أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - شارع الحرية 10














المزيد.....

شارع الحرية 10


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 11 - 03:34
المحور: الادب والفن
    


"الجمال هو الصدق مع الذات. تبدو سلمى جميلة جدا في خجلها ومنية في عبثها وغادة في وثوقها من نفسها. الجمال إذا هو التطابق مع الذات"
كتب هذه الجملة بتاريخ 02 سبتمبر 1994. اذن هو البحث عن الجمال. وبينما هو كذلك اذ بطرقات خفيفة على الباب، وكانت منية واقـفة بوجه زاهي. انها على عتبات الشقة إذن. هو التـقدم الموضوعي الممكن في نهاية مسار الحديقة. لكنها وقـفت على العتبة ولم تـدخل. قالت:
ـ غدا ماتش تونس واثيوبيا. ما رأيك ان نحضر المقابلة؟
قال:
ـ انا لست مغرما بكرة القدم.
ـ هذه بطولة افريقيا في تونس. هذا حدث كبير ويجب ان نشارك فيه..
ـ ايه. هي كرة القدم أصبحت خيارا استراتيجيا..هه.
وفعلا، فقد اكتـشف السحر الكامن في الملاعب، ووجد إجابة عن سؤال السر الكامن وراء تدافع الناس لحضور الفرجة في الملاعب. الأصوات المرتـفعة والشعارات المرفوعة وقرع الطبول والنفخ في الابواق تحيل جميعها الى أجواء الحرب القديمة. انها الحرب بشكل تعويضي. انها ترسب الاندفاع الجماعي بصخبه نحو الحرب وسط قرع الطبول والكلمات الحماسية، بل ان حرب "صفين" شهدت مباريات شعرية بين الفريقين المتحاربين. اذن، فكُرة القدم هي صدى هذا التاريخ وتعويض نفسي جماعي عن الحرب الحقيقية في إطار حرب افتراضية.
***
حين نزلت منية من شقة احمد التي تعلو شقتهم، التـقت بسلمى وهي واقـفة امام باب بيتهم. فهمت سلمى ان منية كانت عند احمد، وامام وجهها المحتـقن ونظراتها المريـبة، وقـفت منية مدهوشة لا تعرف ماذا تـقول. كانت تهيؤ نفسها لمثل هذا الموقف، بل حاورت نفسها قائلة ان علاقـتها مع احمد يجب ان تُعلم بها صديقتها، لتخرج من كونها خيانة. الا ان الموقف فاجئها فاضطربت، وكان ما بدى واضحا على وجهها من ارتباك كفيل بان يقنع سلمى بان صديقتها بصدد القيام بخيانتها.
توارت سلمى الى الخلف لتعود من حيث أتت دون ان تـنبس بكلمة. الا انها لم تستطع كبح جماح دموعها. هرولت منية نحوها قائلة:
ـ أرجوك انـتـظريني..
لم تـنـتـظرها ولكنها تمكنت من اللحاق بها، وحين رأت دموعها أرادت ان تضم صديقـتها وهي تقول:
ـ لا تـذهبي بتـفكيرك بعيدا..
الا ان الأخرى دفعتها بكلتا يديها وهي تـقول:
ـ ارجوك اتركيني الآن.. كل شيء واضح..
توقـفت منية وقالت:
ـ لا فائدة من الحديث الآن.. كم أحبك. تأكدي أنى احبك..
***
ربما كان إحساس منية هو السعادة بامتلاك دمية جميلة في الملعب، وربما كان احساسه هو الالتذاذ بالتقاء الشهوة بالعقل مع فتاة جميلة تبدو نموذجا تحرريا تقدميا عبثيا بمعنى عيش الحاضر والامتلاء بالحاضر.
حين وصلا الى عتبة باب شقتها ودعها دون أي تكلف او موعد. ما ان خطا بضع درجات حتى لحقته وهي تقول:
ـ سأوصلك الى شقتك.
خطرت له فكرة دعوتها الى شقته إلا انه خجل من ذلك. قال وهو يملي عينيه بتلهفها:
ـ كم انت جميلة.. بصدق.
مسكت يده وسبقته الى الأعلى.. وقفا على عتبة باب شقته فتعانقا وتباوسا بين العنق والشفاه. كان يضع مفتاح شقته في القفل أثـناء ذلك. فتح الباب وهما يدلفان الى الشقة في حالة التباوس والتلامس والاهتياج المتصاعد. ثم.. يقف كل شيء في مكانه ثابتا وكأن يدا سحرية أحالت البشر الى حجر. هو وهي وغادة التي كانت داخل الشقة. نسي غياب غادة ونسي انها تمتلك مفتاحا للشقة وأنها يمكن ان تكون فيها في أي وقت..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع الحرية 9
- شارع الحرية 8
- شارع الحرية 7
- شارع الحرية 6
- شارع الحرية 5
- شارع الحرية 4
- شارع الحرية 3
- شارع الحرية 2
- شارع الحرية 1 ( رواية)
- في تناقض الإسلام مع النص
- الحب في زمن الكوليرا
- صديقي الفلسطيني
- فرنسا تريد الثورة من جديد
- الإضراب العام في تونس
- ما وراء خطاب الرئيس التونسي
- تونس أمام المجهول
- من الثورة و إليها
- على تخوم مربع الإغتيال السياسي في تونس
- سر اللطم الكربلائي
- الزمان المضيء و عتمة الحاضر


المزيد.....




- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - شارع الحرية 10