أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الجزائر . على اعتاب الجمهورية الثانية















المزيد.....

الجزائر . على اعتاب الجمهورية الثانية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حكم الجزائر منذ الاطاحة بالرئيس احمد بن بيلا حكومات عسكرية بدعم من
جبهة التحرير الجزائرية . وكبديل عن الاشتراكية تم اعتماد التعاونيات لادارة اقتصاد البلد تحت اسم التسيير الذاتي ابتداء , ثم التسيير الاشتراكي , ولم تشهد الجزائر بعد ذلك اي تطور مهم في البنية الاساسية الاقتصادية والصناعية رغم صرف مليارات الدولارات

العشرية السوداء
في مطلع التسعينات من القرن الماضي جرت انتخابات برلمانية في الجزائر فازت فيها الجبهة الاسلامية للانقاذ . مما حدا بالجيش لالغاء هذه الانتخابات . وقد ادى ذلك الى اندلاع الحرب الاهلية التي سميت بالعشرية السوداء والتي راح ضحيتها عشرات الالوف من الجزائريين , واتسمت بعنف منقطع النظير حيث تم قتل وذبح عوائل وقرى كاملة . . . ولم يستطع الجيش من قمعها , حتى جاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اصدر قانون الوئام الوطني والعفو عن المتورطين في الحرب في عام 1999 , وقد حقق نجاحا باهرا في ايقاف هذه الحرب بعد فشل كثير من الرؤساء في تحقيق السلم الاهلي خلال فترة تقارب العشر سنوات

الازمات الاقتصادية
الا ان الازمات الاقتصادية المتلاحقة قد ادت الى تململ شعبي خصوصا بعد ان زاد التضخم النقدي في الجزائر الى اكثر من6% كما تواصل تدهور الدينار حتى وصل الى 35% من قيمته . وكذلك السياسة الاقتصادية الفاشلة , والوضع السئ
الناتج من الفساد والمحسوبية . حيث يقدر بعض الاقتصاديين ان 20% من موارد الجزائر تذهب للاستثمارات والباقي يهرب الى الخارج
وقد اعتمد الاقتصاد كليا على النفط والغاز واصبح الاقتصاد ريعيا
ولم يكن هناك اي اهتمام بالقطاع الاقتصادي مما انعكس سلبا على المجتمع وبالاخص الشباب منه . يضاف الى ذلك
البيروقراطية المتفشية في كل مرافق الدولة مع الفساد الكبير ولم يستطع رئيس الوزراء احمد اويحيى من الاحتفاظ بالقدرة الشرائية للمواطن الجزائري الاخذة بالانحدار يوما بعد يوم
وهناك دعوات متاخرة للاصلاحات من قبل الحكومة لم
تخرج الى ارض الواقع ولم يلمس المواطن الجزائري اي تحسن في مستواه

عجز رئيس الجمهورية
جاء عجز رئيس الجمهورية بعداصابته بجلطة دماغية اقعدته على كرسي متحرك عام 2013 ليزيد من تفاقم الاوضاع في البلاد , مما اثار تسائلات حول قدرته لتولي مهام رئباسة الجمهورية . وقد دعت بعض الاحزاب تنظيم انتخابات مبكرة وفق المادة 88 التي تعالج موضوع عجز رئيس الجمهورية عن الاستمرار بمزاولة عمله , الا ان الحزب والحرس القديم المحيط بالرئيس بوتفليقة رفض بشكل قاطع اي محاولة لعزل الرئيس او تنظيم انتخابات مبكرة قبل انتهاء الولاية الرابعة لرئيس
الجمهورية . وقد خرجت جماهير غفيرة من الجزائريين , معظمهم من الجيل الجديد رافضين استمرار الوضع على ماهو عليه . او التجديد لولاية خامسة لعبد العزيز بوتفليقة . مطالبين بعملية نقل السلطة بطريقة سلمية , واجراء انتخابات حرة نزيهة تستبعد كل السياسيين القدامى . ومطالبين باصلاحات اقتصادية للبلاد . ورغم كل هذه الاحتجاجات اصر الرئيس بوتفليقة على التقديم لولاية خامسة . ولكن اصرار الشعب على التغيير والخروج يوميا الى الشارع قد احدث ضغطا كبيرا علي السلطة السياسية مما دفع الرئيس الى عدوله عن التجديد لولاية خامسة مع تاجيل الانتخابات
علق احد المتظاهرين على ذلك بقوله , اننا كنا نريد انتخابات دون بوتفليقة . الا ان السلطة اعطتنا بوتفليقة من دون انتخابات . وهذا يوضح عمق الازمة القائمة بين الشعب والسلطة في الجزائر

تعتبر القرارات الصادرة من طرف رئيس الجمهورية "انتصار جزئي" للشعب الجزائري الا انها غير كافية . حيث يطالب الشعب بمرحلة انتقالية وحكومة توافق وطني ولايريد الالتفاف حول رغبته في الذهاب الى انتخابات حرة ونزيهة خالية من السياسيين القدامى

الموقف الفرنسي والامريكي
لفرنسا مصالح حيوية في الجزائر وهي تحاول الحفاظ عليها وبالتالي فقد التزمت بموقف محايد من الناحية الرسمية المعلنة ودعم العملية الانتقالية التي اعلنها الرئيس بوتفليقة . مع تاييدها للمتظاهرين والاشادة بسلمية التظاهرات . وهي تحاول بذلك عدم اثارة غضب المتظاهرين او النظام . كما تم تاكيدها على احترام سيادة الجزائر
واما بخصوص الولايات المتحدة الأمريكية فانها ستستغلّ الفترة الانتقالية لتعزيز علاقاتها اكثر من اي وقت مع الادارة الجديدة للجزائر . حيث تحاول الاستفادة من موقع الجزائر الاستراتيجي في القارة الافريقية لبسط نفوذها المتزايد في هذه القارة

تصاعد الاحتجاجات
ورغم ان الرئيس بوتفليقة قد اعلن بانه سيترك الحكم في نيسان القادم بعد انتهاء ولايته الرابعة , الا ان الموجة الجماهيرية لاتزال تتصاعد وتثبت انه طالما استمرت المشكلات السياسية , والاقتصادية , والفساد المستشري من الحرس القديم , فستستمر الجماهير بالتظاهر والانتفاض لانتزاع حقوقها كلما توفرت الظروف المناسبة لها

هذا يثبت أن المظاهرات والانتفاضات لا تزال هي الخيار الوحيد للشعوب امام تعنت السلطة واستبدادها مما يتعذر اصلاحها ، . فبوتفليقة لا يمثل سوى واجهةٍ تعمل من خلفها شبكاتٌ فاسدة من الجنرالات وكبار رجال الأعمال

مواقف الجيش
ان الجيش يحكم مفاصل الحياة في الجزائر ، وهو الضامن لبقاء حزب جبهة التحرير على رأس السلطة، وهو الذي ألغى نتائج الانتخابات التشريعية عام 1991 بعد فوز الإسلاميين فيها. واغلب رؤساء الجزائر تم ترشيحهم بواسطة الجيش ، وحتى بوتفليقة الذي ترشح للرئاسة بوصفه مرشحاً حراً عام 1999، لم يكن ليصل إلى هذه المنصب لولا موافقة الجيش

ان موقف الجيش من التظاهرات الأخيرة قد شهد تطورا كبيرا , فبعد ان كان من اشد المؤيدين للعهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة . تخلى عنه الان بعد ازدياد الحراك الشعبي ضده ، كما انتقل من التحذير من انحراف التظاهرات ، إلى الإشادة بها ، ثم إعلانه بالوقوف إلى جانب الشعب وطالب بإعلان عجز الرئيس لضمان انتقال سلس للسلطة على وفق الدستور . . الا ان المتصدين للحراك الشعبي رفضوا هذه المبادرة وطالبوا بتغيير النظام برمته وفق دستور جديد. وجمهورية جديدة

ان الرئيس بوتفليقة قد خدم الجزائر حقا , وقدم لها السلم الاهلي طوال سنوات عديدة . الا ان عجزه الملحوظ . وتفاقم الازمات الاقتصادية والفساد المستشري من حزبه والسياسيين المحيطين به ، يدعوه إلى التنحي وتسليم السلطة الى حكومة انتقالية حتى تتجنب الجزائر السيناريوهات الدامية المصاحبة للربيع العربي التي استغلها الاسلام السياسي المتطرف وغير المتطرف وادت الى انزلاق سوريا وليبيا الى المجهول . كما تتجنب المصير الذي آل اليه العراق نتيجة التدخلات الدولية والاقليمية في شؤونه الداخلية بعد احتلاله

ولذلك يتوجب على الجزائريين العمل على منع اي فراغ دستوري بعد انتهاء ولاية بوتفليقة او تنحيه , والذهاب سلميا الى مرحلة انتقالية بمساندة الجيش

اننا على ثقة من ان الشعب الجزائري الشقيق سيتجاوز هذه المحنة وسيحقق اهدافه في التخلص من السلطة الفاسدة التي وقفت خلف الرئيس بوتفليقة وان ربيع الجزائر يجب ان يكون ربيعا اخضرا، ليس كالربيع العربي
ادهم ابراهيم
Show more



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الوطنية في مهب الريح
- محاربة الفساد في العراق
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- انها مجرد فضائية ترفيهيه
- السعودية والخروج من عباءة التطرف
- الصراع الامريكي الايراني في العراق
- العلاقة الجدلية بين الفساد والدولة العميقة في العراق
- انهم يغتالون الكلمة الحرة
- العراق ساحة الصراع الامريكي الايراني
- هل الزمن يغير توجهاتنا ؟
- الثورة السورية والديموقراطية العراقية
- كركوك من التغيير الديموغرافي الى علم كوردستان
- حول الانسحاب الامريكي من العراق
- اثار الانسحاب الامريكي من سوريا والموقف العراقي
- مشروع قانون الخدمة الالزامية
- السترات الصفراء . . مطالب شعبية وتدخلات مشبوهة
- عودة النظرة الدونية للمرأة
- لاتنخدعوا بالشعارات . انظروا الى الواقع
- العقوبات الامريكية على ايران . هل سشمل العراق
- من المستفيد من داعش ؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الجزائر . على اعتاب الجمهورية الثانية