف تدمير كل مكتسبات الثورة اليمنية والنكوص بالبلاد والعباد إلى واقع القرون الوسطى المظلمة حيث الإمام الزيدي هو قائد الدين والدنيا معاً وفي يده مصير كل الخلق يسعدهم بجنته او يشقيهم بناره ..
بطبيعة الحال هذا الأسلوب الخبيث يعطي صورة وهمية عن حقيقة وضع الحريات العامة وحق التعبير عن الرأي تحت سلطة الحوثي كما يمثل تنفيساً للاحتقان الشعبي تجاه حالة الافقار والضياع المحكمة قبضتها على الجميع منذ بداية الاحتلال الحوثي للعاصمة ومرافق الدولة .
وبطبيعة الحال أيضاً فإن هذا الاسلوب مأخوذ أو لنقل موصى به من قبل كهنة إيران الذين يمارسون هذا النهج الاحتيالي لرسم تجربتهم الديمقراطية التي وصفها أحد المعارضين الايرانيين وقال انها ديمقراطية "الكوز المخزوق" .

#وليد_المشيرعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل