أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين حسن العنزي - المصرون على الحنث العظيم غروراً !!!














المزيد.....

المصرون على الحنث العظيم غروراً !!!


حسين حسن العنزي

الحوار المتمدن-العدد: 6140 - 2019 / 2 / 9 - 21:40
المحور: حقوق الانسان
    


أن كل صراع بين قوم وآخرين، وراءه خلة من خلتين تنفردان تارة وتتلاقيان تارة أخرى فتكونان رافداً واحداً يدفع الى الاقتتال. أحدى هاتين الخلتين التسلط وحب الامتلاك والاستحواذ والرغبة الجامحة في العلو في الأرض، وتلك تستشري في أعماق ضعاف النفوس المغامرين وتدفعهم الى التسلط والبغي على المستضعفين من حولهم... لا يمنعهم عنه عقل أو ضمير أو خُلُق ولا يردعهم عن الاقتتال إلا اقتتال مثله أو أعنف منه يعلنون به صوناً للأموال وللأرواح والأعراض خوفاً من أن تُستباح على يد الأعداء وحماية لتراب الوطن من أجل أن يستحوذ عليه بغير حق. هؤلاء آثمون مدمرون يعشقون الهيمنة ويتنفسون الاستعلاء.
الخلة الأخرى هي التعصب للموروثات القديمة التي ورثناها من الآباء، بفسادها وعقلانيتها طبعاً، وهذه الخلة لها دور كبير في المجتمعات الشرقية فهي تغطية الظلام على البصائر، فضلاً عن انها تورث الجمود العقلي والنفسي الذي لا يرغب بالأنفتاح على كل ما هو جديد مفيد وممتع. إذ انها تُبقي عن شريعة للحياة مضللة تنكل بالحياة الإنسانية التي كرمها الله، وتُعقد بأبسط الأمور وتدافع عن كل ذلك دفاعاً مستميتاً. فهي سنة مضى عليها المتعلقون بالماضي حتى وأن كان مزري ( إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مقتدون). وهذا التعصب بكل الوانه وصوره وحالاته يتجسد عند المنتفعين منه، فهؤلاء هم وحدهم المتعصبون الحقيقيون والمفسدون للحياة. وبسببهم هذا الصراع الذي يدور بين الأقوام فهم يصنعون هذا التعصب الأعمى ويغرسونه في نفوس أتباعهم من أجل بقاء هيمنتهم عليهم وحفاظاً على زعامتهم ومنافعهم وما يمتلكون.
لذلك ترى هؤلاء يتكررون في كل زمان ومكان وفي غياب عن الرؤية الصحيحة دائماً تلاحق شرورهم البسطاء. وفي صميم مطبق مستمرـ يُضاء لهم الأنور الساطعة، ويلقى اليهم الكلام الطيب الحسن من اصحاب الأقلام المأجورة، فهم الذين يدعون الحق ويصدون عنه، وينادون إلى السلم فيؤثرون الحرب وأن كانت وبالاً على أناء جلدتهم، وإلى الألفة والوفاق فيجنحون الى التفرقة والشقاق، ويصرون على الحنث العظيم غروراً وأستكباراً وكأنهم لهذا الشر خلقوا ! ولله في خلقه شؤون !.
أن التاريخ البشري منذ قتل قابيل أخاه هابيل أبناء آدم وتركه في العراء، حافل من هذا الصنف من البشر بالكثير ومن أفعاله بأقبح ما يتخيله العقل من صور الحروب المدمرة والمشاهد الدامية. الا أن حركة التاريخ أثبتت أن البقاء للأصلح دائماً في كل زمان ومكان، فذلك قانون طبيعي خالد وسنة كونية ثابتة، لا تتغير ولا تتبدل تؤكدهما البراهين وواقع الحياة وشرائع السماء. فأما الزَبَد فيذهبُ جُفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
ويترتب على هذه الذريعة اذا قُبلت تبديل وجه الأرض ما بين مشرق الشمس ومغيبها ومسخ الحضارة وافساد الحياة، فمثلاً يدعي الإغريقيون بملكية بلاد فارس لان الأسكندر الأكبر دخلت جيوشه أليها وعزل ملكها داريوس الثالث عن عرشه. ويطالب البرتغاليون بجنوبي افريقيا. والايطاليون بالحبشة وليبيا. والبريطانيون بالعراق والهند ومصر... وغيرهم. فقد استضعف هؤلاء الأقوياء في الماضي اصحاب هذه البلدان، فتسلطوا عليهم، ثم طُردوا وخرجوا كرهاً فعادوا من حيث جاءوا خاسئين.
هكذا الى آخر ما يمكن ان يذكر من صراع الشعوب والأمم، بواسطة الكر والفر، والاستيلاء والإجلاء. فمما دخل في ذمة التاريخ يجب أن لا يتكرر فالغالب للحق لا للقوة، وليس لأحد أن يزعم لنفسه اليوم ميراثاً تاريخياً في ملك استقر به أهله آمنين ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) (ولله ميراثُ السموات والأرض).



#حسين_حسن_العنزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم النميات
- لا تكن مثل عدوك
- الطائفية مرض العضال المزمن
- المكتبة في أوغاريت
- العدل والظلم في معطيات الأديان الوضعية
- الموروث الوطني ودوره في تنمية الانتماء الوطني


المزيد.....




- المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تبرر عدم حسمها الدعاوى بخصوص ...
- أكسيوس: أعضاء بالكونغرس يبحثون مع الجنائية الدولية مذكرات اع ...
- في يومها العالمي.. السياسة والحروب تقلص حرية الصحافة حول الع ...
- جائزة حرية الصحافة للفلسطينيين وتراجع استقلال الإعلام عالميا ...
- الخارجية الروسية: الغرب الجماعي ينتهك حرية التعبير
- استشهاد دكتور فلسطيني و-الاحتلال- يرفض كشف معلومات عن بقية ا ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة - مخاطر تحيط بصحفيي السودان
- كوريا الشمالية تسلط الضوء على سياساتها التعليمية لذوي الاحتي ...
- مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حمل ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقود تحت أنقاض غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين حسن العنزي - المصرون على الحنث العظيم غروراً !!!