عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)
الحوار المتمدن-العدد: 6183 - 2019 / 3 / 25 - 15:04
المحور:
الادب والفن
لقد كان في معارضة نظام حزب البعث خارج العراق قبل عام ٢٠٠٣ ركب من الإنتهازيين، والذي يصطلح عليه في اللهجة العراقية " اللوگية" باتوا اليوم في مهام شخصية واضحة المعالم والعمل المشترك لتزكية متبادلة مع إداريوا ومنتجي صناعة ثقافة البعث التي ما برحت تنخر الاوجه المشرقة من بقايا حياة ثقافية كانت تحمل إسم العراق..
لقد تجسدت المحاباة ومسح الاكتاف المتبادلة والسلوكية الواضحة في بيانها في التأثير وتكوين نتاج نموذجي إعلامي لها ويشكل مؤثر وملموس في العامة والاتجاه في المحافظة على شخوص مخربي الثقافة العراقية وخرق التكوين الاجتماعي وصياغة نموذج واضح في الملامح في هزالته وتذبذبه في الرأي والرؤية
وهو ما يبرزه الاعلام العراقي المتهاون والمتخم بالزاد الثقافي الرديء وتشويه الحقيقة في بناء الجمال ونشر الإبداع وكشف حاجات الإنسان العراقي والتعبير عن همومه اليومية بما فيه الخراب الثقافي لحقبة نظام البعث المترسخ في معتركنا الصاخب ضمن فعاليات وأصداء دعائية كما أسست لذلك سلطة البعث، لكنها اليوم من دون ثوبها الزيتوني كما هو في ترهلات الوعي المربك والهزيل الذي تصدح به فضائيات أحزاب العملية السياسية التي شرعنها السفير الأمريكي بول بريمر.
ليس هناك من رقي في الوعي الجمعي في صيغة ثابتة ومتواصلة تصاعدياً نحو إتساع عملية تنويرية من أجل بلورة شخصية عراقية تحافظ على خواصها وحلم الغد المشرق.
كثرت الهزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحاصلة في بنية المجتمع العراقي لحظة انهيار النظام الديكتاتوري بآلة الاحتلال الامريكي الذي أسس لخارطة الفساد والطائفية وخيانة الوطن ونهب ثروات الشعب وهدم العزيمة الوطنية وقد كان منعطفاً كبيرا مهماً لم يفزع الأغلبية من أجل وقف عملية الهدم الجارية في البلاد.
ان عملية التضامن الملحوظ بين انتهازيي البعث وانتهازي معارضة السابقة بات ينتج قاعدة متحكمة في مفاصل ثقافة واعلام نظام الفساد والمحاصصة والدمج في ما بعد ٢٠٠٣ وأولى خطواته كانت منذ اللجان الأستشارية لإدارة الاحتلال الممولة من قبل البنتاغون. هذه الفئة أراها اليوم في تداخل مصالح معنوية ومادية وهم يجرون العراق من ياقة ثوبه نحو منزلق الهاوية والخراب الأعظم.
#عبدالكريم_هداد (هاشتاغ)
Abdulkarim_Hadad#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟