أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - حزب العدالة والتنمية التركي . بداية النهاية














المزيد.....

حزب العدالة والتنمية التركي . بداية النهاية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 14 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حزب العدالة والتنمية التركي
بداية النهاية
ادهم ابراهيم
في اول انتخابات محلية تجري في ظل النظام الرئاسي في تركيا , خسر حزب العدالة والتنمية برئاسة السيد رجب طيب اردوغان اهم مدينتين من حيث تعداد السكان هما انقرة واسطنبول لصالح تحالف الشعب المعارض . وبالرغم من ان هذه الانتخابات بلدية , الا ان السياسة هيمنت عليها , وتعطي مؤشرا على تراجع اداء حزب العدالة والتنمية

صعود حزب العدالة والتنمية
ان حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان كان قد فاز بالانتخابات لكونه قد دعى الى الوسطية والاعتدال كحزب مدني ديموقراطي وليس كحزب اسلامي عقائدي . وذلك لتجنب منعه من مزاولة العمل بموجب الدستور الذي يحمي النظام العلماني , كما جرى مع حزب الرفاه الاسلامي , الذي قررت المحكمة الدستورية حله عام 1998 ومنع رئيسه السيد نجم الدين اربكان من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات
لقد نجح اردوغان في تحقيق نتائج باهرة في الانتخابات البرلمانية عام 2002 وحاز على الاغلبية في مقاعد مجلس الامة . ان حزب العدالة والتنمية قد حقق هذه النجاحات ليس بسبب فشل الاحزاب التركية التقليدية فقط . وانما بسبب النجاحات التي حققها زعيم الحزب في تحسين البنية التحتية لمدينة اسطنبول وانشاء العديد من المرافق السياحية فيها , عندما كان رئيسا لبلديتها , وكذلك عندما اصبح رئيسا لوزراء تركيا حيث قدم العديد من المشاريع الاقتصادية , مما ادى الى تحسين القدرة الشرائية لليرة التركية

الهيمنة على الجيش
هذا من الناحية الاقتصادية اما من الناحية السياسية فبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016 ,جرت عمليات اعتقالات واسعة في صفوف العديد من العسكريين والموظفين العموميين تحت ذريعة مشاركتهم بالانقلاب الذي اتهم فيه انصار فتح الله غولن غريم اردوغان . ثم جرى بعد ذلك تقليم اظافر العسكريين , والهيمنة علي الجيش . لضمان عدم قيامه باي محاوة انقلابية للحفاظ على علمانية الدولة على وفق الدستور التركي . . وقد بادر اردوغان باتخاذ الاجراءات القانونية والادارية للقضاء على الطابع العلماني التقليدي للدولة التركية . منها منع الاختلاط في السكن والدعوة لالغاء التعليم المختلط . والقانون الذي يقيد بيع الخمور واستهلاكها والذي لاقى كثير من الاحتجاجات ضد الحكومة . ثم المرسوم الذي يجيز الحجاب في الجامعات واماكن العمل الرسمية
يرى رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار اوغلو ان اردوغان يعمل جاهدا على تغيير الطابع العلماني لتركيا من خلال القرارات والقوانين التي يحاول تطبيقها في المجتمع التركي . وانه يعمل جاهدا لتغيير الدولة والبنية الاجتماعية التركية وتحويلها الى مجتمع اسلامي . وصرحت بيرسان تيمير رئيسة جمعية نساء الاناضول ( تحت اعيننا تتحول الجمهورية التركية الى دولة اسلامية وتابعت ان الجمهورية العلمانية كما نعرفها تختفي تدريجيا )ء
ويسعى اردوغان الى توسيع شعار اسلمة الدولة للحصول على دعم شعبي اكبر , رغم تدني شعبيته بين الشباب التركي

التدخل السياسي والعسكري الخارجي
بعد الفشل الذي لاقته تركيا في مفاوضات الدخول الى الاتحاد الاوروبي نتيجة سجلها الطويل في تجاهل حقوق الانسان , فقد اتجهت الحكومة التركية نحو الجنوب اي الى سوريا والعراق والشرق الاوسط عموما . فدعمت الجماعات الاسلامية المتطرفة في سوريا وعلى الاخص جبهة النصرة وجماعات اسلامية اخرى مثل الاخوان المسلمين . وتدخلت عسكريا في شمال سوريا وشمال العراق تحت ذريعة مكافحة الارهاب وهي تقصد الجماعات الكردية المسلحة وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني , اما العلاقات السياسية مع مصر فقد اصبحت في اوج تدهورها نتيجة تبني تركيا لحركة الاخوان المسلمين وعدائها السافر لرئيس جمهورية مصر العربية . وكذلك موقفها مع المملكة العربية السعودية المتذبذب والذي يميل للعداء السافر . نتيجة وقوف السعودية مع مصر في خلافها مع الاخوان المسلمين . وقد انحازت تركيا الى جانب قطر في خلافها مع السعودية والامارات ومصر , وارسلت قوات عسكرية لحماية نظام تميم بن جاسم امير قطر . . كما تدخلت بالتعاون مع قطر في الشأن الليبي والاريتيري ايضا . اما علاقاتها مع الولايات المتحدة فقد اصبحت سيئة لوجود ملفات خلافية , منها قضية غولن , ووحدات حماية الشعب , ومنظومة صواريخ أس - 400 , ومقاتلات أف - 35 وكان من نتيجتها فرض الولايات المتحدة الامريكية العقوبات على تركيا والتي اثرت تاثيرا كبيرا على الاقتصاد التركي

تدهور الاقتصاد التركي
هذه السياسة وغيرها جعلت النمو الاقتصادي التركي في تراجع , واصبح اقتصادها يعاني من البطالة والتضخم , اضافة الى حالة الركود والكساد . كما تدهورت قيمة الليرة التركية الى حد كبير حتى وصلت الى 27% من قيمتها . وشهد الاقتصاد التركي انكماشا للمرة الاولى منذ عشر سنوات . وقال برك ايسين الاستاذ المساعد في جامعة بيلكنت في انقرة (حتى الان كان اردوغان يحصل على دعم قواعده الشعبية استنادا الى المقولة التي تعتبر ان الاستقرار السياسي يجلب الازدهار الاقتصادي . . . ولكنه في النهاية لم يجلب الاستقرار السياسي ولا الازدهار الاقتصادي)ء

بداية السقوط
ان دعوة حزب العدالة والتنمية في بداية عمله السياسي الى الوسطية والاعتدال والحفاظ على علمانية الدولة . اضافة الى الاقتصاد النامي هي التي جعلته يفوز بالانتخابات العامة والمحلية ويتربع على رأس الدولة التركية
ولكن سياسة الحزب اللاحقة والتي تميزت بالتسلط , والتخلي عن العلمانية في كثير من المواقف , وتدخلاته الكثيرة لصالح الحركات الاسلامية في المنطقة , وتدهور الاقتصاد وانخفاض قيمة الليرة التركية هي التي ستنهي مسيرة هذا الحزب . وما الانتخابات المحلية الاخيرة الا مؤشر اولي لسقوط الحزب

فهل سيتم تصحيح الاخطاء والالتزام بمبادئ الحزب الاولى لتلافي السقوط الحتمي . ام سيتم التمسك بالحكم كما هو حال الاسلام السياسي في كل مكان . هذا ماستكشفه الايام القادمة
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة الى الديكتاتورية ام الملكية
- الجزائر . على اعتاب الجمهورية الثانية
- الهوية الوطنية في مهب الريح
- محاربة الفساد في العراق
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- انها مجرد فضائية ترفيهيه
- السعودية والخروج من عباءة التطرف
- الصراع الامريكي الايراني في العراق
- العلاقة الجدلية بين الفساد والدولة العميقة في العراق
- انهم يغتالون الكلمة الحرة
- العراق ساحة الصراع الامريكي الايراني
- هل الزمن يغير توجهاتنا ؟
- الثورة السورية والديموقراطية العراقية
- كركوك من التغيير الديموغرافي الى علم كوردستان
- حول الانسحاب الامريكي من العراق
- اثار الانسحاب الامريكي من سوريا والموقف العراقي
- مشروع قانون الخدمة الالزامية
- السترات الصفراء . . مطالب شعبية وتدخلات مشبوهة
- عودة النظرة الدونية للمرأة
- لاتنخدعوا بالشعارات . انظروا الى الواقع


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - حزب العدالة والتنمية التركي . بداية النهاية