أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة هداوي الخولاني - غرق العبارة في الموصل وفقدان المسؤولية والمتابعة















المزيد.....

غرق العبارة في الموصل وفقدان المسؤولية والمتابعة


وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)


الحوار المتمدن-العدد: 6186 - 2019 / 3 / 29 - 02:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"في يوم الخميس 21 اذار 2019 غَرِقت عبّارة سياحيّة في نهر دجلة بمدينة الموصل في العراق، وكانت العبَّارة تنقل مجموعة من العائلات إلى جزيرة أم الربيعين في غابات الموصل. وأدى ذلك لغرق أكثر من 120 شخص (من النساء والأطفال والرجال) وأعلنت إدارة الجزيرة السياحية التي كانت تقصدها العبَّارة أن سبب الحادثة يرجع إلى انقطاع سلك مثبت بأحد الأعمدة المسؤولة عن سحب وتثبيت العبارة فأدى ذلك إلى غرقها" هذا ما نشر في الموسوعة الحرة على الانترنيت .وفي الحقيقة فأن هذا الحادث ادمى قلوب العراقيين من الشمال الى الجنوب ، الذين تنتابهم المصائب بين الحين والحين ، ورغم ان ادارة الجزيرة ارادت ان تبعد المسؤولية من جانبها وتجعل من الحادث قضاءا وقدرا مشيرة الى انقطاع احد الأسلاك التي تثبت العبارة حسب ادعائها لكن الحقائق الاتية تشير الى خلاف ذلك :
1- كشف تصوير الكاميرات التي تصور حركة العبارة ان العدد الذي كانت تحمله العبارة بعد تحركها ولحظة غرقها هو اكثر من ضعف العدد المقرر للاستيعاب . حيث ان طاقتها الاستيعابية (50) شخصا بينما حمولتها تزيد على (100) شخص وهذا ما ايده المسؤولين الامنيين .
2- نشرت مديرية الدفاع المدني تعهدا مأخوذا يوم 19 اذار اي قبل يومين من الحادث من مسؤولي العبارة باتخاذ اقصى تدابير الحيطة والحذر بسبب ارتفاع منسوب نهر دجلة ، لكن بدل ذلك ضاعفوا عدد حمولة العبارة ولم يمنعهم احد ، فلا رقابة ولا متابعة ، ان ترك مصير الناس بيد من تعنيهم الاموال اكثر من حياة الناس ليس صحيحا كصاحب العبارة .ومستورد الدواء الفاسد ومستورد الطعام الفاسد وتاجر المخدرات وغيرهم من اناس فقدوا الضمير والحياء ومخافة الله.
3- ان انقطاع احد الاسلاك المثبته للعبارة الذي لم تبين سببه ادارة الجزيرة انما جاء بسبب سرعة المياه وقوة دفعها ومقدار الغاطس من العبارة داخل الماء بسبب مضاعفة الحمولة ، وهذا تعمّد في الجشع لجمع مزيد من الاموال على حساب المجازفة بأرواح الناس وهو يجرّم ادارة الجزيرة .
4- بتاريخ 16 نيسان 2014 غرقت عبارة في كوريا الجنوبية وعلى متنها 476 راكبا بينهم 352 تلميذا كانوا في رحلة مدرسية. حيث قتل في الحادث 187شخصا بحسب الحصيلة الرسمية. وفقد 115 شخصا، على اثرها قدم رئيس وزراء كوريا الجنوبية شونغ هونغ-وون استقالته قائلا:" أقدم اعتذاري لأنني لم أتمكن من منع وقوع هذا الحادث ولم أتمكن من التعامل بالشكل الصحيح مع نتائجه"، مضيفا "شعرت، أنني كرئيس للوزراء، يتعين علي أن أتحمل المسؤولية وأن أستقيل".
وتابع "أقررت الاستقالة الآن كي لا أكون عبئا على الحكومة". وأضاف إن "الحادث أغرق جميع الكوريين الجنوبيين في حالة عميقة من الصدمة والحزن. مذاك مرت أيام (كثيرة)، ولكن صرخات عائلات المفقودين لا تزال تطاردني في الليل" .
5- الرسالة التي اريد ان اوصلها في هذا الخصوص ان الادارة مسؤولية ،فليس المسؤول الذي ينتخب لمنصب ما معناه انه "مصون غير مسؤول" وليس معناه ان يجلس على كرسي المسؤولية ويصدر الاوامر ويستلم ملايين الدنانير كراتب شهري ، وهذا الحال ينصرف لكل المسؤولين من اعلى السلم الوظيفي الى ادناه ، والله ان الناس تعبت من كثرة الفساد ، وستصب جام غضبها على كل مسؤول فاشل او مقصر ، فالأوامر بدون تنفيذ ، لا تعني شيئا، ولا يعفي المسؤول من المسؤولية ان اصدر امرا دون ان يتابع تنفيذ هذا الامر، فالقضاء شكل دوائر تنفيذ تنفذ الاوامر الصادرة عن القضاء ،والذي يمتنع عن التنفيذ يساق الى الحبس حتى يمتثل .وهذه رسالة الى كل مسؤول في الدولة ، لا تصدروا اوامر دون ان تتابعوا تنفيذها وبالتوقيت المطلوب ، فكم من برنامج حكومي وكم من مشروع تم وضع حجر الاساس له ولا زال بعد عشرات السنيين دون تنفيذ. ولو تم تنفيذ برامج عمل الحكومات السابقة لتحول العراق الى جنة عدن ولكن نقول كما قال يعقوب (ع) في سورة يوسف (قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18).
ولو رجعنا لحادثة العبارة، لو تابعت الخطة الامنية الموضوعة بمناسبة 21 اذار ، ومنعت العبارة من التحرك في ذلك اليوم ، لو تابع السيد المحافظ بنفسه حال الناس ومجلس المحافظة او الجهات الامنية ، وارسلوا مفرزة او دورية للشرطة لمراقبة اجراءات الحذر والتحوط لما حدث ما حدث خاصة وان ذلك اليوم ليس كباقي الايام حيث بلغ معدل التدفقات المائية 1400 م3 وذلك يعني ليس الحيطة والحذر وانما منع عمل العبارة حفاظا على ارواح الناس . ان الخطة الامنية في الاعياد والمناسبات تنصب على تنفيذ الواجب في منع وقوع الجرائم ومخالفة القوانيين وخاصة في اماكن تجمع المواطنين في المناطق السياحية والمتنزهات ومدن الالعاب ، فهل شملت هذه بالخطة وهل ادرج في الخطة موضوع منع العبارات من عبور نهر دجلة ومناسيب المياه في اوج جريانها .وهل تم مراقبة نوع اجراءات الحيطة والحذر .يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :( لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنهالِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر )، ويقول علي ابن ابي طالب (ع):(اتقوا الله في عباده وبلاده فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم).
فلا يصح القول عبارة غرقت ما ذنب المحافظ ؟كيف وهو صاحب الامر والنهي ؟اليس هو رئيس الحكومة المحلية ؟ فالمسؤولية سلسلة من الحلقات الادارية ،تبدا من رئيس الحكومة وتنتهي بالشرطي، والمواطن .
ان الهدف العام للحكومة الاتحادية او المحلية ولكل دولة هو الحفاظ على حياة الناس واسعادهم وتعليمهم ومعالجتهم ورفاهيتهم من خلال توجيه ثروات البلاد لأوجه الانفاق المنتجة لذلك . والحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها والدفاع عنها ضد المخاطر جميعا ، المخاطر البشرية ومخاطر الطبيعة، ان ضعف المتابعة لتنفيذ الاوامر الادارية وضعف تقدير المخاطر ،يعني وجود حلقات من الفساد والضعف الاداري .
لماذا يصف اهالي نينوى محافظهم السابق في هتافاتهم ضده بالفاسد والحرامي ويغلقوا عليه الطريق ، الم يفكر المسؤولين الاداريين كيف يجعلون الناس يحبونهم ويستقبلوهم بالورود بدل الحجارة .
عن النبي محمد( صلى الله عليه وسلم) أنه قال ( إذا أحب الله سبحانه وتعالى العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيجيبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض(، فليعمل كل بما يرضي الله كي يكسب حب الله والقبول في الارض اولا، وليكن المسؤول عونا للفقير وللضعيف والمحتاج ، ابا لليتيم ، ناصرا للحق ، حربا على الظلم والفساد .
و بهذه المناسبة أقترح ان يتم استحداث دائرة باسم دائرة ادارة المخاطر في كل المحافظات ، ترتبط بالمحافظ تقوم بتقييم المخاطر واتخاذ الاجراءات اللازمة لإجهاضها قبل استفحالها ، وذلك على الصعيد الامني والاداري والاقتصادي والثقافي ...الخ. نسال الله ان يتغمد شهداء العبارة بالرحمة والمغفرة ويلهم ذويهم الصبر والسلوان . وانا لله وانا اليه راجعون.



#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتسب الشرطة واعادة احتساب راتبه التقاعدي نداء امام مسؤولي و ...
- هل توجد عائلة بدون مشكلة
- السيد محافظ ديالى .... مع التحية
- من فم القصاب لإسماع وزير الصناعة
- قضيت ليلة راس السنة في مستشفى الشيخ زايد
- هل يقرأ المسؤولين هموم الناس ومقترحاتهم وشكاواهم عبر شبكات ا ...
- التجنيد الإلزامي المبررات والحاجة الفعلية
- مستشفى الشرطة تتآكل وتندثر قبل ان ترى النور
- شتاء بنات الجلبي
- بدلات الايجار البالغة (3)ملايين دينار لأعضاء مجلس النواب الع ...
- مقارنة بين مدارس الامس ومدارس اليوم مقارنة ونداء امام انظار ...
- افشاء الاسرار الرسمية وغياب الشعور بالمسؤولية
- البرامج الحكومية بين التنفيذ والتسطير
- مشروع برنامج حكومي طموح امام الحكومة الرابعة في بغداد
- تشابه الاسماء بين حقوق الانسان والملفات الجنائية
- عاش الزعيم حيدر العبادي
- القناة الجافة وقطار الشرق السريع اين يتجه
- وعد سيمنس والتزامات الحكومة الرابعة المطلوبة
- ثقافة التظاهر
- ثقافة استقالة المسؤول


المزيد.....




- أصالة في بيروت وأحمد حلمي وعمرو يوسف يخطفان الأنظار بحفل للـ ...
- ميكرفون مفتوح يلتقط لحظة حديثه مع ماكرون عن بوتين.. ماذا قال ...
- ترامب بعد لقائه بزيلينسكي: -التوصل إلى وقف إطلاق النار ليس ش ...
- بصفقة دواك.. ليفربول يتخطى 227 مليون إسترليني من بيع لاعبيه ...
- زفاف جندي إسرائيلي مبتور الساقين: حقيقة أم مجرد دعاية؟
- -الجميع يترقب نهاية الحرب-.. هل بات وقف إطلاق النار بغزة وشي ...
- مصر تحقق المليون السكاني الأخير بأبطأ وتيرة منذ سنوات
- ترامب يوضح موعد حسم الضمانات الأمنية لأوكرانيا لتأمين اتفاق ...
- أمن الدولة تخلي سبيل ماهينور المصري بكفالة 50 ألف جنيه في ال ...
- بعد توتر مع فرنسا وأستراليا.. نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا بشأ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة هداوي الخولاني - غرق العبارة في الموصل وفقدان المسؤولية والمتابعة