أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حجي - الإله كلّي العجز ... أخي المؤمن لا تستسلم













المزيد.....

الإله كلّي العجز ... أخي المؤمن لا تستسلم


مصطفى حجي
كاتب وناقِد

(Mustafa Hajee / Mustafa Alhaji)


الحوار المتمدن-العدد: 6158 - 2019 / 2 / 27 - 17:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إن الدين هو انعكاس للعالم الحقيقي ...

إن الدين هو تنهيدة الكائن المقهور ...

إن الدين أفيون الشعوب ...

حتى المؤمنين بالأديان يعلمون و يرددون متأسفين أن المؤمن لا يتذكر الله إلا في أوقات الشدائد و المحن فقط.
الطلبة لا يتذكرون الله إلا قبل الإمتحان ، الجائع يتذكر الله داعياً أن يرزقه ... و حين يشبع ينسى الله ولا يعود لذكره حتى يجوع ثانيةً.
المسلم الغير قادر اقتصادياً على الزواج و المحروم جنسياً يتذكر وعد الله بالجنس المجاني في الجنة بعد الموت ، و المسيحي الفقير الذي حرمه العالم يتذكر وعد المسيح بأن الملكوت للفقراء فقط... المريض الذي فشل الأطباء في علاجه أو لا يملك ثمن العملية أو الدواء لنفسه أو لأقرب الناس إليه يتذكر الله و يحاول استخدام طاقاته السحرية لحل مشاكله الواقعية ... الآن فقط يتذكرون الله.

هناك مقولة للفيلسوف الألماني الشهير فريدريك نيتشه : لم يترك الأغنياء للفقراء شيئاً سوى الله.

السياق كله يبدو واضحاً أكثر من اللازم :

الله/الدين/الجنة .. ليسوا إلا وسيلة للمواساة و التعزية لكل المضطهدين و الخاسرين و الفاشلين و المحرومين و المرضى و الجهلة و الفقراء و العجزة... الإنسان و هو في قمة ضعفه و عوزه و محنته و حرمانه و عجزه يهلوس بكيان خيالي كلي القدرة و كلي العلم و كلي الغنى .. و كلما اشتد ضيقه و عجزه و حرمانه كلما اشتدت الهلوسة و زاد الخيال و اضطر الإنسان للجوء إلى عالم الفانتازيا الإلهية.. هذا هو كل الموضوع ..

و لهذا السبب نرى الأغنياء و الأصِحّاء و من في السلطة هم الأشد كفراً و إلحاداً ، ربما ليس باللسان حتى لا يثيروا ضغائن و حقد و غيرة الفقراء و العجزة .. إنما هم كذلك على أي حال. القوي لا يحتاج للهلوسة بكائن كلي القدرة و من يتحكم في مئات العمال أو الموظفين لا يحتاج أن يحلم بأن يكون إلهاً و من يمارس الجنس مع إمرأة جميلة كل يوم لا يحتاج لأن يحلم بجنة فيها 72 حورية من أجمل ما يكون.

لهذا يبدو من القسوة أن نقول للمحرومين جنسياً أنه لا يوجد حوريات أو جنة أو حياة بعد الموت أساساً ، كما أنه من الوحشية أن نقول للفقراء أنه لا يوجد طعام مجاني بعد الموت، ومن الصعب أن نقول للمرضى فترات طويلة أنهم لن يكونوا أصحاء بعد الموت .. و للخاسرين و المضطهدين أن الحياة التي خسروها فعلاً هي كل ما كانوا يملكونه، ربما هي فعلاً قسوة و وحشية ... دعهم يحلمون ، دعهم يتخيلون، لأنهم لو عرفوا أنه لا إله ولا جنة ولا ملكوت ولا تعويض بعد الموت ربما قامت ثورة ، لو عرف الناس أن لا وجود للآخرة سيهتمون بالدنيا و ما فيها ، سيطالبون بحصتهم في الموارد و الثروات ، سيسعون للتحكم في حياتهم بكل قوة .. و هذا ما لا يريده آلهة العالم المادي الحقيقيين (أصحاب السلطة والنفوذ).

الكفر بآلهة الخيال يعني ثورة على آلهة العالم المادي ، و الاستسلام لآلهة الخيال يعني الإذعان لآلهة العالم المادي أيضاً... دعهم يحلمون ، دعهم يتخيلون .. دعهم يهربون إلى عالم الخيال فلا يعودوا يهتمون بمواجهة الواقع... لماذا تهتم و تتعب ببناء بيت صغير في الواقع إن كنت تستطيع أن تبني قصراً من الخيال في ثانية واحدة ؟ لماذا تسعى إلى نساء الواقع (و هناك من يتزوج بالأربعة لأنه غني) مادمت تستطيع ممارسة الجنس مع أجمل حوريات العالم في خيالك ؟ لماذا تقاوم المرض و التعب و العجز إذا كنت قادراً على كل شيء في خيالك ؟ لماذا تتكلف مقاومة أسيادك و أربابك في الحياة إن كنت إلهاً تتحكم في كل البشر في خيالك ؟

لا ، لا... يكفي خيالات و هلاوس ، يكفي آلهة و شياطين.. احرق أفكار الخيال في رأسك ، اذهب وواجه أكبر صورة للخيال فيه ... و اضرب الله رصاصةً في جبهته و شاهده يموت أمام عينيك.. كافح ضد جلّاديك من آلهة الواقع أشرف و أكرم لك من الانهزامية و المواساة و التلذذ بالضعف و الهوان.

أفق يا صديقي المؤمن .. لا تجعلهم يستغلونك.

الله ليس كلّي القدرة أو كلّي العلم .. الله كلّي العجز ، الله كلّي الجهل.

الله إله في عقلك فقط ، يحقق كل شيء بكن فيكون .. في خيالك فقط.

الله ليس أمل الضعفاء و المساكين .. الله هو ضياع أمل الضعفاء و المساكين في حياة كريمة.

لا تقطع الأمل أبداً .. لا تلجأ لممالك الخيال و إمبراطوريات الوهم.

لا ، الموت ليس جنة ، و الحياة ستظل أفضل مهما كانت صعبة.

لا تتلذذ بفكرة الموت و تترك الحياة فتسمي القبر جنة .. القبر ليس جنة.

لا تحب الموت بقدر كرهك للحياة ، لن تحصل على أي شيء في تراب القبر ..

لا تمت الآن يا صديقي ، لا تمت.

مادام في صدرك قلبٌ ينبض و في جمجمتك عقلٌ يُفكّر لا تمت ..

هناك من يريد منك مساعدتك و قوتك في هذه الدنيا فلا تستسلم ولا تمت.

تحيّاتي.



#مصطفى_حجي (هاشتاغ)       Mustafa_Hajee_/_Mustafa_Alhaji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نفي وجود الإله
- التحدي الفاشل -فأتوا بسورة من مثله-
- خواطر شخص لا ديني قد لا تفيد ، لكنها لن تضر
- يا من تؤمن بإلهك ... انظر إلى الآلهة القديمة


المزيد.....




- ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...
- دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا ...
- السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك ...
- صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ...
- أعمال عنف بحق الطائفة الدرزية في سوريا.. اتفاق داخلي ودولي ن ...
- العراق يحظر نشاطات الأحزاب المناوئة للجمهورية الاسلامية على ...
- وجهاء الطائفة الدرزية يؤكدون رفضهم الانفصال من سوريا
- الجهاد الاسلامي: استهداف سفينة المساعدات اهانة للقيم الانسان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حجي - الإله كلّي العجز ... أخي المؤمن لا تستسلم