أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نادية محمود - في التظاهرة المناهضة للحرب في الهايد بارك، لندن تتحول الى كابول!















المزيد.....

في التظاهرة المناهضة للحرب في الهايد بارك، لندن تتحول الى كابول!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 435 - 2003 / 3 / 25 - 04:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


انضم مئات الالاف من المحتجين على الحرب الى التظاهرة الحاشدة في الهايد بارك في لندن و التي نظمت من قبل " التحالف لوقف الحرب".  في هذا المقال القصير اريد التاكيد على مجموعة نقاط كانت مبعث استفهام الالاف من الحاضرين في التظاهرة.

لقد أثار منظر و عدد المتحدثين من الاسلاميين انتباه عدد غير قليل من المتظاهرين. كانت الخطابات تستهل بالقاء التحية الاسلامية و تعظيم الله، و قراءة ايات من القرآن، و تنهى بالتهليل "الله اكبر"!

كما هو واضح ان الاسلاميين يرفعون شعاراتهم، ينظمون انفسهم، يدعون خطباءهم، يجزلون العطاء و دفع الاموال بكرم، يقومون باعمالهم كأي حزب سياسي يروج لافكاره، و يستفادون من اجواء الحريات السياسية، ليطرحوا اجندتهم و شعاراتهم بصوت واضح و عال.

الا ان السؤال هو لماذا لا تقوم الاحزاب البريطانية التي تطلق على نفسها احزابا عمالية و اشتراكية مثلSocail Worker Party منظم "التحالف من اجل وقف الحرب"، باعمالها ايضا؟ لماذا لا يروجوا لاشتراكيتهم؟ لماذا لا يرفعون شعاراتهم العمالية - ان وجدت- في هذه الحركة المناهضة للحرب، جنبا الى جنب و تمثلا بـ" رفاق الدرب" من الاسلاميين!

بل لماذا يعبدون الطريق اما اكثر التيارات يمينية و رجعية  ليس في الشرق الاوسط بل في العالم باجمعه، و يتركون لهم المجال رحبا، ليصولوا ويجولوا في الحركة المناهضة للحرب، ليقرروا من سيتحدث في التظاهرة و اية شعارات سترفع، و اية قرارات ستتخذ، واية خطابات ستلقى؟

هل يعلم الاشتراكيون العماليون في بريطانيا، انهم، و بحني الظهر امام الحركات الاسلامية، انما يقوون و يعضدون اكثر القوى معادية للعمال و الاشتراكية؟ هل يعلمون انهم بتقوية هذه الفرق، انما يقوون الحركات المعادية لتحرر المرأة و المساواة و الحقوق المدنية للبشر؟ هل يعلمون ان الملايين من كابول الى الجزائر و طهران و الخرطوم و حلبجة و نيويورك قد ذاقت الويلات على ايدي هؤلاء الصارخين بشعار " الله اكبر"؟

هل يعلم الاشتراكيون العماليون في اوربا، ان تقوية الاسلام السياسي في اي مكان و في كل بقعة في العالم، سيؤدي الى تقويتهم " امميا"؟‍ هل يعلمون ماهية رسالة و بلاغ الاسلاميين الى مجتمعاتنا؟ حجاب المرأة و الرجم بالحجارة؟ و تزويج الفتيات في سن التاسعة من العمر؟ و عقوبات قطع الايدي و قطع الارجل، للسارقين، و الاعدام للمثليين الجنسيين, واصدار فتاوى القتل بحق التاركين او المنتقدين للاسلام و التعذيب و الاعدام بحق المعارضين السياسيين؟

هل اشتراكيتهم و عماليتهم الاوربية تدفعهم لمعاضدة وتقوية اكثر القوى معاداة للبشر في الشرق الاوسط و الاقصى؟ انه لسخف حقيقي، ان يشعر هؤلاء و تحت وطأة الخجل من حكوماتـ" هم". انهم مضطرون الى تبرئة ذممهم، بالترديد و دون فهم لما تحمله صرخة "الله اكبر" من بلاغ  سياسي و اجتماعي و أقتصادي للمجتمع!

هل يعلمون، ان الحركات العمالية و اليسارية  بدأت نهوضها الان في العالم مرة اخرى، مع بزوغ النظام العالمي الجديد المخضب بالدماء‍* مع انكشاف زيف الديمقراطية، و انتهاء التحميق و زيف الوعود التي وعدتها للبشرية بعد ازالة " خطر الشيوعية" عن العالم؟، هل يعلمون ان الملايين التي نزلت الى شوارع اوربا و امريكا و كندا واستراليا هي القوى الاشتراكية و الاتحادات العمالية المناهضة للرأسمالية و المطالبة بالعدالة و المساواة و الحريات للبشر، القوى التي بدأت تضع دعاة مفاهيم" الديمقراطية" و" حقوق الانسان" امام محاكمات تاريخية؟
 هل يعلمون ان الحركة المناهضة للحرب اليوم، اكثر من اي يوم مضى في عالم "ما بعد 11 سبتمبر" و "النظام العالمي الجديد"، و "مشروع القرن الاميركي الجديد"  بحاجة الى قطب اشتراكي واضح الافق و الخطاب السياسي، و له برنامج  و دليل عمل واضح؟

ان الاسلام السياسي يسعى للاصطياد في امواج هذه الحركة العالمية المتلاطمة، يسعى الى ركوب موجة هذه الاعتراضات بالادعاء بان هذه الحرب تشن ضد الاسلام، الامر الذي لم يطرحه حتى بوش بدعايته الحربية، قائلين انها "حرب الصليبيون ضد المسلمين". انهم يسعون الى توظيف الدين كعامل و محرك في الاحداث.  انهم يسعون الى اعادة اعتبارهم بعد احداث سبتمبر، باختطاف الحركة المناهضة للحرب، لتسجيلها بأسمهم و لتجنيدها لصالح حركتهم، كمتحدثين باسم المسلمين.

 لقد قلنا في مرات سابقة، ان احد النتائج الخطيرة لحرب امريكا على العراق، هي انها ستنفخ روح الحياة في حركتين تحتضران، القومية العربية و الاسلام السياسي، انهما سيعتاشان لفترة غير قليلة من الزمن على معاداة الاسلام و معاداة العرب، لتجنيد الشباب الساخطين على سياسات امريكا. ان الحركة المناهضة للحرب ليست معركة الاسلام السياسي مع اليمين الاميركي و البريطاني. ان معركة هذين القطبين ظهرت في 11 سبتمبر، و هي تتبادل الفعل ورد الفعل فيما بينها مذاّك.

ان القوى التي نزلت الى ميدان مناهضة الحرب، هي القوى المناهضة للرأسمالية بكل اشكالها و الوانها، القوى المناهضة للعولمة، القوى المناهضة للامبريالية. ان الذي نزل الى الميدان، هي الطبقة العاملة التي لديها قضايا ومعارك جدية مع حكوماتها. ان معركة عمال الاطفاء في بريطانيا، هي معركة الطبقة العاملة مع الرأسمالية الحاكمة، اعلنوا اضراباتهم احتجاج على الحرب، ضد حكومة لا تدفع لهم الزيادات في الاجور، الا انها توقع على صكوك بيضاء لوزارة الدفاع.

ان الحركة المناهضة للحرب، حركة انسانية عظيمة، بطلها و رائدها العامل و الاشتراكي ضد البربرية الاميركية و اطماعها التوسعية للسيطرة على العالم، و ليس حركة قطب سياسي رأسمالي ضد قطب رأسمالي يميني اخر. هذه الحركة ليست حركة جاك شيراك ضد توني بلير و جورج بوش، بل حركة الملايين في فرنسا ضد الحرب، ليست حركة شرودر في المانيا، بل حركة الجماهير المليونية في المانيا التي تقول لا للحرب وافق شيراك او رفض، وافق شرودر او رفض، كما في بريطانيا، قالو لا للحرب ، رغم انف توني بلير، وجارلس كيندي* و كلير شورت*، ان الحركة المناهضة للحرب، لا تمثل حركة الاسلام السياسي ضد سياسات امريكا، فالاسلام السياسي، قطب سياسي يتعقب اهدافه و مصالح طبقته الرأسمالية السياسية، مثل شيراك المناهض للحرب، ليس لانه يهيم حبا بذوي العيون السود في العراق، بل تعقبا و تحقيقا لمصالح طبقته‍.

ان من فتح الابواب واسعا، و انحنى لدخولهم، انما هي الاحزاب التي تضع خطأ على ابواب مقراتها اسماء عمالية و اخرى اشتراكية. في مقالي هذا اطالب الحزب الاشتراكي العمالي في بريطانيا بتغيير اسمه منعا للالتباس، ومنعا للاصابة بالغثيان و القرف من مواقف اشتراكية عمالية، تصب قلبا و قالبا في مصلحة الرأسمالية و الرجعية و اليمينية، فعليهم ان يتنحوا جانبا.

 ان ادعاءاتهم بانهم لا يريدوا منع اي صوت مناهض للحرب، خال من الحقيقة، يجب ان نعرف من يقف ضد الحرب و لماذا، صدام يقف ضد الحرب، و اسامة بن لادن يقف ضد الحرب، و بوتين يقف ضد الحرب، علينا في قيادة الحركة المناهضة للحرب، ان نتفحص اسنان الجميع. فالذي يخبأ في جيب معطفه، اجندته، علينا ان نخرجها و نقرأها جيداً، و ان نقرر موقفنا بصددها. فالملايين كانت ستتظاهر في الشوارع مناهضة للحرب، شاء الطرف الفلاني ام ابى، انها حركة الجماهير، وردها بوجه حكامها.

و بالقدر الذي يسعى الاسلاميون في اوربا الى ركوب الحركات المناهضة للحرب، كما يجري في بريطانيا، بنفس الشكل يسعون مع القوميين الى محاولة السيطرة على الحركة، و ابعاد القوى اليسارية منها في الشرق الاوسط و الاقصى كما جرى في الباكستان قبل اسبوعين، حيث انهالوا بالضرب على المنظمات الشبابية الطلابية اليسارية، في محاولة لاخراجهم من الميدان.
 ناهيك عن المحاولة البائسة التي تعرضت لها في 15 فبراير بالتهديد بانزالي من المنصة اذا ما ذكرت الحركات الاسلامية الارهابية في حديثي في مدينة بيرن السويسرية. انها حركة تريد ان ترفع رأسها لقمع اليسار في بلداننا، هذا الدرس الذي يجب ان يدركه تماما اعضاء التحالف ضد الحرب في كل اوربا.

ان الاشتراكية و العمالية لديها طبقتها و حزبها و الناطقين باسمها، التي رفعت مرة اخرى صور كارل ماركس في قلب التظاهرات المناهضة للحرب في الهايد البارك، حيث كانت الناس تحيي عودته بالوقوف الى جانب صورته، و التقاط صور تذكارية.

 ان الشيوعية العمالية هي البديل.

23-3-2003

• عنوان مقالة لمنصور حكمت كتبت في عام 1991 تحت نفس العنوان.
• جارلس كيندي زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، كان يتصدرتظاهرة 15 فبراير ضد الحرب، الا انه صوت للحرب في انتخابات البرلمان الثانية.
•  كلير شورت، وزيرة التنمية البريطانية، هددت بتقديم استقالتها من حكومة بلير، اذا لم يكن هنالك تفويض من الامم  المتحدة بشن الحرب، عدلت عن موقفها، تغيبت عن التصويت الاخير في البرلمان، و ساندت بلير في الحرب.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا و الحرب للخروج من المأزق!
- ضد الاسلام السياسي و القومية و العشائر‍و من اجل عالم افضل!
- رسالة مفتوحة من نادية محمود الى علاء اللامي
- رسالة مفتوحة الى اتحاد الكتاب العراقيين في لندن: السكوت عن ا ...
- خطاب في مراسيم رحيل الرفيق منصور حكمت..
- رسالة عزاء بوفاة الرفيق منصور حكمت
- نوال السعداوي تبرر الاعمال الارهابية في اسرائيل!
- نداء.... الى كل المدافعين عن حقوق النساء في العالم والشرق ال ...
- فتاة ضحية محرقة اسلامية جديدة في السعودية‍- 15
- ندوة نادية محمود في البالتالك في الديوان العراقي
- نظام صدام الفاشي يمنح "حقوقا جديدة" للاطفال في العراق!


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نادية محمود - في التظاهرة المناهضة للحرب في الهايد بارك، لندن تتحول الى كابول!