أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمشيد ابراهيم - ذكريات ولد كوردي 14














المزيد.....

ذكريات ولد كوردي 14


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 17:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ذكريات ولد كوردي 14
قال لي والدي مرة: هناك لربما حكمة من الله انت ابتليت بلبس النظارات و الا لاصبت بالجنون و اصبحت متكبرا فخورا لوسامتك و مواهبك و قال لي صديق بان هناك في المركز الثقافي البريطاني و الفرنسي في بغداد من يعتقد باني فرنسي. لربما شحابة وجهي كان يكشف الخوف المزمن في داخلي بينما تحولت انا بالدرجة الاولى الى المعيدي من الديوانية. كنت الثاني بالتسلسل و لكن امال العائلة المسكينة علقت عليّ لميلي الى الكمال و التأمل و الصمت و كنت كالابن الاكبر في البيت يحقق للعائلة ما لم تستطع تحقيقه في الحياة. وضعتني هذه الامال تحت ضغط نفسي كبير لا يطاق.

تعلمت في الكتب العلمية لاحقا بان الثقل النفسي على الاولاد كفيل بتحطيمهم نفسيا و كنت اخاف ان اخيب ظن العائلة المسكينة و كان خيالي يسرح و ينتقل الى مكان بعيد و شريكة حياة في آخر الدنيا و بدأت احلام اليقظة تسيطر عليّ كالذي يخرج من جسده و يتحول الى الصفر في الواقع او مشاهد يشاهد نفسه في فيلم سينمائي ليرجع الى الواقع التعس مثل اسير الحرب او المسكين WMitty في القصة القصيرة للكاتب الامريكي Thurber و زاد تعلقي باللغات خاصة الانجليزية و استمع لهيئة الاذاعة البريطانية BBC باستمرار في غرفتي التي اسجن نفسي فيها ابتداء من الثامنة مساء.

كنت ازور المعهد الثقافي البريطاني و احيانا الفرنسي في بغداد بانتظام لاقرأ الكتب و استمع الى المحاضرات و اشرب الشاي بالحليب المسكر المكثف و ادخن سيجارة Craven التي كنت اعبدها في الحديقة و احب الاستعمار و الامبريالية و افضلها على الحكومات الثورية التقدمية و احاول العمل في المكتبة مساء و لكن و بسبب الخوف من الحزب الحاكم و اعتباري لهذا السبب جاسوسا تركت الفكرة. التقيت مرة بسيدة استرالية شجعتني على الهجرة الى استراليا و عرضت عليّ مساعدتها و لكني تركت الفكرة مرة اخرى و هنا التقيت بسيدة بريطانية متزوجة من عربي و لكن و كلما تكلمنا معها جاء زوجها ليطردنا من غيرته و الزوجة المسكينة محتارة من هذا السلوك الغريب.

مسكينة والدتي عاشت بين ثلاث دكتاتوريات التي هي دكتاتورية الزوج و الحاكم و المجتمع لم تعرف حقوقها ترضى و تسكت و تتهرب الى الدين تصلي و تصوم و كنت متعلقا بها اكثر في حين كنت اجد صعوبة التحدث مع والدي المسكين فرغم تعبه و عذابه المتواصل لاجلنا لم يحصل على الاعتراف الذي يستحقه مني و عندما قرر شراء بيت في منطقة الصليخ في بغداد طلب مني ان اصحبه لمساعدته (اعتقد نفسيا) في التفاوض على سعر البيت. اعتقد كان والدي يعجبه صمتي و نظراتي و طريقة التحدث مع الناس و ترك عنده انطباعا عميقا رغم انه كان يقول لي ايضا بان كل معاملاتي الحكومية صعبة اكثر من معاملات الاخرين او اني الوحيد صاحب الحظ الصعب.

قدمت طلب الحصول على الجنسية العراقية الحالية و العثمانية سابقا لاهميتها في القبول في المدارس و الجامعات بتقديم عريضة كتبها العرضحالچي امام دائرة الجنسية بخط جميل و فن رائع اختفى من الوجود مع الاسف. العرضحالچية كانت مهنة كتابة العرائض الرسمية بخط اليد لان الات الطباعة – الطابعة لم تتوفر بكثرة و منعت من قبل السلطات لخوفها من استعمالها لاغراض سياسية ضد الحزب الحاكم. لم تمش عريضتي بسبب الازدحام و تفشي الواسطات لذا و بفضل خبرة والدي في فن الواسطات و الرشوة وجد مستخدما هناك و اعطاه مبلغا من المال لتمشية المعاملة و فعلا و كالطلقة و باعجوبة يحسد عليها بدأ يقفز على رؤوس المراجعين ليكمل المعاملة في اقل من ساعة بينما كانت بقية الناس تراجع عدة اسابيع للحصول عليها.

كثرت زيارة امهات لبيتنا مع بناتها عندما سمعت عن بداية دراستي الجامعية و البنت الجميلة تهز بمؤخرتها و هي تمشي و تضحك في وجهي لربما لانها كانت تعلم ان الولد و الرجل الشرقي يختزل المرأة الى قاعدتها و لكن يجب ان اذكر بان الاوربي الجنوبي كالايطالي يؤمن ايضا بطغيان سلطة قاعدة المرأة و نفوذها sedere e potere (قدرة القاعدة) حتى في السياسة. اتذكر زيارة احد المعارف لنا مع زوجته التي جاءت بسروال ضيق جدا لبيتنا لتجنني بقاعدتها و عدم قدرتي على لمسها (ممنوع التجول). عبارة ممنوع التجول و الى اشعار آخر كانت جزء من حياتنا الاجتماعية بفضل سياسة الحكومات القومية التقدمية. لا ادري لماذا و لكن الحب مات في داخلي بعد گولنام و ليلى و حل محله عطش جنسي شرس و رهيب.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات ولد كوردي 13
- ذكريات ولد كوردي 12
- ذكريات ولد كوردي 11
- المشكلة مع التضامن
- ذكريات ولد كوردي 10
- ذكريات ولد كوردي 9
- ذكريات ولد كوردي 8
- ذكريات ولد كوردي 7
- ذكريات ولد كوردي 6
- ذكريات ولد كوردي 5
- ذكريات ولد كوردي 4
- ذكريات ولد كوردي 3
- كيف شربت العرب قبل الاسلام؟
- ذكريات ولد كوردي 2
- ذكريات ولد كوردي 1
- سمع صوت الله في المقبرة
- لا تحول حياتك الى الجحيم
- الاغاني مرآة الثقافات
- في الانسان و الرقميات
- كفر صدق الله العظيم


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمشيد ابراهيم - ذكريات ولد كوردي 14