أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - امال قرامي - في الاستقطاب الأسري: ما العمل حين يكون الأب مجنّدا للأبناء؟














المزيد.....

في الاستقطاب الأسري: ما العمل حين يكون الأب مجنّدا للأبناء؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 09:50
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



وراء الجماعات المتشدّدة والنظر في طرق الاستقطاب إلى غير ذلك من المواضيع.بيد أنّ تطوّر الجماعات المتطرّفة ورغبتها في استقطاب النساء دفع الباحثين إلى تغيير مركز الاهتمام فصار «الإرهاب النسائي» موضوعا أثيرا لدى الخبراء في مجال دراسات الإرهاب. ومع مرور الزمن اربكت المواقع وتغيّرت هويات من كانوا في المركز فانتقل الشبّان والنساء إلى الهامش وصار الأطفال في المركز. وها نحن اليوم نواكب بحوثا جديدة تتناول بالدرس خصائص التنشئة الاجتماعية في «دولة الخلافة» وطرق التعليم ومضامينه وصفات المشرفات عليه. ولم يمثّل الصبيان واليافعون موضوعا للدرس فحسب إذ سرعان ما انقلبوا بعد سقوط «دولة الخلافة» إلى موضوع للتفاوض ولا تزال الدول تناقش عودة الأطفال من بؤر التوتّر.وتونس مثلها مثل بقية الدول معنيّة بتقرير مصير «أبناء الخارج»، وإن تلكأت في إتمام الإجراءات.

كان من المتوقّع أن يمثّل هذا الموضوع قضيّة رأي تشغل التونسيين، وتحدث ضجّة في وسائل الإعلام ولكن جاء خبر «أطفال ما سميّ بالمدرسة القرآنية»، أي أبناء ‘الداخل’ فقلب المعادلة فصار الانشغال بمصير هؤلاء المعزولين عن محيطهم الأسريّ والخاضعين لتأديب تطوّع فيه العقول والأجساد الموضوع الرئيس.
ولئن استاء أغلب التونسيين من الطريقة التي كان يتعامل بها المشرفون على هذه المدرسة مع هؤلاء الأطفال والمراهقين فإنّ الفيديوهات التي نشرت بخصوص «تسلّم» الآباء أبناءهم وتعليقهم على ما جرى كشفت المستور، وأثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي إذ تحوّل بعض الأطفال إلى شفرة توّضّح لنا أصل المعضلة. وبعد أن كان الحديث منذ الأسبوع الفارط، عن الخصاصة التي تدفع بعض الأولياء إلى التضحية بأبنائهم باتت أدلجة «ربّ الأسرة» تتصدّر النقاش. فما معنى أن يصرّح أب بأنّه يريد من ابنه أن يتلقّن دروسا داخل مؤسسة لا تخضع لرقابة الدولة؟ وما معنى أن يأمر أب ابنه بارتداء القميص الأفغاني بدعوى أنّه الأب الآمر والمتصرّف في «ملكه»؟

وليس الجدل حول مواقف الآباء وتصوّرهم لطريقة التربية والتعليم ومكان التعلّم، ومدى وعيهم بما يتعرّض له الأطفال من عنف إلاّ فرعا من أصل. فالقضيّة، في نظرنا، أشدّ تعقيدا. فعن طريق «مدرسة الرقاب» أدركنا أنّ الموضوع ليس حالة استثنائية أو شاذّة بل نحن إزاء ظاهرة وسياسة ممنهجة تمأسست منذ سنوات، وهو ما يطرح سؤالا حول مدى مسؤولية عدد من الحكومات التي تعاقبت على الحكم: هل كانت على علم وتغاضت لأنّ الأطفال مثلما بيّنا ذاك في افتتاحية سابقة، لا يمثلّون موضوعا لسياسات الأحزاب أم أنّنا إزاء حالة من سوء التقدير والتراخي والهشاشة؟ ثمّ إن كانت الحكومة التونسيّة قد أمضت على الاتفاقيات الخاصّة بحماية الطفولة حقّ لنا أن نتساءل عن هذه الفجوة بين النصوص والممارسة وعن مدى التزام الدولة بما تمضي عليه؟ وبما أنّ عددا من الوزارات انخرطت في استراتيجية مكافحة التطرّف والإرهاب فالأسئلة التي تفرض نفسها ما هي الخطّة المعتمدة لوقاية الأطفال من ‘الاستقطاب’ ؟وما هي التشريعات الملائمة لضمان حقوق الأطفال حين يكون الوليّ متطرّفا؟ ثمّ كيف قدّرت «مصلحة» الأطفال قانونيّا؟ ولم استغلّت مختلف القيادات هذه الحادثة لخدمة مصالحها لا لمصلحة المعنيين بالأمر؟

صُدم أغلب التونسيين حين استمعوا إلى تصريحات بعض الأولياء وغابت الأسئلة المركزّية : ما وضع الأطفال الذين قدّموا اعترافات وأفشوا الأسرار، ونحن نعلم أنّ الجماعات العضويّة تؤدّب من تعامل مع ممثلّي «الجاهليّة المعاصرة»؟ هل نحن إزاء تشكّل أنموذج أسر تتجلّى فيها الهيمنة الذكوريّة بامتياز؟ فالأب يقرّر ولا صوت للأمّ فهي الوعاء المنتج ... ثمّ لم سكت الأهل عن الاستغلال الجنسيّ وهم يلحون على حفظ القرآن دون تدبّر؟

ليس «نكاح الصبيان» في تقديرنا، وسيلة لاستغلال فروج الأولاد بقدر ما هو طريقة لتطويع الأجساد والعقول وضمان طاعة الولد للأمير. فمن يستطيع أن يرفع وجهه في عين مغتصبه؟ وبذلك تكتمل صناعة جيل من المتطرّفين.. وحين يختطف التعليم الدينيّ وتسرق براءة الطفولة وتنتهك حقوق الأطفال ويتواطأ أهل السياسة مع المشروع التدميري لا يمكن التعويل إلاّ على الناشطين الحقوقيين والمجتمع المدنيّ.. وتلك معركة من بين معاركنا القادمة.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا صناعة التطرّف: ما بين «مدرسة الرقاب» وسجون بلدان النزا ...
- جيل التحوّل الديمقراطي
- التونسيّون تحت المجهر
- مدرسة العنف ...
- في الحق في عدم الصوم....«موش بالسيف» ...
- قراءة في الحملات الانتخابية البلدية
- في الأداء السياسي
- 8 مارس بطعم نضالي: بنات الحداد أم بنات بورقيبة؟
- وقفة تأمّل ...
- في محاسن التجربة السجنية وفضائلها .
- تحولات فى صلب النهضة
- تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية
- الإرهاب فى بعده المغاربى
- الجمعة الأسود
- أزمة إدارة الشأن الدينى
- فى علاقة الدين بالقانون
- احذروا غضب المواطنات
- فى الدعوة إلى المراجعات
- هندسة الفضاءات
- التعاطى الإعلامى «الذكورى» مع الإرهاب


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - امال قرامي - في الاستقطاب الأسري: ما العمل حين يكون الأب مجنّدا للأبناء؟