أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل احمد - مأساة غرق العبارة في الموصل














المزيد.....

مأساة غرق العبارة في الموصل


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 27 - 08:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


غرق العبارة في نهر دجلة في الموصل خلال أحتفال العوائل بعيد الربيع والذي نتج عنه غرق أكثر من 100 ضحية، تعتبر من اكثر الكوارث المأساوية ومن اكثر الصور المؤلمة، وأنت تنظر الى صور وأفلام جثث الضحايا من الأطفال والنساء تجرفها مياه النهر يرافقها صيحات وبكاء الجمهور المحتشد. ان هذا الألم يضاف الى آلام ومآسي ساكني الموصل بعد مرحلة القمع الوحشي والاستبداد الداعشي وكذلك تدمير المدينة وقتل عشرات آلاف من الأبرياء جراء قصف قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا والتي لاتزال جثثهم مدفونة تحت الأنقاض. جرح غرق العبارة وما خلفته من ضحايا يضاف الى جروح ساكني الموصل والتي لايزال تقطر دمائها بسبب السياسات الطائفية لحكومات الفساد وانعدام الإنسانية. اصبح عراق اليوم عراق الفساد والقمع والحرمان وأصبح سياسة عدم الرحمة سياسة يومية تواجهه الجماهير المحرومة كل يوم.
ان سرقة المليارات من أموال النفط وسرقة لقمة ومعيشة الجماهير ليس كافيا لإشباع طمع الطفيليين، وإنما إرسال المئات يوميا الى الموت المحقق سواء في رحلة البحث اليومي عن معيشتهم أو محاولة الترفيه عن أنفسهم أو حين يحاولون الهرب من جحيم العراق، ناهيك عن أنتشار الأمراض القاتلة وعدم توفر العلاجات الأساسية والأدوية الصالحة للأستخدام. ونشر الفقر والحرمان بمرافقة أطلاق أيدي الأغنياء وأصحاب الأموال وأرباب السلطة لأمتصاص حياة ومعيشة الجماهير، بمشاريع فاسدة تفوح منها رائحة الموت، فلا تطبيق لشروط الأمان والسلامة سواء في مجالات النقل أو المجالات الترفيهية "أن كان هناك أصلا شروط موضوعة للأمن والسلامة". وذلك من أجل كسب أكبر قدر من الأرباح وجني الثروات على حساب حياة وأمان وسلامة الجماهير..
أن بقاء هؤلاء المسؤولين وفسادهم الفضيع ودعهمهم الكامل للأغنياء واصحاب الأموال ستتكرر المآسي على الجماهير يوميا، فلا قوانيين تسن ولاقوانين تفعل بالضد من الفساد والأهمال والأستهتار بحياة الناس، فلا تفعيل لقوانين السلامة العامة ولا أجراءات قانونية بحق الفاسدين والمتلاعبين بحياة الناس ومعيشتهم، المسؤولين عن كل ما مر من جرائم في العراق لازالوا مستمرين بعبثهم وفسادهم وأستهتارهم دون أن تطالهم محاسبة أو ردع، ليزداد تطاولهم على حياة الناس ومآساة العبارة في الموصل هي أحد وجوه أستمرار أستهتار سلطة الطائفيين والقوميين وأدواتهم القذرة.
الجماهير أستقبلت زيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح بالأجتجاجات خلال زيارتهم لمكان حادث العبارة. فزيارتهم لم تقلل من غضب الجماهير وأتهامهم لهم بالتسبب في الحادث المأساوي للعبارة من خلال أتهامهم بدعم السرقات والفساد وعدم المبالات بحياة ومعيشة ساكني الموصل، والذي لايزال قسم منهم يسكن مخيمات اللاجئين نتيجة تأخر عمليات أعمار المدينة وأعادة الأوضاع فيها الى طبيعتها السابقة. ان هذه الاحتجاجات في محلها.. والشعارات في محلها.. وطرد المسؤولين اللذين يريدون تبييض وجوههم بزيارة مكان الحادث في محلها.. واستمرارية الاحتجاجات في محلها.. ان هذه الاحتجاجات ورمي المسؤلين بالحجارة هي في الحقيقة تعتبر محاكمة شعبية للمسؤولين الحقيقيين عن كوارث ومآسي الجماهير المحرومة. ان محاكمة المسؤولين والفاسدين لأيتم عن طريق محاكمات وقوانين الطائفية والفاسدين وإنما تأتي عن طريق الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية واستقبالهم بالبيض الفاسد والحجارة او اعتقالهم ووضعهم في حاويات القمامة. كما فعلت الجماهير في بعض بلدان أوربا الشرقية وفضح سياساتهم وأفعالهم وسرقاتهم ونهبهم لأموال الدولة.
وان تعاطف الجماهير في العراق عموما مع هذه الكارثة المآساوية برغم الدعاية اليومية لسياسات الطائفية والقومية هي الدليل عن وجود الجذور الإنسانية الراسخة والشعور بالاحاسيس الإنسانية اكثر على الرغم من نشر الطائفية والقومية عن طريق أحزابها وممثليها السياسيين. الجماهير في العراق ليس لديها أية قنوات فضائية وليس لديها ايه مصادر لبث آرائها، ولكنها تتمتع بالروح الإنسانية والتعاطف الإنساني وان انتشار ارائهم وصيحاتهم مع هذه القضية بينت مرة أخرى بان الطائفية والقومية ليس الا أوهام تصنعها القوى الفاسدة لتفرقة البشرية، وإذا حدثت مآساة كهذا نرى الجماهير تتعاطف معها خلافا للأفكار القومية والطائفية وخلافا لمصالح حفنة السياسيين والفاسدين وخلافا لمصالح الأغنياء وأصحاب الأموال والشركات..
ان جذور الإنسانية موجودة وقوية وان اغناء هذه الجذور تأتي بمساندة احدنا للآخر وتعاطفنا مع بعضنا البعض. وأن نكون يدا بيد بالضد من الفاسدين ومواجهتهم بالاحتجاجات والأضرابات أيا كان المسؤولين أكرادا أو عربا شيعيين أم سنيين ليبراليين أم ديمقراطيين.. وهذا ما يلقنهم درسا لن ينسوه كما فعلت الجماهير وأهالي الضحايا مع عادل عبدالمهدي وبرهم صالح ومحافظ نينوى. عن طريق ترسيخ خصائصنا الإنسانية وتعاطفنا ومساندة احدنا للآخر بإمكاننا التخلص من شر الفساد والطائفية وزج مرتكبيها في السجون عن طريق المحاكمات الشعبية٠ حان الوقت ان نتحد بالضد من عدونا المشترك من الطائفيين والقوميين والفاسدين وان نوسع احتجاجاتنا في كل مكان ضد كل المسؤولين وضد سرقاتهم وفسادهم..



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة نيوزيلاندا والصراع بين الارهابيين
- بيرني ساندرز وصعود اليسار الامريكي!
- أنهاء التمييز ضد المرأة يمر عبر بوابة النضال اليومي للعمال
- مؤتمري وارشو وسوتشي وصراع النفوذ
- دكتاتورية ديمقراطيات البرجوازية!
- حول عنجهية امريكا ضد فنزويلا!
- السودان والتغيير السياسي المحتمل!
- حول رحيل الرفيق جلال محمد
- النظرة الاشتراكية لقوات وحدات الحماية الشعبية في سوريا!
- حول الانسحاب الامريكي في سوريا..!
- السترات الصفراء الفرنسية والعراقية
- باريس تنهض من جديد!
- هل كان كارل ماركس على حق؟
- كابينة عادل عبدالمهدي وتحدياتها!
- دروس من تجربتين للثورة العمالية، كومونة باريس واكتوبر الروسي ...
- قضية خاشقجي وزيف الادعائات الديمقراطية!
- الاعتراف الصريح!
- ما هو الهدف الحقيقي وراء قتل النساء في العراق؟
- الماركسية والشيوعية العمالية!
- ماذا نقصد ب-فصل صفوفنا- عن البرجوازية؟


المزيد.....




- لليوم التاسع على التوالي القوات الإسرائيلية تواصل اجتياحها ل ...
- زيلينسكي يهاجم حلفاءه الغربيين ويتهمهم بالتأخر الدائم في تقد ...
- شاهد: -بيبي خطر على وجود البلاد!-.. مظاهرات ضد الحكومة الإسر ...
- شاهد: عاصفة رملية مُرعبة تجتاح سماء ولاية كنساس الأمريكية
- هولندا تعتزم تزويد أوكرانيا بمدرعات مجهزة بأسلحة يمكن التحكم ...
- حرق جثتها وألقاها بالمقبرة.. الأمن المصري يلقي القبض على الم ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف موقعي المالكية وحدب الب ...
- واشنطن: يمكن للجنائية الدولية أن تلاحق روسيا وليس إسرائيل
- تحقيق للجزيرة يكشف عن مقابر جماعية بغزة بعد إعدامات ميدانية ...
- أوكرانيا تستعين بالنساء في مصانع الحديد والصلب لتعويض نقص ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل احمد - مأساة غرق العبارة في الموصل