أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - الحمار الذي ضحك من المعلم














المزيد.....

الحمار الذي ضحك من المعلم


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 6149 - 2019 / 2 / 18 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في طريق المعلم ثمة حمار مربوط، حين يمر عليه صباحا يبدأ الحمار ينهق بصوت عال ويرمح برجليه ويكشف عن اسنانه ثم يضحك ضحكة عالية، في كل يوم يعيد تلك المسرحية حين يرى المعلم،لم يكن المعلم عجولاً ليسأل الحمار عن سبب ضحكه، صبر ليرى ما يصل إليه الأمر، تكررت الحالة وصار الناس ينظرون الى المعلم بسخرية لكثرة ضحك الحمار منه، وصار المعلم يشعر بالحرج حين يمر يوميا بالحمار، قرر في صباح يوم مشمس ان يسأل الحمار عن سبب ضحكه، حمل حقيبته وكانت مهمته الاولى ان يضع فمه بأذن الحمار: لماذا تضحك ايها الحمار؟ سرح الحمار طويلا قبل ان يجيب ثم قال: عندما اراك يومياً اتذكر سنين العذاب التي عانيت في نقل الاحمال والضرب الذي كنت اتلقاه، فقد كان العذاب والكد والتعب من نصيبي، وها هو الآن يصبح من نصيبك انت.
في العراق الآن المعلم مطلوب منه ان يخاطب الحمير بعقول الحمير، وليس بعقل الانسان الواعي، الثقافة الدونية التي فرضت نفسها بعد الفين وثلاثة صادرت العقل العراقي وجعلت منه عقلا متخلفا يبحث في الغيبيات ويرفض كل ماهو حداثي او علمي متطور، حتى ان اغرب اجابة لتعريف كوكب الزهرة جاءت من طالب في المتوسطة، وهذا الطالب معذور فقد اختلطت عليه المفاهيم، فالمحاضرات الدينية في البيت والشارع والجامع والحسينية وهي تصب في رافد واحد ومفهوم واحد، لقد عرف الطالب كوكب الزهرة بانه ام الحسن والحسين، الطالب الصغير الذي يدرس علم الاحياء ويرى التكاثر الجنسي وغير الجنسي يقف عقله حائرا أمام احد الشيوخ الذي يقول: ان مدة الجماع في الجنة سبعين الف سنة، والطالب الذي يجيب عن تعريف خديجة بنت خويلد أم المؤمنين في درس الاسلامية، بأنه جامع موجود في طريق عودته الى البيت، هذا ايضا اختلطت عليه المفاهيم، هناك ضخ فكري من شيوخ غير تربويين لم يمروا بعلم النفس التربوي ولو مرورالكرام، ولم يعرفوا ايضا برمجة معلوماتهم ليستوعبها الشباب، ضخ معلوماتي هائل يتركز في التاريخ دون الامور الاخرى حتى عاد الانسان العراقي حائرا وعلى مفترق طرق مع العلم الحديث، لايستطيع التفريق بين الدراما والتاريخ فهو يهجم بعنف كبير على شخصيات تقوم بتمثيل ادوار تاريخية جعله الضخ الفكري حاقداً عليها ولا يستطيع التمييز انها دراما فقط ولا تمت الى واقعه بصلة.
مع هذا الطالب الذي اختلطت عليه الامور مطلوب من المعلم ان يجعله انموذجا في العراق وهذا غير ممكن، خمسون طالبا بغرفة واحدة متسخة ومدرسة متهالكة درس فيها المعلم ذاته قبل خمسين سنة تفتقر الى ابسط الشروط الصحية، واولياء امور لا يكادون يقرؤون او يكتبون يريد من ابنه ان يصبح طبيبا ومغريات اخرى كثيرة اقلها النت وثورته العلمية مع ادمغة صغيرة لا تعرف ماذا تستخدم من هذا الصرح العلمي الكبير، هنا يقف المعلم وحيداً بلا مساندة او مساعدة وبدون عون، الجهل مطبق وكبير والخطط المرسومة لتجهيل الشعب العراقي كبيرة ومحكمة، المعلم المضروبة مصالحه وحياته عرض الحائط، وهو المسكين غير المشمول بايفاد ولاترفيع ولاعلاوة ولاقرض ولاسلفة ولاقطعة ارض، الفقير المنهك الذي لايكاد ينظر باتجاه حتى تأتيه لطمة من وزارة التربية او مديرية التربية او مشرف او مدير او ولي امر يدخل اليه امام تلاميذه ويهينه متى شاء بدون حماية او قانون يحميه، يدفع الدية عن صفعة فلتت اعصابه وارتكبها ويؤيدها مراجع الدين في ان خد الطالب اذا احمر فالدية واجبة بفتوى شرعية تركت امور المجتمع المتراكمة وحصرت فتواها بمعاقبة المعلم، من المؤكد ان الحمير جميعها تضحك من هذا المعلم وتستكثر عليه اضراباً واحداً قام به لنيل حقوقه التي يسحقها كل من هب ودب.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرارةُ زمنٍ جميل
- ( لو يدري العبد شك ثوبه)
- يتيم
- قلتُ: الخمرةُ خيرٌ... قال: الماء
- شاعر الشعب
- عشقيات
- مطرك محافظ الموصل.... سالفتنه علخوّان
- (اتفضل الحس)
- سبعة مليارات ثمن الحديد الذي أكلته الجرذان
- ( لا نوافق... داوموا على أكل الدجاج)
- حمار وحصان يجران عربة واحدة
- قرج
- وهذا أيضاً جيّد، لئلا تنفلت أخرى
- ( ايموت العزيز ويكبر ......)
- شنشنة اعرفها من أخرمِ
- احتمالات
- ثقافة التظاهر وخراب البصرة
- يا بصرةُ الخير
- هلب هلب... بيدمن الطلب
- ( اكلان التبن بالمدرسهْ)


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - الحمار الذي ضحك من المعلم