أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - أمشي بفضيحتي أمامَكَ .. يعني أمام الجميع - شعر














المزيد.....

- أمشي بفضيحتي أمامَكَ .. يعني أمام الجميع - شعر


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 6191 - 2019 / 4 / 4 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


" أمشي بفضيحتي أمامَكَ .. يعني أمام الجميع " شعر / مؤمن سمير.مصر

لا أظنكَ نسيتَنِي بل أوقنُ أنكَ تذكرُ أنها ليست مرتنا الأولى التي أكونُ فيها مثلَ كلبٍ أصابت إحدى قدميهِ شظيةٌ فانزوى بجوار القمامةِ يئنُّ حتى يملَّ البحارةُ وتنمو في خيالهِ ساقٌ صغيرةٌ تذكِّرُهُ بالظلام الذي يصيرُ أطولَ كلما كَبُر. أنا يا ربي حزينٌ لأن ابتهالاتي الساخنة وأنا غارقٌ حتى أنفي في بحر الرعشةِ ، وشموعي التي أوقدها كل مساءٍ على حافة السموات ، لم تحولاني قاتلاً للآن ولا قرصاناً ولم أشبهُ حتى جَدِّي الذي كانت تهتزُّ الأرضُ كلما اختالَ ظلُّهُ بين الحُفَرِ وتتفتح أجسادُ النساء كلما غَمزَ بطرفِ عينيهِ أو راقصَ إصبعهُ الصغيرُ الهواءَ .. أَخْرَجتَ صورةَ أبي من درْجِكَ ونظرتَ ملياً فوقَعَت صورةٌ أخرى تشبهها بالضبط .. كانَ الأبُ الذي صِرْتُهُ نسيماً يخرجُ من أنف الذبيحة و لا يصيرُ زفرةً تشيلُ كَفَّ القديس المقطوعةِ وتحطُّها على جبهة المصروع فيشهق ولا نظرةً توقف الشيطانَ في الممرِّ الضيق قبل الدخول .. تقفُ الأقدارُ على أنفهِ بلا خشيةٍ وتعبر جثتهُ الريحُ والمارةُ .. أعطيتني أحداقاً تبكي بسرعة فلا يهتزَّ أحدٌ لأن الجميع مثقلٌ بألعابكَ الماكرة.. فقط ينقشونَ نظرة مَن فوجئَ بدودةٍ كانت عالقةً في الحذاء و اندهَكَت .. ثم يتركون النظرةَ بجواري ويمضون .. كلما أحببتُ امرأةً تحجِلُ ناحيتي أسرعَ من الضوءِ ثم تعدو بعيداً وهي تغني الملائكةُ مملونَ يا ربي، لَزِجونَ .. وأنا لا أملكُ إلا أحضاناً معتقةً أنسى بها الزحامَ و الخوفَ وعينكَ الجاحظةَ على الدوام .. انتظري برهةً أرجوكِ.. صدقيني من أجلِ خاطر شفعيتنا الغالية .. يا ربي أنا لستُ ملاكاً ، أنا أثملُ بلا انقطاعٍ حتى في أيامِكَ المباركة ووسط الصلوات وألمسُ أرداف الراهباتِ قبل أن تُقَبِّلُهنَّ الملائكةُ لتطولَ الخصلاتُ وتكنسَ الخطايا وكنتُ أقتسمُ مع جيوب أبي البَرَكةَ والنقودَ وتلميذاتِهِ الصغيراتِ اللاتي كنت لا أفلتهن إلا بعد أن أفرُكُهن في كوابيسي .. أعجنُ الماءَ النبويَّ وأعيدُ الخلقَ و ألعقُ الغفران.. وضعتُ السُمَّ لثلاثة عجائزَ حتى الآن وفضضتُ بكارةَ كل حليلاتِكَ بين إغماضةِ عينٍ وأختِها .. خطفتُ بيضةَ الصقرِ وطرتُ .. شُفْتُكَ كثيراً وفي أكثرَ من هيئةٍ تجول في السوق الكبير ثم لم أُنزل يدي عن صدر ابنة الخَبَّازِ.. لا تنفخ ولا تُشر بإصبعِكَ لتوقفَ اعترافي .. أنا مرعوبٌ أيضاً .. امتلأ المذبحُ بالشياطين وبالأرواح الصارخة وتلطخت الحيطان بصوت الجحيم .. ليست هذه جريرتي وحدي .. أعلمُ أنك الآن ستقتلني بضربةٍ مُحْكَمَةٍ .. ستُلَمِّحُ بكوني شَبحٌ وأن هذه أفعال الخوَّافين المختبئين دائماً خلف ستارةٍ متآكلة الحواف .. ستُصَرِّحُ بتفاهتي وفشلي .. أعلمُ أيها الكبيرُ وأوقنُ أن هذه هي المعضلة .. أريدُ أن أخرجَ في وَضح النهارِ .. في قلب شمسكَ الملتهبة .. ثم أنقشُ جِلدي بالشظايا لأكشطَ جلودَ الناسِ و أكبادَهم .. أن أمزق أثداء اللاتي كن يرضعنني طمعاً في هالةِ الضوءِ القبيحةِ .. أن أحلمَ بالسيوفِ وبالخناجرِ وأُحَرِّكَ فمي كل حلمٍ ليصطفيني طعمُ الدمِ للأبد.. عدتَ تنفخُ وتهزُّ ركبتيكَ .. يبدو أنهُ حتى أنت تملُّ مني و تتوقُ لمعاودةِ النظرِ لأولادكَ الأقوياء.. ماذا تفعلُ بتلال المرميينَ جوار الحوائطِ والسموات والمقابرِ والساحات .. أقولُ لكَ أنا .. كَلِّم جنودك و امضِ.. قل لهم تبولوا عليهم ليقولَ المارةُ هذا مطرٌ وأهزُّ أنا رأسي لأني أعلم .....



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماءٌ تنزلُ من عَيْني
- - أنشودة الفتى الصاوي..طبت حياً وميتاً يارفيق- بقلم / مؤمن س ...
- - تجدد الصوت التمثيلي ووفرة الدوال والصور- في ديوان «بلا خبز ...
- كوابيس محبة مؤمن سمير .. في ديوان - بلا خبز ولا نبيذ - بقلم/ ...
- - وداعاً يا حبيبي الغالي ، يا من لا يليق ولا يصح معه الوداع ...
- - تصعدُ وتنطفئُ ، رويداً رويداً -
- - يجلسُ على حَجَرٍ ويتذكر نزار قباني - بقلم / مؤمن سمير
- - في القصر العالي ، يَرِنُّ صوت كبير قريتنا ياأبي - شعر / مؤ ...
- - حدوتةُ النوم ِ..- شعر / مؤمن سمير . مصر
- - كلُّ شتاءٍ - شعر
- أربي في جفني أبعاداً وأبعاداً - شعر / مؤمن سمير . مصر
- -شاعرية الفقد..شعرية التشظي- قراءة في ديوان-بلا خبز ولا نبيذ ...
- - باتجاهِ الحريقِ - شعر / مؤمن سمير . مصر
- - سقفٌ يبتعدُ - شعر / مؤمن سمير . مصر
- - أفرحُ في الموتى - شعر / مؤمن سمير.مصر
- - ابتهجوا فينا... لنراكم
- - الفنان
- - الزائرون - شعر / مؤمن سمير .مصر
- - أنقاض - شعر/ مؤمن سمير.مصر
- الشاعر مؤمن سمير: أهلى يروني شخصاً غامضاً ومنطويًا.حوار : خا ...


المزيد.....




- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...
- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - أمشي بفضيحتي أمامَكَ .. يعني أمام الجميع - شعر