عن الدولة الدينية .. الجزء الثالث : هدم مصر

هشام الطوخى

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 12:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مقدمة :

1- يعلن مرشد الاخوان محمد مهدى عاكف وهو مصرى الجنسية أن " طُظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر " ....

هى جملة لو قالها الموظف المصرى الذى أعجزه أجره الشهرى عن شراء طعام أولاده ، فلجأ الى أحد البرامج التى تذاع على تليفزيون بلاده يتسول من المشاهدين ثمناً لشراء نظارة طبية لكانت خطراً ينبغى التوقف عنده لبحثه وعلاجه ، لكن الموظف المصرى - ولله الحمد - لم يقلها ، وانما قالها رجل جلس أمام الكاميرات لنواب مصريين - أعضاء فى مجلس الشعب المصرى - يقبلون يديه !

2- أربع كنائس مصرية فى مدينة واحدة تُهاجم فى ساعة واحدة ويُعتقلُ رجل واحد ، يُعلن أنه مختل عقلى ، فتندفع الآلاف تصرخ فى شوارع الاسكندرية : " بالروح والدم نفديك يا صليب .. " و " عصر الشهدا راجع تانى .." ، فتخرج آلاف أخرى تهتف : " لا اله الا الله ... النصرانى عدو الله ..." ، وتُهاجم كنيسة أخرى فى مدينة أخرى ، ويُعلن عن اعتقال مختل عقلى آخر ، وتسقط المواطنة ويتحول الوطن الى دولة للطوائف ، ويتحول شعبنا الى تنظيم من المختلين عقلياً !

3- رسالة - مكتوبة خارج مصر - تدور على شبكة المعلومات تُروج لهياج شعبى فى 23 يوليو 2006 ، لتصبح مصر لقيطة فوق أسفلت الشوارع ، يلتقطها أىٌّ ممن يمرون ، دون أن نختار أو نعرف الى أين تُحمل !

هى مصر التى تتمزق الآن بين أيدينا ونحن لا نرى ولا نسمع ، نسد آذاننا بالطين ، ونسدل على عيوننا الأحجبة ، ونُمنِّى أنفسنا بزوال كل سوء ، و تبدد كل خطر ، ومنع كل شر ، وطالما كنا واعين ، وفى البر والبحر والجو مسيطرين ، فليس علينا من ملامة ، ولنمض اذن - كل فى طريق - نحقق الأهداف ونجنى الثمار ... فكل شيئ هادئ عادى ، وكل صاخب سيهدأ عما قريب ، وكل " طُظ " تُقال هى لغو غير مهم و غطرسة غير مقصودة ، وكل فتنة تُثار هى حادث طارئ و فردى ارتكبه مختل عقلى أو مريض نفسى ، وأن مصر أقوى من كل سوء ، وأءمن من كل خطر ، وأبعد من كل شر ......

لكن آذاننا مسدودة ، وعيوننا محجوبة ، ومصر بين أيدينا تُهدم ونحن لا نريد أن نرى ولا نريد أن نسمع .

ولسوف يزول الطين الذى يسد الآذان ، ولسوف ترتفع الأحجبة التى تنسدل على العيون ، ولسوف نسمع ، ولسوف نرى ... حين يكون علينا أن نناضل كما ناضل آباؤنا من أجل الاستقلال أو طرد جيوش الاحتلال :

- الاستقلال عن سلطة الحاكم الماليزى الذى سيستورده " الاخوان المسلمون " ليركب أعناقنا التى سيُعبِّدونها للذل باسم الله ، ويقيم لهم من أجسادنا ودمائنا حفلات الذبح والصلب والجلد والقطع من خلاف .....

- أو طرد جيوش الاحتلال التى ستجيئ لوقف المذابح الأهلية بين طوائف المسلمين والمسيحيين ، وتنفيذ قرارات التقسيم التى ستصدر عن مجلس الأمن الدولى .....

وهو ما يتحرَّق " الطُّظِّيون " فى الداخل والخارج شوقاً ليروه ، ونود أن نموت دون أن نراه .

ليس هذا بلاغاً نلقيه فى بلادنا لنمضى وقد ارتاحت ضمائرنا ، وليست أجراساً نقرعها داخل زنزانة مصرنا المحروسة بعناية الله ومحبة شعبها المسكين ...
فمرشد الاخوان قد كفانا جهد البلاغ ، وسابقوه كفونا جهد مئات البلاغات ، وما أوضحها و أخطرها لمن يفهم ..... ، وفى الاسكندرية الآن تُقرع الأجراس ، وما أصخبها فى آذان من يسمع ....

لن نلقى ها هنا بياناً ولن نقرع أجراساً ، وانما سنزيل الطين الذى يسد الآذان ، وسنرفع الأحجبة التى تنسدل على العيون ، وسنقدس دماء آبائنا التى نزفت من أجلنا ومن أجل أبنائنا ، ....... ، وسنعرف لهذا الوطن أنه هو لنا كل شيئ ، وأننا بغيره لا شيئ ، ان هان هُنَّا ، وان هُنَّا نحن لا يهون ....

ذلك لتبقى " الدولة المصرية " دولة مدنية أساسها المواطنة ... وهو ما سيكون ، ولتبقى " امبراطورية طُظ الطائفية " وسواساً قهرياً ينهش عقول المختلين عقلياً يعيشونه فى هلاوسهم السمعية والبصرية ... وهو ما كان ، و أيضاً ما سيكون .

#هشام_الطوخى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات