أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود علي الخطيب - فلسطين ما بين فسادين














المزيد.....

فلسطين ما بين فسادين


محمود علي الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 12:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


ان وضعنا الفلسطيني الحقيقي والراهن لا يدعو للسخرية بقدر ما يدعو للرثاء، بصراحة بات من الصعب على الانسان منا ان يرى أي افق مفتوح او أي نور في نهاية هذا النفق او أي نفق. فالمراهنة السياسية على الدم، والمال السياسي لا يحلله سوى سفك الدماء، واي دماء هي تلك، دماء الأبرياء من الفقراء، من لا قوت لهم، ولا عزاء لهم. فالفقير هو الوقود، وأبناء وأطفال الفقير هم كباش المحرقة.
حماس لا تفهم ولا تريد ان تفهم أي شيء. فحقها تكديس المال السياسي على حساب البسطاء والابرياء، المهم ان تقوم وتُشيد الأبراج والمولات والعقارات وان تُطوب الأراضي والعقارات وتتجدد السيارات والجيبات لأعضاء القيادة الحركية في قطاع غزة، بغض النظر عن الالية والكيفية التي يتم فيها ذلك، حتى لو تضمن ذلك المراهنة بالوطن ككل والمواطن وما يملك، ضاربة بعرض الحائط المجتمع الذي احتضنها بصفتها متفيهقة المقاومة، في الوقت الذي كان الشعب يتصدى لحروب ثلاثة بلحم اطفاله وسقوف بيوته، كانت القيادات الربانية مختفية اما في المستشفيات واما في الانفاق كما الجرذان، وهو أمر يدعونا حقيقة للتساؤل حول أهلية هذه الجماعة بتمثيل الشعب الفلسطيني او التحدث باسمه، فمن أراد الحديث باسم الناس عليه ان يكون بينهم وقت الشدة قبل وقت اللين، وعليه ان يحمل همهم ويفهمه ويُخفف عنهم وطأة الحصار الذي فُرض على الفقراء والبسطاء حصرا بسبب حضرته واستحكامه بالكرسي.
الحصار وما ادراك ما الحصار، فقد فُرض على القطاع بحجة وصول حماس للحكم فالذريعة محاصرة حماس وجعلها تُذعن لشروط الرباعية الدولية وتلتزم بما التزمت به سلطة أوسلو، هذه الحجة الواهية تسقط مع اول عبور لمواكب الحركة من والى القطاع عبر معبر رفح في الوقت الذي يموت فيه المرضى على المعابر ويخسر الطلاب فرص مستقبلهم، وقيادة الحركة المُحاصرة تنعم بالسفر هي وعوائلها والمحسوبين عليهم متى وكيف وأين شاءوا، والبسطاء والفقراء وعموم الناس لا بواكي لهم، ومرضاهم مجرد ارقام تضيفها حماس لقائمة الضحايا التي تتاجر بها، واي ضحايا هم وضحايا من؟ انهم ضحايا حصار لم يُفرض إلا على البسطاء وعمل حكومي محكوم بالرشوة والفساد حصرا، ففي الوقت الذي يموت المريض وهو ينتظر دورا له على قوائم السفر، يستطيع البعض ان يدفع رشوة ببضع مئات الدولارات لإدارة المعابر الحمساوية الدينة التقية الزاهدة الورعة التي تحكم الدين فيما يلفظ من قول او ما يبدر من فعل. فالرشوة عنوان المرحلة، والبعض الاخر يستطيع بمجرد واسطة ومحسوبية هنا او هناك ان يتجاوز دور من سبقوه.
ان حكم فتح والذي امتد منذ منتصف التسعينات وحتى العام 2006 شابه الكثير من الفساد، إلا ان ذلك الفساد لم يؤد بشكل او بآخر على إنهاك المواطن العادي ومسح قدرته على الصمود والحياة، فاخلف من خلفهم قوم أسوأ منهم، ففساد اليوم أبشع، ليس لأنه يمارس باسم الله وباسم الدين والوطن والقضية، فتلك الشعارات كانت دوما مطية كل الفاسدين من ادعياء النضال والمقاومة مرورا بحكام العرب بلا استثناء. الا ان الإشكالية الحقيقية والموضوعية لهذا الفساد هو انه لا يبقي ولا يذر، فهو مسح بالمطلق قدرة الناس على البقاء، فمن لديه أطفال بات لا يقدر على اعالتهم، ومن يمتلك عملا او مصلحة فقد القدرة على ابقاءها فاعلة وعاملة، ومن يملك منزلا فقد دُمر في ثلاث حروب او تضرر جزئيا او اهتزت اساساته واركانه، ومن لديه الدخل ومن لا يوجد لديه الدخل بات مطاردا بالإتاوات والغرامات وارتفاع الأسعار وكله طبعا في سبيل الوطن والقضية. فأي قضية واي انتماء يُجوع من اجله أطفال الفقراء وعامة الشعب، وابن القيادي في الرفاه ينعم، وطن أُتخذ مطية من قبل قيادات فئوية لا تفهم من مسؤولية الموقع السياسي والقيادي سوى امتيازاته ولا تدرك ما عليه من واجبات واستحقاقات.
لقد بتنا على حافة الهاوية، وعلى هامش التاريخ، وهامش العالم، والفضل كل الفضل يعود لسياسيين لا يفقهون من السياسة إلا الميكافيلية، وادعياء مقاومة ووطنية لا يعرفون من شعاراتهم سوى اسماءها. ولا عزاء للوطن ولا المواطن. فقد سبق وصدق قول من كان قبلكم بان الثورة يقودها الاحرار ويحصد ثمارها الجبناء، فقضيتنا يقودها أطفالنا بلحمهم ودماءهم واطرافهم التي فقدوها على مذبح الأهداف الإعلامية، ويحصد الثمار سياسيين وحركات دعية ابنة دعية بالوطنية والدين.



#محمود_علي_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس والعهر الوطني
- حماس وسقوط ورقة التوت
- علم نفس الله
- فتح وحماس واقتراب النهاية
- مسيرات العودة الكبرى، ما الذي عاد؟


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود علي الخطيب - فلسطين ما بين فسادين