أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - وفسر الماء بعد الجهد بالماء














المزيد.....

وفسر الماء بعد الجهد بالماء


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 6143 - 2019 / 2 / 12 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ندري الام يبقى سياسيو العراق يراوحون في امكنتهم وهم يصولون ويجولون كما ثيران النواعير دون ان يصلوا الى الهدف الذي صم آذاننا ونحن نتلقى وعودهم دونما طائل، وناعورة الخراب ما برحت تدور في ذات الدوامة، والعراقيون يراهنون على بصيص أمل ينتشلهم من مستنقع الخراب الآسن والآخذ بالتلوث يوما بعد آخر ولا من سبيل للخروج من هذه الطامة الكبرى التي بقيت تستوطن مكانها إن لم تأخذ مديات اخطر وأمضى والناس المسحوقون يظلون في دهشة الحيص بيص التي باتت قدرا يوميا لتتسع الهوة بين آمال العراقيين وافعال السياسيين التي لا نتردد بوصفها بالتدميرية، وهم متواصلون وبشكل سافر بترقيع ما يمكن ترقيعه لا بهدف ما هو ملموس من متغيرات تخفف هموم الناس، بل من اجل ذر الرماد في العيون.
وهنا تنطبق الأمثال العراقية التي تمثل خير توصيف لما يجري في العراق، فنقول: "ذاك الطاس وذاك الحمام" ونقول "تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي" ونقول "مواعيد عرقوب" ونقول "اواعدك بالوعد واسكيك يا كمون" فما اغنى التراث الشعبي العراقي والعربي الذي يزخر بهكذا أمثال تطلق على ما يجري من مهازل ومسخرة يوسمها “البطرانين" بالوضع السياسي الجديد، وهو لا يمت للسياسة بشيء لا من بعيد ولا من قريب، الا اللهم التوصيفات البلهاء، وهم يعرفون قبل غيرهم انها مجرد تسويفات وضحك على الذقون.
ما دعاني لتناول هذا الموضوع هو الاجراء الأخير او المبادرة الجديدة التي أصدرها مجلس الوزراء تلك هي، تأسيس المجلس الأعلى لمكافحة الفساد، وهذا المجلس ليس بالجديد، بل محاولة إعادة تشكيله من جديد. وممن كان السابق يتكون؟ يقينا انه من ذات الأسماء بعد ان أضيفت لها أسماء جديدة، فماذا فعل الأول لنعول على الثاني؟ حيث أن الجديد لا يبتعد عن نظام المحاصصة، وكل فرد ينتمي لمكون فاسد، ويكتسب عضوية هذا المجلس، لا يمكن أن يكون حرا ونزيها ووطنيا نقيا، وهو مرتبط بفصيله ويتلقى الأوامر منه، وهو، أي الفصيل، من رشحه ودعمه وبارك في تعيينه، ليظل مسلسل الفساد يتحول من حالة الى أخرى، يذكرنا بمسلسل: 3 فيز لا أكثر ولا اقل.
هنا استشهد بحادثة أو حالة، هي ليست بالغريبة حصلت في وزارة الصناعة، عرضها برنامج بكل جرأة على فضائية anb العراقية، ذلك أن عراقيا من ذوي الكفاءات تقدم مثل بقية المتقدمين لشغل منصب رفيع في وزارة الصناعة، متقدما بملف إصلاحات من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في احياء الصناعات العراقية الميتة، لكن طلبه رفض، ويستطرد صاحبنا بأنه أراد أن يعرف سبب الرفض، فراجع الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لكن موظفا كبيرا في مكتب الأمانة العامة طلب منه 15 ورقة فقط ليسمح له بالدخول ضمن آليات وحيل وصيغ ابتزاز هم يعرفون تفاصيلها دون غيرهم، وأضاف بأن ذات الموظف كذلك طلب منه مبلغ 60 شدة، هذه مصطلحات غريبة علينا مثل ورقة ودفتر وشدة، ولم نكن نعرفها حتى زيارتنا الأخيرة للعراق، فتشرفنا بمعانيها وسوقيتها، طلبوا هذا المبلغ الهائل لكي يدرسوا الملف، ويمكن ان يقبل أو يرفض، والأخيرة هي الأرجح. محذرا إياه بأنهم مستعدون باغتياله لقاء مثل هكذا مقترح إصلاحات، مضيفا، أي ذات الموظف الفاسد، بأنهم أي الماسكين بسلطة القرار في الأمانة العامة وغيرها من دوائر الدولة، يستغلون فرصة وجودهم في المنصب لمدة أربع سنوات لينهبوا ما يمكن نهبه، ثم يغادرون لجهة أخرى، هل هناك فضيحة أكبر وأنكى من هذه، رغم ان العراق مغرق من "فاوه" حتى قمة "شيخانه" بالفساد والنذالة من هذا القبيل وأكثر.
نعرف جيدا ومن خلال لجنة النزاهة ذاتها وبقية المعنيين ب"محاربة الفساد" بأن هناك الآلاف من الملفات العالقة والتي لم يبت فيها واصحابها ما زالوا في ذات الهيبة والرعاية والأمان بعد أن نهبوا خيرات البلاد والعباد، فماذا فعلت لهم السلطة سوى ان افعالها تذكرنا بالبيت الشعري القائل" اذا كان رب البيت بالدف ناقر..."
ان ما يمر به العراق من فوضى تضرب اطنابها كل مفاصل البلاد من أقصاها الى أقصاها، لا يمكن مكافحة ظاهرة سببها ذات المكونات والمخلوقات والناهبين، لنجعل من الحرامي يحاسب الحرامي، استشهادا بالمثل العراقي "حاميها حراميها".
كفاكم أيها السياسيون بشتى الوانكم ومراجعكم وسحناتكم الكريهة، تسويفا وكذبا ورياء والبلد مستمر في انحداره نحو الهاوية لحظة بلحظة، وأنتم تغرفون خيراته وتتسابقون مع الزمن، كما قال الموظف انفا، بان الأربع سنوات فترة الخصب لجني ثمار المفاسد، ودونكم والطوفان.
أي ابتلاء هذا الذي يمر بالعراق وأية كوارث تتلاحق بتسارع كارثي لتعجيل مسلسل الخراب، والكل إما متفرغون للسرقات أو متفرجون أو صامتون أو خائفون على ارواحهم، فلا هم تنعموا بخيرات بلادهم ولا هم حافظوا على ارواحهم من فتك المليشيات المتربصة للغالبة الصامتة بالمرصاد، لأنها تستبعد الهبّة الكبرى، والتاريخ يعج بأحداث غابت عن اللصوص التي عطلت مجساتهم مشاريع الفساد والنذالة والخسة.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنف الرصاص لن يوقف غضب الكلمات
- لتتجدد احزاننا بهذا اليوم المشؤوم
- هل من منهج سياسي في العراق ام ان الأمور تسير خبط عشواء
- هل ائتمنتم على أنفسكم أيها السياسيون العراقيون؟
- الشيوعيون العراقيون ما زالوا مصدر رعب للجهلة والمتخلفين
- التربية والتعليم تحت رحمة من لا تربية ولا تعليم لديهم
- أحمد طليمات* قاص وروائي بنفَسٍ شعريْ
- أنقذوا الثقافة أيها المعنيون بها
- نصوصٌ شعريةْ
- لنترحم على ارواحنا
- الخريطة السياسية في العراق بتصميمها الطائفي
- نريد فقط معرفة الحقيقة
- ما حصل في الجزائر كان امرا متوقعا
- لا تتركوا البصرة كسيرة الجناح
- قيم الركاع من ديرة عفج
- البصرة تستصرخ الضمائر الحية
- لماذا كل هذا الاستقتال على المناصب؟
- شتان ما بين الوطني الحقيقي وذلك المدّعي
- قصائد للاغتراب
- مبروك لتحالف سائرون بكل تشكيلاته الوطنية الحرة


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - وفسر الماء بعد الجهد بالماء