شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6212 - 2019 / 4 / 26 - 15:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عن انتخابات بير زيت مرة أخرى !!
بقلم : شاكر فريد حسن
لا تزال نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت ، التي فازت بها حركة " فتح " ، وتعادلت في المقاعد مع حركة " حماس " حيث حصلت الحركتان على 23 مقعدًا لكليهما ، لا تزال هذه النتائج تطغى على المشهد السياسي الفلسطيني ، وتثير ردود فعل مختلفة ، خصوصًا حول ما رافق ذلك من احتفالات بـ " النصر المؤزر " ، بإطلاق الرصاص في قلب مدينة رام اللـه ، وذبح الخراف ..!
فهذا الابتهاج الفتحاوي بإطلاق الرصاص وذبح الخراف ، أثار غضب الشارع الفلسطيني والامتعاض الشديد لدي الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني ، وهو أمر مؤسف لا يليق بنا كشعب حضاري يربض تحت نير الاحتلال ويعاني الحصار والبطش الاحتلالي ، وانعكاس لحالة التردي في المجتمع الفلسطيني ، ويشكل نقطة سوداء في تاريخ الحركة الطلابية والوطنية الفلسطينية ، ومن المفروض ليس اقامة هذه الاحتفالات التي فاقت عن حدها ، بل من المفروض تكاتف كل أبناء الحركتين الطلابية والوطنية بمتراس واحد في مواجهة الاحتلال ، والاستعداد للتصدي لصفقة القرن الرامية إلى حرمان الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الوطنية المستقلة .
ثم فإن فتح لم تتفوق على حركة حماس بفارق كبير ، وخاصة أن الضفة الغربية هي معقل حركة " فتح " وتسيطر عليها . ولذلك فهذه الانتخابات لا تستحق كل هذه الاحتفالات الكبيرة ، والبيانات من أعلى المستويات ابتهاجًا وفرحًا وكأننا انتصرنا على الاحتلال وحررنا الأرض من ربقته ، ولم يكن حاجه لذبح الخراف ، ولا لكل هذا الرصاص الذي دوى في سماء رام اللـه وفي الحرم الجامعي في بير زيت وفي شوارع بعض مدن الضفة الغربية .
إن جامعة بير زيت شكلت على الدوام منارة للعلم والفكر والوعي الوطني الثوري الكفاحي ، وستبقى كذلك بفضل شبابها المقاوم ، الذي كان يتصدى للاحتلال وعملائه خلال الانتفاضات الشعبية الفلسطينية ، ولمحاولات اقتحام الحرم الجامعي فيها واعتقال طلابها ، وكان يتعلم ويدرس رغم الاغلاقات القسرية المتتالية لحرمها ، في بيوت ومبانٍ مختلفة في قلب واطراف مدينة رام اللـه .
أننا لعلى ثقة تامة أن طلاب بير زيت قادرون بإرادتهم وحسهم الوطني ووعيهم الثوري محو آثار هذا العار ، وتجاوز الغيمة السوداء في تاريخ الحركة الطلابية والوطنية الفلسطينية ، وستبقى جامعة بير زيت منارة العلم والحضارة ورأس الحربة ضد الاحتلال .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟