عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 6175 - 2019 / 3 / 17 - 01:39
المحور:
القضية الفلسطينية
قمع حركة حماس للمتظاهرين في غزة ، يعكس البرنامج الاجتماعي لها والذي يقترب من برنامج الجماعات التكفيرية
بقلم : عليان عليان
دور كتائب القسام المقاوم ، يجب أن لا يشكل غطاءً للأمن الحمساوي لقمع المواطنين والتنكيل بهم
وأنا أتابع كغيري قمع أجهزة الأمن الحمساوي للجماهير في غزة ، عدت بذاكرتي إلى بدايات الأزمة السورية ، عندما قامت أجهزة الأمن الحمساوية بالاعتداء على مسيرة نظمتها الجبهة الشعبية تضامناً مع سورية في مواجهة المؤامرة ، وفي مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ، وعدت بذاكرتي إلى الوراء عندما اعتدت أجهزة الأمن قبل عدة سنوات على مقاتلين من الجهاد الاسلامي، بذريعة عدم الانضباط لتوجيهات حركة حماس، في مسألة إطلاق الصواريخ على مستوطنات العدو الصهيوني ، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم.
لقد تمادت أجهزة أمن حكومة حماس في قطاع غزة ، في قمعها للمتظاهرين السلميين ، الذين تظاهروا في جميع أرجاء القطاع ، احتجاجاً على الغلاء وعلى سياسات الضرائب والجباية التي تثقل كاهل المواطنين ، الذين يعانون من البطالة والفقر المدقع ، ما يتطلب وقفة مراجعة لحركة حماس ومطالبتها بالاعتذار عن قمعها للجماهير ، والإفراج عن المعتقلين من المواطنين والصحفيين.
حسناً فعلت الفصائل الفلسطينية مجتمعة ، بتوقيعها على البيان الذي تلاه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والذي رغم تأكيده على أن أزمة القطاع مركبة بفعل الحصار والانقسام ، إلا أنه حمل حكومة حماس مسؤولية استفحال الأزمة جراء سياسات الضرائب والجباية التي تنتهجها .
وحسناً فعلت هذه الفصائل، ععندما طالب بمحاسبة كل من تورط في قمع المسيرات السلمية ، وبالاعتذار عن جريمة قمع المتظاهرين ، وأكد على مشروعية مطالب المتظاهرين ، وعلى حرية الرأي والتعبير بما في ذلك حق التظاهر السلمي ، وعلى رفض سياسات الجباية والسياسات الضريبية لحكومة حماس.
ما يجب قوله وبصراحة ، أن دور كتائب القسام المركزي في مقاومة الاحتلال - الذي نجل ونحترم - يجب أن لا يشكل غطاءً لأجهزة الأمن الحمساوية في قمع الجماهير ، عندما تتظاهر من أجل قضايا مطلبية أو سياسية ، وهذا القمع يعكس بشكل خطير البرنامج الاجتماعي لحركة حماس ، الذي يتبدى لنا يوماً بعد يوم أنه لا يختلف عن البرنامج الاجتماعي للفصائل التكفيرية في سورية وفق منطق " الحلال والحرام " الذي يتبناه شرعيو هذه الفصائل.
#عليان_عليان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟