أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - السعيد عبد الغني –قصيدة - نهاية عصر العزلة التى تتلمس ضواحى النفس-














المزيد.....

السعيد عبد الغني –قصيدة - نهاية عصر العزلة التى تتلمس ضواحى النفس-


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


العزلة لقيطة لا أب ولا أم لها
ولكن لديها أخوه أشقاء كثيرا
كالبحر والشساعة والملح والسكر.
العزلة تحث السجن على صهوة الصراع
وتغرز دم التناقض الصنديد
فى جوف صوتها.
أيتها العزلة، ارقدى فى سلام
فى كهف الكتابة
المتوج بعباد الشمس والشك .
أيتها العزلة، أنت بيتى الوحيد
الذى يغدو عامرا بغضبى
عندما أطرزك بالكولونيا وأطرز أرداف الكلمات
لكى أصنع منهم زهورا صناعية
أضعها فى كواكبى السرية.
أريد أن أتلو صلاة العزلة عليك فيينا
كى تسمعى زمجرة الغيوم بها وحشرجة الله.
العزلة لها وجه خال من التعبير
يرتجف كلما دخلها أحد غريب
ظل طريقه واكتنف بعزلتى.
أيتها العزلة، التى تستقرىء ثيران الظلمة
وتهرع إلى النفس كما يهرع الحبر إلى الورقة.
أيتها العزلة السوداء، التى أرى الجروح فى ربوعك
أيتها العزلة القديسة العاهرة
سأحرك قنينة نفسى الآن
فاقطعى حرس التأمل
وتعالى إلي بقشعريرة النار .
أيتها العزلة، ها أنا أحرك يدى على شعرك وخصرك
فاغتصبى صرختى ولا تسمعيها لأحد غيرى.
أيتها العزلة، ألعن العصفور المبتور أجنحته
لأنه لا يصلى للحرية كل يوم.
أيتها العزلة، أنت مضطربة من المسوخ
الذين يقتلون السماء فى حديثهم
ويحيون التماثيل المكسورة.
أيتها العزلة، قد احترقت
وأنا آسف لذلك
عندما فتحت أبوابك السكارى
وكنت أقول عزلتى بلانوافذ ولا أبواب
ولا حرس عليها.
أيتها العزلة، أنا أبكى الآن
لأن بيضة القمر التى لقحتها آهاتك بى
قد كسرتها وأنا سكران البارحة.
أيتها العزلة، يا لجمالك ولوقاحتك
عندما أدخل أحد إلى موتك الواسع
سأحيا بك وأموت بك
ولكن أرجوك ادفنينى فى الحب.
أيتها العزلة، لا تبكِ
سأقرضك لشاعر آخر قبل أن أموت
ولكن لا تنسينى فى معجم مكانك.
أيتها العزلة، قد شعرت بكل المشاعر الممكنة والغريبة داخلك
وتعذيبك لى على غير قدر استطاعتى
ولكنى أحمد لك أنك قبلتينى بعد أن خرجت منك للكون
أحبك أكثر مما أحب الكون.
وايسوعاه، أيتها العزلة
تزدرى جميع الفصول
لأنك باردة دائما كالشتاء
هذا فصلك المفضل مثلى.
أيتها العزلة حبذا لو تستثمرى حنانك الطاغى
على جميع من فى الأرض.
أيتها العزلة، لس لديك أرض محددة
وأنت غير موجودة بتاتا.
أيتها العزلة، احتفظى بالجمال الحبيس فى نفسه
لكى تصطحبينى إليه
عندما ألد هذه الموسيقى الكونية
التى تكدر صفو التناغم الوهمي القبيح للذهن.
أيتها العزلة، أنت شردتى فى اغتيال الأفكار المتآمرة عليك
وزرعتى الحماقة فى كل شىء دونك
أعرف أنك أقسى من أبى
الذى أغدق الكراهية فى روحى
ولكنك من سلالة الجراح
التى تستهتر بالعالم.
أيتها العزلة، الخطايا الشنيعة التى ارتكبتها
ارتكبتها خصيصا عندما خرجت منك
وعندما كرهت مثوى التراب
ولكن أنت من جعلنى أواصل الحياة فى داخلى
وأفتعل حركة لانهائية فى روحى.
أيتها العزلة
لن يسرقك أحد منى
إلا إن دفعت الدين للعالم.
أيتها العزلة، لا تعرفى ما يقوله الناس عنك
أن أعماقك كريهه وأن سمعتك سيئة
وأنك لا تقبلى إلا الضالين واللاأسوياء
ولكنى أستأثر بك على أى بيت آخر
فلا تحشدى شخوصى حولى
لأنى لست بنبي.
أيتها العزلة، لدي كينونتى الخاصة
المفعمة بملح الوجود وسكر العدم.
أيتها العزلة، لا أعللك بالخلاص المكبوت فى الهائل
ولا باللانهائى الساخن
الذى يضم وادى الطلاقة والطاقة.
أيتها العزلة، أبحث عنك فى كل مكان أعرفه ولا أعرفه
حتى أنى زرت الخرائب الموجودة فى روحى
والكهوف المليئة بالدببة القتلة .



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانا كابيلديو – الشتاء ” عابر الأطلسي ” ترجمة السعيد عبدالغن ...
- قصيدة - الله مشدود داخلي من كل أطرافه - للشاعر السعيد عبدالغ ...
- قصيدة إيروتيكية - المهبل : الهاوية المقدسة الكلية الأولى - ل ...
- قصيدة إيروتيكية بعنوان - مهبلكِ الصريع المصراع -
- قصيدة - نداء إلى لوسيفر - لسكارليت ماكول ترجمة السعيد عبدالغ ...
- تعريف الشعر


المزيد.....




- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - السعيد عبد الغني –قصيدة - نهاية عصر العزلة التى تتلمس ضواحى النفس-