افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 77)

عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6186 - 2019 / 3 / 29 - 01:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الفصل الثامن
بعض من اسباب تشويه الفلسفة اليونانية في الحضارة الاسلامية
ان ترجمة المؤلفات اليونانية، و في النهاية معرفة المسلمين لتلك الفلسفة، لم تكن عملية متكاملة و بدون تعقيد و نقص. في الحقيقة و كما انها كانت من حيث الوقت بشكل مقتضب و متقطع، فبالشكل ذاته شاركت فيها الكثير من المراكز و الشخصيات و كانت مصادر تلك المؤلفات متنوعة و مختلفة. عدا تلك انها كانت عملية و بسبب حداثتها في بيئة اللغة العربية و الاسلامية، برزت هناك عراقيل حقيقة امامها. و بهذا الشكل، فان تلك العملية اصبحت مشوهة و معقدة، و يعود جزء من اسباب ذلك الى مصادر تلك الفلسفة و الجزء الاخر لطبيعة الترجمة الفلسفية بذاتها من لغة الى لاخرى، و التي تكون لها علاقة مباشرة بطبيعة الفلسفة و العمل الفلسفي، لذا نحاول ان نذكر عبعض من هذه الاسباب و به يمكن ان نتفهم الفلسفة الاسلامية بشكل افضل و ان نقترب اكثر من جزء من الاسباب الاساسية لتلك التشويهات، و من هذه النزعة يمكننا ان نقول بان اهم عنصر فلسفي يوناني في الحضارة الاسلامة كان له التاثير الكبير هو عنصر افلوطين و هو مدرسة فلسفية يونانية شرقية والتي تعود الى مرحلة الهلنستية، اي عصر مابعد امتزاج الفلسفة اليونانية بالفكر الديني الشرقي و بالاخص في الاسكندرية، و هي المدرسة الفلسفية ذاتها و التي عدا ما كانت لها تاثيرات كثيرة في الحضارة الاسلامية في الوقت ذاته فهي سبب لتشويه و تعقيد الفكر اليوناني في البيئة الاسلامية، فهذه الخصوصية اصبحت معقدة و غير واضحة للمعطيات الفلسفية ذاتها لهذه المدرسة، لانها من جهة و بالدرجة الاولى ارتبطت بشدة و بالدرجة الاولى بافلاطون و بالدرجة الثانية بارسطو و بالدرجة الثالثة بفيثاغورث والرابعة بالفلسفة الرواقية، اي الفلسفة اليونانية بشكل عام، اما من جهة اخرى فانها اثبتت قدم اخر لها في الروحانية و العرفانية الشرقية بشكل عام، عدا النزعة التصوفية لافلاطون بنفسه، لذا كان هناك من يشير اليها كفلسفة شرقية و هناك اخرون يعيدون بها الى اليونانية ( 1).
ان هذا الامتزاج و تنوع عنصر التركيب الفلسفي الافلاوطين، عدا الموقع الجغرافي لمصر ، فانها حدا الى ان تؤثر هذه الفلسفة بشكل مباشر على جمع الفلسفة الاسلامية بشكل عام و العرفانية بشكل خاص. و بشكل غير مباشر هناك عدة توجهات و تحليلات فلسفية لافلوطين والتي اختلطت بطرق اخرى و بشكل اخر مع الفلسفة الاسلامية، اي عن طريق الشارحين و التلاميذ. و في مرات عديدة عن طريق خطا في فهم النتاجات، ومنه كتاب (التفاحة) حول الخير المجرد و الذي يعود الى افلوطين و معروف باسم ارسطو، وبالشكل ذاته الكتاب الممشهور لارسطو( ثيولوجيا ارسطو) و الذي تُرجم من قبل ( عبد المسيح بن عبدالله الحمصي) للخليفة معتصم في بدايات القرن الثالث الهجري من السريانية الى اللغة العربية و اشرف عليها و راجعها الفيلسوف الكندي (2) . و لكن في الحقيقة ان هذا الكتاب ليس من كتابة ارسطو و هو جزء من تاسوعات افلوطين، و من هنا فان جزءا من فلسفة افلوطين اصبحت باسم الاستاذ الاول و الشخصية الاكثر تاثيرا على الفلسفة الاسلامية في القرون الوسطى ( ارسطو) وصل الى كندي و فارابي و ابن سيناء الى ابن رشد.

#عماد_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل