أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - حزب الفيسبوكين !!














المزيد.....

حزب الفيسبوكين !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 23:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حزب الفيسبوكين !!
لا أحد ينكر أنه في سياق الخط الزمني لتطور شبكات التواصل الاجتماعي وما صاحبها من خلق فضاءات إعلامية لا يهيمن عليها لا المخزن و لا الأحزاب ، فتحت قنوات اتصال كثيرة وحقيقية للأغلبية الصامتة ، وأصبحت عالما لا حدود له، وصارت منبرا للمقهورين ، وأتاح الفرصة للرأي والرأي الآخر، وأزال العوائق والصعوبات التي كانت تحول دون اتصال المغضوب عليهم من عامة الناس ، بالنخب المسؤولة على مصائرهم من نواب وحكوميين .
صحيح أنه يصعب تحديد تأثير تلك الشبكات التواصلية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بما تشهده من تطور يومي ، إيجابا أو سلبا ، إلا عن طريقة استخدامها ،حيث يمكن الإستفادة منها في ما ينفع الناس إلى أبعد الدرجات، كما يمكن الإنغماس بها في ما يسيؤهم إلى أبعد دركه، وذلك لتشعب مجالها التواصلي ، واتساع إنفتاح مساحاتها ، وعدم خضوع أجهزتها الالكترونية المتطورة للتدقيق أو التحقيق ، وسرعة وسهولة وصول ما يبثه الفايسبوكيون واليوتيوبيون والأستجراميون على صفحاتهم للملايين المتعطشة للأخبار الواردة عليهم من هنا وهناك ، صوتا وصورة ، في تحدٍ كبير لعسف السطلة ، وهدرٍ لما تبقى لها من هيبة وصرامة مفتعلة ، فالمسألة في المنفعل لا في الفعل ، والعبرة بالمستخدِم لا بالمستخدَم ، كما يقال.
ما جعل الكثير من المسؤولين ، يحسبون ألف حساب لحزب الفايسبوكيين واليوتيوبيين والأستجراميين الذي وفرت له تكنولوجيا الاتصال هته ، كل ما يحتاج له من القوة فضح التجاوزات والخروقات ، وغلبة الإيقاع بالفاسدين والمرتشين ، بعدما فشلت هجماتهم المسعورة التي استهدفت تنحيتها هذا النوع من الصحافة المستقلة ، ومحوها من الوجود ، لما تشكله من عائق لأنها أمام قواعد اللعبة المتفق عليها في إطار مخططاتهم الاستراتيجية ، ما أدى إلى نتائج وتطورات غير مسبوقة كان لها الوقع الإيجابي على المواطنين في الكثير من المجالات، حيث كشفوا –بالطرق الخاصة والجديدة -عن حقائق ما كانت لتنكشف لعامة الناس لولا وجود الفايسبوكيون، واليوتيوبيون، ونضالاتهم التي لا يعنيها إلا تقويم معوج وانقاذ حياة وإغاثة ملهوف وعلاج مريض وسقي ظمآن وتنفيس كربة وسداد دين وإطعام جائع وإيواء نازح وإرشاد ضال من دون قذف أو تشهير ، من دون طعن ولا تجن ولا فبركة ولا إثارة للفتن والضغائن والعصبيات القبلية والطائفية والعرقية والدينية ، عن طريق ضغط جماعي راق لا يفتر كفله لهم الدستور وشجعت عليه التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي ، شعارهم في ذلك " قل خيرا أو اصمت " أو "ان لم تكن للحق نصيرا فلا تكن للباطل مصفقا ". وهذا لا يعني أنه ليس هناك للظاهرة سلبيات ، والتي يصعب نفي وجود بعض التأثيراتها –بشكل عام- على الحياة الاجتماعية للبشر، حيث يستغلها من لا ضمير له في فعل الشر بدل الخير ، كما يكشف العالم هذا الفضاء نفسه الكثير من الفضائح المرتكبة من خلاله ، كاختلاق الأكاذيب وبثّ الإفتراءات على الأشخاص أو الجهات ، أيا كانت ، لإبتزازها أو للمس بسمعتها أو لمجرد ومضايقتها في حياتها الخاصة .
وتبقى أهم النتائج التي أفرزتها تجربة الإعلامي الجديد هته ، هي عودة المغاربة إلى السياسة ، وعودة السياسة إلى المغاربة ، بعد اغتراب وابتعاد طويلين بسبب المصادرة والاحتكار المديدين لكل ما هو سياسي من جانب النخب الحزبية ومن لفّ لفّها من ذوي المصالح الطبقية والبيزنسية التي أغلقت دوائرة السياسة على نفسها ؛ فهل تنم هذه العودة الشعبية المتبادلة بين المواكن المغربي والسياسة عن وعي سياسي وليد ، بأهدافه وتطلعاته وبرامجه المرتكز على القيم والمرجعيات الديمقراطية ، التي تؤدي إلى تنامي الوعي السياسي لديه رغم بأميته ؟، أم أنها عبارة عن ممارسة مراهقة سادجة ، وشعارات ونداءات وصيحات فضفاضة حول الحرية والحقوق، والكرامة الوطنية والكرامة الشخصية، التعددية والديمقراطية والشفافية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، سرعان ما تنسى بعد إنتهاء الانتفاضات والوقفات الاحتجاجية . من الطبيعي أن يكون في عودة المغاربة للسياسة ، وعودة السياسة للمغاربة ، ما هو سلبي و ما هو ايجابي ، لأن هذا الانفتاح على العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، غير من مفهوم الأمية ببلادنا ، فلم يعد الأمي هو ذاك الذي لا يعرف القراءة و الكتابة ،كما كان سابقا ، حيث كانت القراءة و الكتابة هما اللتان توفران المعرفة، أما اليوم يمكن الحصول على المعرفة دون ايجادة الكتابة و القراءة لأن هناك الصورة و الصوت و تعدد المرجعيات التكنلوجية المتوفرة و بسهولة حتى في المداشر النائية التي لا وجود في للماء و الكهرباء ، ومع ذلك يعيش ساكنتها العولمة يوميا ، بما يشاهدونه من قنوات أجنبية ، يعرفون من خلالها ما يجري في العالم ، فيتوفرون على مرجعيات جديدة، تؤدي إلى تنامي وعهم السياسي. ما جعل من المغربي يصبح أكثر وعيا سياسيا رغم أميته ، و في واقع الأمر فإن الأميين الحقيقيين ، هم الذين لا يريدون فهم و استيعاب هذا التحول الملحوظ بالعين المجردة ، والذي يعود إلى أنه لا يخلو منزل عائلة من باربول ومحمول وحاسوب، و هذا من الأسباب التي تفسر التغييرات الواقعة حاليا من ابتعاد المواطنين عن الأحزاب و عزوفهم عن التصويت لها أو العكس.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور ومواقف من القاهرة -2-
- صور ومواقف من القاهرة -1-
- دور الأبواب في التنمية السياحية والثقافية والتراثية
- على هامش يوم دراسي حول الأبواب.
- ليس في باريس إلا علامة - قف Stop-واحدة
- المقهى الفاخر Fouquet s le، لن يفتح أبوابه !!
- ال- مولان روج Moulin Rouge- ومشاعر التحرر !
- لقاء حميمي مع بعض المهاجرين !
- لا يرى الْجَمَالَ إلا الجميل !!
- ندوة مخيبة للآمال ؟ !!
- قوس قزح أم -حزام لالة فاطم الزهرا-؟ !
- حتى قط ماكيهرب من دار العرس.
- قراءة سريعة في جريمة -شمهروش-.
- لماذا يخاف الظلاميون الحب ؟؟
- من المحال أن يغفر المغربي لمن ينحاز لمجرميه !!
- العزاء بين الواجب والنفاق !!
- في انتظار ذلك !
- إزدواجية الخطاب الإسلاموي المقيتة؟ !!
- فتوى أم صك غفران؟ !!
- الأمازيغ لا يعادونكم ، فلما تعادونهم؟


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - حزب الفيسبوكين !!