أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نادية محمود - أمريكا و الحرب للخروج من المأزق!















المزيد.....

أمريكا و الحرب للخروج من المأزق!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 384 - 2003 / 2 / 1 - 05:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

لابد ان يغلق "ملف العراق"، فالطرق ليست سالكة أمام أمريكا، ذلك الملف المفتوح منذ اثني عشرعاما. الاجتياح العراقي للكويت، انتهى. شنت حرب و"حررت الكويت" وأعيد الجيش المحتل على أعقابه. عقوبة الحصار المستمرة لـ12 عاما، أيضا فقدت مبرراتها ليس لدى جماهير العراق فحسب- التي عوقبت على قضية  لم ترتكبها- بل فقدت مبرراتها حتى لدى الدول التي فرضتها بذريعة تطبيق المواثيق الدولية.
 ليس بالامكان الاستمرار بفرض الحصار إلى ما لا نهاية، مع رؤية الكوارث الإنسانية التي سببها بحق الملايين والذين يدفعون حياتهم ثمنا لها. لم يعد الحصار  مبررا و لا مقبولا، لا على صعيد محلي أو إقليمي، و لا على صعيد دولي. الإدارة الأمريكية عجزت عن تمرير "العقوبات الذكية" على مجلس الأمن. مرغمة استمرت على العمل باتفاقية النفط مقابل الغذاء. حتى جاءها الغيث من بن لادن، بضرب أبراج نيويورك. الآن و بعد عام و نصف على أحداث سبتمبر، تمكن بوش من تحويل الدفة بأكملها من "الحرب على الإرهاب"، و التحول و بشكل مكثف إلى ملف العراق. بدأت الدعاية الحربية تصوير النظام وكأنه يشكل خطرا على العالم -إذا ما توفرت له الإمكانات المطلوبة و الكادر المطلوب- لتطوير أسلحة الدمار الشامل، و الخوف من احتمال وقوع هذه الأسلحة بيد الإسلاميين الإرهابيين..
إن الإدارة الأمريكية الآن تبحث عن سبب للخروج من المأزق، سبيل الحرب يجد مقاومة و رفض عالميين و واسعين، و لا يمكن لهذه الإدارة تجاهل رد الفعل العالمي الواسع ليس على صعيد الاعتراضات الجماهيرية، بل حتى على صعيد الحكومات أيضا. ليس بيد المفتشين الدوليين حيلة لنزع فتيل ذريعة أمريكا بشن الحرب و باول يحذر The time running out! (الوقت ينفد!) ما سر الاستعجال على الحرب؟  لماذا لا يعطى مفتشو الأسلحة وقتهم أن كان فعلا الخوف من وجود أسلحة- و هي الحجة الباطلة على كل حال-، لماذا يعملون و قرقعة نقل الأسلحة على قدم و ساق و الاستعدادات دائبة على مدار الساعة. بليكس يقول لا رائحة بارود موجودة لشن الحرب او الدعاية لها.
إن أمريكا تدرك إنها إن فوتت هذه الفرصة التي منحتها 11 سبتمبر، فلا احد يعلم متى ستأتي الفرصة من جديد (هذا إن توفرت!) لإنهاء هذا الملف لصالح أمريكا. أمريكا تعلن عن تخليص العالم من خطر زعيم أهوج في متناول أيديه أسلحة دمار شامل، انضم إليه توني بلير ليتحدث عن المخاطر التي يسببها النظام العراقي على الأمن الوطني البريطاني، و عن دعمه لشبكة الإرهاب العالمية التي تزرع الخطر أينما وطئت أقدامها. لماذا أصبح الخطر الإسلامي الآن فقط "خطرا"؟ الم يموله الغرب نفسه؟
 الآن بدأوا يعلنون: بامكان صدام تلافي الحرب إذا غادر صدام و زمرته العراق، وبالمقابل عدم ملاحقته قضائيا‍. بأي حق يتكلمون باسم الجماهير في العراق؟ فأما الحرب والحصار، وأما مغادرة صدام، و بكلا الحالتين، ستفرض القوات العسكرية الأمريكية وجودها في العراق، من اجل تثبيت وجودها في البلاد والمنطقة، فالحلقة الثانية في المسلسل الأمريكي بعد الحرب و الدمار، و بعد أن يدفن مئات الآلاف من الضحايا تحت الأنقاض، وبعد أن يدمروا المنشآت و الطرق و الجسور و المرافق و كامل البنية التحتية، يبدأون بإعادة الأعمار. لا اقل من سنة و نصف حسب مخططاتهم، السيطرة على آبار النفط لتامين بيع النفط مقابل الغذاء. تامين تنفيذ الاتفاقية المذكورة. ستدفع تكاليف الحرب من نفط العراق، أليس هو ثمن تخليصنا من نظام صدام الذي فرضوه علينا بقوة المال و السلاح، فللخلاص منه، يجب أن ندفع الثمن.
من هنا، يجب أن نقف ضد الحرب و ضد الحصار، وضد التدخل الأمريكي و ضد المعارضة العراقية التي تعبد الطرق أمام دخولهم من اجل مصالحهم الشخصية. إن نضالنا بعد صدام سيتصاعد و سيزداد حدة، الآن يعزف الجميع أنشودة إسقاط النظام، بعد إسقاطه سيعرف الجميع ماهية حقيقة المعارضة - لإسقاط النظام- إن كانت لازالت خافية على احد لحد الآن! بعد إسقاط النظام سيصبح الوضع بأكمله أكثر  شفافية.
و سنذكر مرة أخرى بما نقوله اليوم و ما قلناه  منذ عشر سنوات إن القوميين العرب والأكراد و الأحزاب الإسلامية، و ضباط النظام هم جزء من السيناريو الأسود المرسوم لجماهير العراق. إنهم يوقعون للأمريكان على شيكات فارغة، فقط لإخراجهم هم من أزمتهم، و إعادتهم إلى بغداد بقطار أمريكي من جديد، هؤلاء الذين وقعوا بعد صدام على إبقاء اتفاقية النفط مقابل الغذاء. هؤلاء الذين ليس لديهم مشكلة في ابقاء الجوع و الحصار مادام صدام سيذهب ويأتون هم بدلاً عنه كما يتصورون. إن أمريكا ولشدة استهتارها برأي الجماهير، و نيابة عن الجماهير في العراق، تقول: نضمن عدم ملاحقة صدام رغم كل الجرائم التي ارتكبها!!  ليست أمريكا من يجب أن تقرر ملاحقة صدام أم لا.
الاستنتاج الرئيسي هو انه لا يمكن فقط الاكتفاء بتنظيم حملة ضد الحرب. يجب إنهاء هذا الكابوس من حياة البشرية. على البشرية التحررية أن تصوغ تاريخا جديدا تتمثل أول مفرداته بإعادة الولايات المتحدة إلىمكانها و إنهاء التدخل الأمريكي في مصير الجماهير، إنهاء دور عملائها المأجورين و موظفيها المحليين و العالميين. إن وقوفنا ضد سياسات أمريكا، يتطلب معه و بنفس الدرجة إن لم يكن اشد، وقوفنا ضد هذه الأحزاب، إسلامية كانت أو قومية أو شيوخ عشائر التي تسعى إلى صياغة بعث جديد.
إن صداما أهوج و ديكتاتور، و هو لا يقل خطورة عن شارون و بوش الأب و الابن. إذا كان العراق لا يلتزم بتنفيذ المواثيق الدولية، فأمريكا نفسها هي أكثر القوى خروجاً عن "الإرادة الدولية" بإعلان إنها ستشن الحرب حتى لوحدها إن اقتضت الضرورة. و بالقدر الذي يشدد و يصعد الحزب من نضاله ضد الأمريكان، بدرجات اكبر و مضاعفة ضد التيارات القومية و الإسلامية و تلامذة النظام البعثي و ضباطه وشيوخ عشائره.

25-1-2003




#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد الاسلام السياسي و القومية و العشائر‍و من اجل عالم افضل!
- رسالة مفتوحة من نادية محمود الى علاء اللامي
- رسالة مفتوحة الى اتحاد الكتاب العراقيين في لندن: السكوت عن ا ...
- خطاب في مراسيم رحيل الرفيق منصور حكمت..
- رسالة عزاء بوفاة الرفيق منصور حكمت
- نوال السعداوي تبرر الاعمال الارهابية في اسرائيل!
- نداء.... الى كل المدافعين عن حقوق النساء في العالم والشرق ال ...
- فتاة ضحية محرقة اسلامية جديدة في السعودية‍- 15
- ندوة نادية محمود في البالتالك في الديوان العراقي
- نظام صدام الفاشي يمنح "حقوقا جديدة" للاطفال في العراق!


المزيد.....




- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...
- جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ما الذي حرك الغضب بقلاع المعرفة الأ ...
- الذكاء الاصطناعي يكشف مكان قبر أفلاطون
- رويترز: اجتماع عربي دولي بشأن غزة في الرياض هذا الأسبوع


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نادية محمود - أمريكا و الحرب للخروج من المأزق!