أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - روني بن افرات - نتائج انتخابات 2006 الساحة الاسرائيلية: بلا منتصرين















المزيد.....

نتائج انتخابات 2006 الساحة الاسرائيلية: بلا منتصرين


روني بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 10:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بدل ان تزيد قوتها في الانتخابات الاخيرة، تقوم الاحزاب الرئيسية الثلاثة بتضميد جروحها. في نهاية 2005، كان معتزلو الليكود برئاسة شارون، وحزب العمل وشينوي، ابطال الدراما السياسية التي حظيت باسم "الانفجار الكبير"، منه لم يتحقق الا انهيار حزب الليكود. اولمرت الذي سعى لتحويل الانتخابات الى استفتاء على خطة الانسحاب الاحادي الجانب من الضفة، لم يحصل على الاغلبية المطلوبة.
روني بن افرات

من خطة "الانفجار السياسي الكبير" الذي قاده اريئل شارون، لم يتحقق الكثير. حسب الخطة كان المفروض ان يؤدي انسحاب اريئل شارون من الليكود، الى سحب قيادات الحزب وقاعدته الانتخابية الى الحزب الجديد الذي اسسه، "كديما". وتخطط ايضا ان تنضم شخصيات مركزية في حزبي العمل وشينوي، الى حزب شارون الجديد ليشكلوا كتلة مركز سياسية جديدة تعزل المتطرفين في كلا الجانبين، الليكود من اليمين وميرتس من اليسار.

في البداية كان الانطباع ان "الانفجار الكبير" فكرة ناجحة. في خريف 2005 كان شارون قد فرغ لتوّه من تنفيذ خطة الانفصال الاحادية الجانب من غزة، وبدا كمن لا غالب له. الولايات المتحدة واوروبا "ذابتا" امامه. الجمهور الاسرائيلي وعده بالدعم اللامشروط. ازاء كل هذا تمرد عليه عناصر من الليكود بزعامة بنيامين نتانياهو. في 20 تشرين ثان أعلن شارون عن انسحابه من الليكود، واسس حزب "كديما". ورغم ان الحزب افتقر للجهاز والنشيطين الا ان وجود شارون في رئاسته منحته في استطلاعات الرأي 42 مقعدا.

غير ان النشوة كانت قصيرة الامد. في 18 كانون اول اصيب شارون بجلطة دماغية. وفي 4 كانون ثان خرج نهائيا من اللعبة السياسية. وهنا بدأت الامور تتعقد. في كانون ثان 2006 فازت حماس بالاغلبية في الانتخابات الفلسطينية، مما اثار علامة استفهام حول مصير اية تسوية، سواء احادية او متعددة الجوانب.

في الساحة الاسرائيلية، أسفرت الانتخابات الداخلية في حزبي العمل وشينوي، شركاء كديما المحتملين، عن عزل شمعون بيرس وقيادة شينوي عن رئاسة حزبيهما. حزب شينوي الذي كان له 15 مقعدا، انشق على نفسه، ولم يدخل اي من شقيّه الكنيست.

برئاسة حزب العمل فاز عمير بيرتس، الرئيس السابق للهستدروت. المؤسسة الامنية والاقتصادية الاشكنازية، وعلى رأسها بيرس ورامون وايتسيك، انتقلت من حزب العمل الى كديما. كان ذلك زلزالا حقيقيا. بيرتس الذي بدأ الحملة الانتخابية باعلانه التنافس على الرئاسة، وجد نفسه في نهايتها مع 19 مقعدا فقط، اي بخسارة ثلاثة مقاعد.

ولكن خيبة الامل الكبرى كانت بلا شك نصيب حزب كديما نفسه. فقد حصد 29 مقعدا فقط، مما لا يكفي لتشكيل كتلة سياسية حاسمة قادرة على قيادة الساحة الاسرائيلية في مواجهة المعركتين الماثلتين امامها: الاقتصادية-الاجتماعية والسياسية. اولمرت الذي سعى لتحويل الانتخابات الى استفتاء على خطة الانسحاب الاحادي الجانب من الضفة، لم يحصل على الاغلبية المطلوبة.



هربا من المسؤولية

عدا حزب كديما، لم يُبدِ اي حزب حماسا للانسحاب من المناطق المحتلة دون اتفاق. وهناك علامة استفهام كبيرة حول قدرة كديما على قيادة الدولة دون شارون، لان غيابه ازال سحر كديما، والايمان الاعمى بان شارون سيصلح كل شيء. "الجمهور صدّق شارون، والنتيجة كانت انخفاض نسبة التصويت في الانتخابات (63.2%)، التصويت الاحتجاجي للمتقاعدين (7 مقاعد) وانقسام الكنيست الى احزاب متوسطة الحجم. القضايا التي طرحت للحسم هذه المرة – اخلاء البؤر الاستيطانية المعزولة في الضفة، تغيير سلم الاولويات الاجتماعية، وتغيير القيادة – كانت مصيرية بالنسبة لمستقبل الدولة. غير ان المواطنين فضلوا الذهاب للبحر، وعلّلوا ذلك بالاشمئزاز من السياسيين". (الوف بن، هآرتس 6 نيسان)

ولكن "الانفجار الكبير" افلح على الاقل في شيء واحد: تحطيم اليمين برئاسة نتانياهو. الليكود، الحركة الشعبية المتجذرة التي وصلت الحكم عام 1977 مع 43 مقعدا، فسدت وانتهت سياسيا. من 38 مقعدا حصدها الليكود برئاسة شارون عام 2003، هبط الحزب برئاسة نتانياهو الى 12 مقعدا. لقد سئم الجمهور من شعار "ارض اسرائيل الكبرى" وهو غير مستعد ان يدفع ثمن الاستيطان، ولكن هل يعني هذا انه يريد السلام؟ نعود الى الوف بن من هآرتس الذي كتب:

"في السنوات الاخيرة يسود الاعتقاد بان الجمهور الاسرائيلي اتجه يسارا، وبات يدعم افكارا سياسية... مثل الدولة الفلسطينية. ولكن هذه صورة جزئية، خاطئة ومضلِّلة. الحقيقة هي... ان مواقف هذا الجمهور بالنسبة للحدود مالت لليسار، من موقف عدم الانسحاب "خطوة واحدة" الى موقف الانسحاب للجدار الفاصل. اما مواقفه بالنسبة لاستمرار الصراع وامكانات حلّه، فقد مالت لليمين. الاسرائيليون تبنوا رؤية اليمين المتشائمة وموقف اليسار الذي يقترح الانسحاب من المناطق الفلسطينية". (هآرتس، 1/2/06)

ازاء انهيار اليمين القديم قام يمين جديد برئاسة الزعيم المستبد افيغدور ليبرمان، الذي حاز ب11 مقعدا. ويعتمد هذا اليمين على الصوت الروسي وعلى اجندة عنصرية معادية للعرب. ولكن اولمرت معني بليبرمان لموازنة قوة حزب العمل في الائتلاف، وللتذرّع به في حالة تأخير تنفيذ الانسحاب من المناطق الفلسطينية.

نتائج الانتخابات تدل من جهة على عدم الثقة بالمؤسسة السياسية وقياداتها، ولكنها تشير من جهة اخرى الى ضعف المجتمع الاسرائيلي وتهربه من المسؤولية. "التوكل" على شارون والايمان بان شخصا واحدا يمكنه حل كل المشاكل، يشيران الى نفس المشكلة. المجتمع الاسرائيلي ماثل امام نزاع سياسي آخذ بالتعمق والتدهور، وامام فجوات اجتماعية طبقية غير مسبوقة وسوق رأسمالية هدّامة. ليس ان شارون وحده عاجز عن حل اي من المشكلتين، بل انه يتحمل المسؤولية عن التسبب بهما.

العمى الذي ميّز شارون في تعامله مع الفلسطينيين انتقل الى اولمرت، الذي اعلن مؤخرا عن قطع العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. هناك شك في قدرة اولمرت على تطبيق خطة الانسحاب من الضفة في الظروف الراهنة. ولكن مجرد التلويح بها يشير الى العمى المطلق في فهم الواقع. من معركة انتخابية لاخرى، يبحث الاسرائيليون عن المعادلة السحرية التي ستوفر عليهم عناء التقدم في الحل الواحد والاوحد للنزاع، وهو الانسحاب من كامل المناطق المحتلة عام 1967 لتقوم عليها دولة فلسطينية مستقلة.



#روني_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية معًا النقابية ردا على ادعاءات مسجل الجمعيات العلاقة بي ...
- الانتفاضة الثانية اعادت القضية للوراء
- اسرائيل، امريكا والحرب القادمة
- الانتفاضة الاولى والثانية: الثورة والمأساة
- اليسار الاسرائيلي رؤية محدودة


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - روني بن افرات - نتائج انتخابات 2006 الساحة الاسرائيلية: بلا منتصرين