أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - يونس عطاري حارسة المعبد














المزيد.....

يونس عطاري حارسة المعبد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6214 - 2019 / 4 / 28 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


يونس عطاري
حارسة المعبد
للغربة واقعها على الإنسان، وعلى الشاعر تكون وقعها مضاعفا، إذن هو مأزوم، وعليه أن يذهب/يجد مخففات تجله قادرا على مواصلة العيش في غربته، فتكون المرأة "حارسة المعبد" هي (مخلصة) ومن العنوان يمكننا استنتاج أن هناك (مقدس) وتحرسه المرأة، فالمقدس دونها يضيع، وقيمته ووجوده يعتمد عليها، على وجودها، كما أن للغربة ألفاظ خاصة تشكلها حروف الألم والوجع، يقدم "يونس عطاري" غربته:
"1-


لوزيةُ العينِ
تمهلي
و ادخلي باليمنى ركنَ الوثنِ
كي يرحبَ بكِ ساجداً"
الاستعانة بالمرأة في فاتحة القصيدة يشير إلى حجم الضغط الواقع على الشاعر، ونجد خطابة لها يحمل صيغة الأمر، وكأنه يريد أن (يسقط/يعوض) القسوة الذي يمر بها على "حارسة المعبد"، فجاء خطابه بصيغة الأمر، ليعطي نفسه شيء من الشعور بالسيادة والقوة، وبما أن العنوان يتحدث عن معبد، فلا بد من وجود بعض الألفاظ المتعلقة بالعبادة وطقوسها: "أدخلي باليمنى، يرحب، ساجدا" ونجد عدد من الألفاظ البيضاء "لوزية، العين، تمهلي، أدخلي، باليمنى، ركن، يرحب" وقد جاءت هذا الالفاظ بأثر المرأة وما منحته من سكونة وراحة للشاعر.
"فقد كان من التائهين
اصبري عليهِ
يتها التقية"
يبدو أن هذا ليس صوت الشاعر المأزوم، بل صوت آخر يتحدث من خارج المشهد، ويبدو كأنه الكاهن الأكبر!!، لهذا يوجه ويعطي التعليمات "للحارسة" لتقوم بطقوس العبادة على أفضل ما يكون، لكن هذا الافتراض نجد يتناقض مع كلمة "التائهين" ففيها حرفي ألم "الهمزة والهاء"، وما كانت لتكون دون أن يكون المتحدث هو المتألم، وهذا ما يجعلنا نحتار، هل الشاهر يتداخل صوته مع صوت (سارد) من خارج القصيدة؟، اعتقد أن الألفاظ القاسية "التائهين، أصبري" جاءت لأن الحديث متعلق بالرجل/الشاعر/التائه، وهذا ا يجعلنا نقول أن الصوت صوت الشاعر الذي (تقمص) صوت آخر، لكننا نستطيع أن نجده من خلال الفرق بين خطابه الناعم والهادي عندما يخاطب "حارسة المعبد"، ولغته القاسية عندما يتحدث عن "التائه/الشاعر" .
"الحبُّ محرابكِ
أهّلي به و أهيلي عليه تمورَ الخليجِ
انشدي اسطورةَ المطر"
خطاب موجه "للحارسة" لهذا نجده خطابا أبيض "الحب، محرابك، أهلي، تمور، أنشدي، اسطورة، المطر" أذا أخذنا الألفاظ بشكلها المجرد، نجدها بيضاء وناعمة، لكنها تحمل في داخلها الألم والقسوة، "أهلي، وأهيلي" فالهاء جاءت لتشير إلى حالة الألم الذي يعانيه الشاعر، وإذا ما أخذنا قصيدة السياب "انشودة المطر" والتي جاءت بشكل موارب "انشدي اسطورة المطر" وما فيها من "صراخ" نتأكد أن هناك ألم ووجع داخل هذا البياض، فالبياض شكلي، مخادع، والحقيقة أن وراءه الألم والوجع، كحال الجارية التي تلبس الحرير ، تبدو بهية، لكن في حقيقة الأمر هي عبدة تمتثل لسيدها.
"تُخْرِجُ الارض حشراتها و قثائها كي يستبدلَ المجنونُ الكلامَ فراغاً
فلا يكتبَ علته على الالواح
او يروي للعابدين كيف حامَ الصقرُ
و كيف حادَ عن قتلِ الغزال"
المقطع الأخير يكشف حقيقة الشاعر، حقيقة ما في داخله من ألم ووجع، فهناك "حشرات، الصقر، قتل الغزال" وعندما يأتي ذكر الحيوان أو الحشرات او الزواحف فهذا يشير إلى حجم الضغط والواقع على الشاعر/الأديب، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ: "حشراتها، المجنون، فراغا، فلا، علته، حام، القصر، قتل" يتأكد وجود ألم عند الشاعر، والملفت للنظر أن الشاعر عندما يتحدث عن نفسه/التائه، يستخدم ألفاظ قاسية، بينما عندما يتحدث/يخاطب "الحارسة"/المرأة نجده يستخدم ألفاظ بيضاء، وهذا ما يؤكد أن المرأة هي من تمنح الهدوء والسكينة والفرح.

"2-
لا عليكَ لو خرجتَ هذا المساءُ يا حبيبي
فالمعبدُ غابةٌ مستطيلة"
المقطع الثاني جاء مغايرا للأول، فالخطاب تحول من حارسة المعبد إلى الحبيبة مباشر، وهذا التحول ما كان ليحصل دون الهدوء والسكينة التي أخذها الشاعر بعد أن خاطب "الحارسة" التي منحته ما يحتاجه من هدوء وسكينة، فجاء خطابه مغايرا لما كان في المقطع الأول.
"ألا اخرجْ
يتبعنكَ المسافراتُ
و امرأةُ العزيز
نساءُ مصرَ
نخيل الرياض
و قلبي "
البياض حاضر وبقوة "المسافرات، وامرأة، العزيز، نساء، مصر، نخيل، الرياض، وقلبي" ألفاظ مطلقة البياض، وهي نتيجة طبيعية بعد حضور المرأة.
"مروحةٌ و ظلٌّ
في طريقك من نجدٍ الى بلاد الشام"
أيضا هناك بياض مطلق في الألفاظ: "مروحة، وظل، طريقك، نجد، والشام، تستوفنا المكان "مصر، الرياض، نجد، الشام، والتي تحمل في اداخلها (صراع) بين البداوة والتمدن، "الرياض ونجد" للبداوة، ومصر والشام للتمدن، وهذا يشير إلى أن الشاعر لم تصفى نفسه من الداخل، فهو ما زال مشتعل بالبداوة والصحراء، ويحن إلى المدنية والتمدن.
"أخرجْ
فالبيتُ سقفُ المنامِ
ورؤياكَ امرأةْ
تعدُّ لكَ القمردين
سجادةً و غطا
و تملأُ الكوزَ بحليبِ النوقِ البيض"
أذا ما استثنينا فعل الأمر "أخرج" تكون بقية الألفاظ بيضاء، والفاظ تشير إلى حالة الاستقرار "البيت" والحياة السوية "امرأة، تعد لك، وتملأ" والمفلت للنظر أن الشاعر اقرن الاستقرار بالمكان "البيت" بالمرأة، لكن يبدو وكأن هناك عدم انسجام بين "أخرج" والاستقرار، فالخروج يعني الابتعاد، فكيف جاء ما تبعه يعطي فكرة الاستقرار؟.
هذا يأخذنا إلى المقطع السابق وما فيه من حديث عن الصحراء والبداوة، التي إذا ما خرج منها فأنه سيكون مستقر وسوي وشاكر/عابد لله الذي منحه هذه النعمة.
القصيدة منشورة على الفيس، على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني في رواية -المخاض- سعادةأبو عراق
- قصة حنتوش صالحة حمدين
- رنيم أبو خضير -الاشتياق إلى الحنين-
- الحرف والكلمة والمعنى في قصيدة -لكم في القهوة- ناصر أبو حاكم ...
- محمد العموش والماء
- عباس دويكات قصة الشيطان
- حرب واشواق نزهة أبو غوش
- حلم دجاجة سعادة أبو عراق
- رواية خريف يطاول الشمس نزهة أبو غوش
- مناقشة ديوان خطى الجبل للشاعر محمد علوش
- سلطان خضور -حزني وآهاتي-
- -شهيدة وشهيد- فراس حج محمد
- التراث في ديوان -سرايا-* ل خليل عانيني
- المرأة في رواية الكبسولة كميل أبو حنيش
- إياد شماسنة الحرف والكلمة في قصيدة
- ورشة نقد تناقش “قصة عشق كنعانية” للروائي صبحي فحماوي
- محمد عبد الباري خاتمة لفاتحة الطريق
- انهيار الارستقراطية في رواية - شتاء العائلة- علي بدر
- الغربة في ديوان أوراق مسافر -سامر كبه-
- جعفر بشير الشعر والشاعر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - يونس عطاري حارسة المعبد