أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود علي الخطيب - حماس والعهر الوطني















المزيد.....

حماس والعهر الوطني


محمود علي الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 14:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


في بداية أحداث اعتصامات حراك "بدنا نعيش" منذ خمسة ايام، خرج الكثير من حماس ومؤيديها باتهامات للحراك بانه مسيس وخارج عن الصف الوطني ومشبوه ومأجور إلى آخره من الاتهامات التي تكشف ضعف البصر والبصيرة اللذان اصابا الحركة على كل الأصعدة. فمطالب الناس مشروعة، والضرائب التي تفرضها حماس خيالية، فطن الاسمنت مثلا في الضفة الغربية حيث الأمان الوظيفي ومعدل الدخل أعلى لا يتجاوز 600 شيقل، اما في غزة فطن الاسمنت يتراوح بحدود الفين شيكل ويكسر هذا السعر الى ما هو اعلى أحيانا، رغم استيراده من مصر بأسعار التراب مقارنة بأسعار الضفة.
الجماهير طالبت بما هو حقها في محاربة الغلاء، تخفيض الضرائب تلك المطالب هي أيضا واجب سلطة الامر الواقع، فان كانت سلطة الامر الواقع لا تستطيع تحقيق المطالب البسيطة وتتهمها بالمسيسة والمأجورة، فهو يكشف المنزلق الفكري الذي انحطت اليه الحركة الإسلامية، فهي تتخلى عن مسؤولياتها كحاكم في الوقت الذي تريد فيه الحفاظ على مزايا ومكتسبات الحكم.
خرج الدكتور الفاضل باسم نعيم وهو وزير الصحة السابق لحكومة حماس وهو محاضر جامعي في الجامعة الإسلامية في غزة، ليقول ان بيان الفصائل المؤيد لمطالب الجمهور بضرورة ان تجد حماس حلا لمطالب الجماهير وان تخفض الضرائب وتعمل على توفير الحياة الكريمة للمواطنين بصفتها حاكمهم الفعلي في غزة. فخرج الدكتور الموقر ليتهم الفصائل بالانتهازية السياسية والعهر الوطني. فإن كان هذا الكلام يصدر من مثقفيهم واكاديمييهم فماذا تركوا للجهلة وعابري السبيل؟ كان الأولى بالدكتور الفاضل والحركة الربانية من خلفه ان تستوعب وتستجيب لمطلب الجماهير التي لا تجد قوت اطفالها في وقت ترى بأم عينها ترف وبذخ حياة القادة من عقارات وسيارات واملاك واستثمارات بأسمائهم وأسماء أبنائهم وانسبائهم وتضاعف ثرواتهم مئات الاضعاف، في وقت لا يرى فيه اهل غزة سوى الفقر والحرمان.
يبدو أن الدكتور الفاضل نسي او تناسى ان تلك الفصائل التي يتهمها بالعهر نددت وتندد بالحصار وباجراءات سلطة رام الله تجاه غزة، ونسي او تناسى ما قدمت من تضحيات ودماء، ونسي انها معه في غرفة الفصائل المشتركة، فان كانت الفصائل عهرا فماذا يكون شريكهم -حماس- في الغرفة المشتركة وفي النضال؟ فهل يجب علينا ان نغير خطابنا الوطني ليتسق مع رؤية قيادة حركة حماس فيما يخص العمل الفصائلي؟ فهل نخاطب الفصائل بما فيها حماس بانهم رفاق سرير بدلا من رفاق سلاح؟ وأن ماخورا واحدا يجمعهم بما فيهم حماس بدلا من خندق واحد؟ فهذا يتفق مع الرؤية العشرية الجديدة لحماس حسب متحدثها ومتفيهقها باسم نعيم. فليكن يا سيد الدكتور والوزير المحترم باسم نعيم، إن ماخورا واحدا يجمع حماس بفتح، انه ماخور الانقسام البغيض، انه ماخور الاتجار بدماء وآلام ومعاناة الناس، وماخور واحد يجمعكم أنتم وفتح والاحتلال، انه ماخور القمع الغوغائي والبربري لمساكين وفقراء ومنكوبي هذا الشعب. فصورة القمع نفسها تكررت وتتكرر كثيرا في القدس، في رام الله، وفي غزة، فطغيان الحاكم يتسق مع سياسات الاحتلال، فالفساد والاحتلال وجهان لعملة واحدة، فالطغاة والفسدة وقطيع الرعاع من الخدم وخصيان الحاكم قد تختلف أسماءهم وصفاتهم، لكن الضحية تبقى واحدة هي هذا الشعب.
فالانتفاضة الأولى حين انطلقت، لم تكن غايتها الحكم، ولم يكن سببها ان الناس أرادت ان تولي عليها من لا يتق فيهم إلا ولا ذمة، بل لان الشعب أراد كرامته، لان الشعب رفض مبدأ القمع والاضطهاد العبثي. تلك الانتفاضة حققت مراد الشعب إلا انها ما لبثت ان جلبت بعض الفسدة وولتهم مناصب، ثم اكتمل نصاب مجلس الفسدة واللصوص وقطاع الطرق بانتخابات عام 2006. يبدو ان سياسيينا لا يفهمون ان الوطن كرامة قبل كل شيء، فما قيمة الوطن لو كان الانسان يهان فيه بكرة وعشيا؟ ما قيمة الوطن لو بات أطفال فقراءه جياعا؟ وما قيمة الوطن لو حُرم المصاب من الدواء لتُبتر يده او ساقه، وما قيمة الوطن لو كان عنصر الامن الذي من واجبه حماية مواطنيه ينتهك حرمة بيوتهم ويُكسر عظام اطفالهم؟ الوطن كرامة يا سيد باسم نعيم ولن يفهم ذلك من فقد الكرامة.
فنضالنا ومقاومتنا قبل ان تكون لتحرير الأرض هي لتحرير الانسان أولا، ولكي نكون مناضلين ومقاومين شرفاء علينا ان نكون انسانيين أولا، فلا يستقيم النضال ولا تستقيم المقاومة ولا يستقيم الدين والوطنية من ادعيائها الا اذا كانوا انسانيين، فليس مقاوما ولا شريفا من ينتهك حرمة البيوت او يضرب النساء والأطفال، وليس شريفا ولا مناضلا من يهدد الأهالي بتكسير عظام ابناءهم ان هم خرجوا محتجين على أوضاعهم المعيشية، وليس انسانا ولا آدمي من حرّض بشكل مباشر على احداث اعاقات دائمة لمعارضيه السياسيين كما يفعل عناصركم بالتحريض على اطلاق النار على مفاصل ركبة المعارضين، وكأننا لسنا منكوبين بما يكفي بما خلفته من معاقين ثلاث حروب واقتتال داخلي رخيص الهدف. فلا تتحدثوا عن المقاومة او الشرف الوطني والعوار فيكم بيِّن، فالمقاوم والشريف إنسان، والوطن كرامة الانسان ولن يفهم ذلك من فقد البوصلة وفقد الكرامة.
أجهزة حماس الأمنية في غزة ارتكبت ما يندرج تحت بند الجرائم ضد الإنسانية بالاخفاء القسري للمحتجزين، فلا محاكمات ولا لوائح اتهام ولا يعلم الأهالي اين ابناءهم، الوطن كرامة الانسان يا سيد يحيى السنوار. التعذيب في الشوارع وفي اقبية السجون والمساجد حدث عنه ولا حرج رغم التعتيم الأمني وعدم الشفافية في تبادل المعلومات وتعمد وزارة الصحة في غزة تغطية الشمس بالغربال، فلم يصدر عن الوزارة اللا مسؤولة اية بيانات فيما يخص اعداد الإصابات التي وصلتها، إلا ان بيانات المراكز الحقوقية والصور التي نشرها الناشطون تكشف فضيحة عدم أهلية تلك الوزارة، فالضحايا لا بواكي لهم. أجهزة حماس أيضا تعمدت التخريب الغوغائي للبيوت والسيارات والممتلكات الخاصة، وهو ما كشفته الكثير من مقاطع الفيديو التي نشرها النشطاء. ان تلك الممارسات تتسق وتتساوى مع ممارسات الاحتلال او تزيد، فظلم ذوي القربى اشد. الوطن كرامة يا سيد يحيى السنوار، الوطن كرامة يا سيد إسماعيل هنية، ولن يفهم ذلك من فقد الكرامة، فعودوا الى رشدكم وصححوا اتجاه بوصلتكم.



#محمود_علي_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وسقوط ورقة التوت
- علم نفس الله
- فتح وحماس واقتراب النهاية
- مسيرات العودة الكبرى، ما الذي عاد؟


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود علي الخطيب - حماس والعهر الوطني