أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الظلال العميقة في النص القرأني














المزيد.....

الظلال العميقة في النص القرأني


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6138 - 2019 / 2 / 7 - 19:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الظلال العميقة في النص القرأني

" لا توجد سيطرة على أناملي ، لأنها تتحرك وفق فكري .. كاتب المقال "

الموضوع :
يبقى معظم النص القرأني قبوله عصيا على العقلية البشرية ، معنى ومضامين وأهداف وغايات .. !! ، لا يمكن لأي مفكر حداثوي حر / تاركين شيوخ المسلمين جانبا ، أن يعرف التعليل والمنطق والعقلانية والسبب .. !! ، التي وضعت لأجله هذه النصوص ، ولكن بنفس الوقت ، أرى بالرغم من التضادد والتقاطع والاختلاف والخلاف بين هذه النصوص ، ولكن هناك صفة وطابع وميزة يجمع معظمها ، وهو أقرارها أن الأسلام هو البداية والنهاية ، وهو الحقيقة الكونية الوحيدة / كالنص التالي " إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب / 19 سورة آل عمران " ، وهو الذي لا يمس بثوابته أحد ، وهو الناسخ لما قبله واللاغي لما بعده ، وهو الذي من جهة يعترف بالأنبياء والكتب السماوية ، ولكنه يلغيها ويفندها ويشكك برسلها وينتقد متبعيها وحتى يقوم بتكفيرهم من جهة أخرى ! ، هذا ما أراه شخصيا ... فالنص القرأني التالي ، مثال على ذلك النهج :
" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون / 29سورة التوبة " ، وتفسير الأية وفق " الطبري " : (( قال أبو جعفر : يقول تعالى للمؤمنين به من أصحاب الرسول : ( قاتلوا ) ، أيها المؤمنون ، القوم الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، يقول : ولا يصدقون بجنة ولا نار، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ، يقول : ولا يطيعون الله طاعة الحق ، يعني : أنهم لا يطيعون طاعة أهل الإسلام ، من الذين أوتوا الكتاب ، وهم اليهود والنصارى .))
القراءة :
أولا - خلاصة النص ، هو " قاتلوا " اليهود والنصارى ، وذلك لأنهم " لا يؤمنون بالله .. " ، فالنص في ظاهره ، أن سبب القتال هو كفر اليهود والنصارى ، " لعدم أيمانهم بالله .. " / علما أنهم موحدون ومؤمنون بالله الواحد ! ، ولكن باطن النص يبين : قاتلوهم لعدم " أيمانهم بالأسلام " ، وهنا تكون الأزمة والمعضلة ! ، ولكن النص القرأني في سورة أخرى يضادد مما جاء في أعلاه ، حيث يخاطب النص الرسول قائلا " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام / 3 سورة آل عمران " ، وهنا نلحظ التضادد والتناقض ، فكيف الرسول أن يكون ، " مصدقا لما بين يديه .. " ، وبنفس الوقت يقول له " قاتلوا " اليهود والنصارى حتى يدينوا بدين الحق " الأسلام " !! .
ثانيا - هناك حقيقة يجب ذكرها ! ، وهي لم مقاتلة أهل الكتاب / دون ذكر الصابئة ! ، وليس مقاتلة ، مثلا : المجوس والوثنيين !! ، هذه أشكالية في النص القرأني ، وهو التشديد على مقاتلة أهل الكتاب! / وهم المؤمنين بالله ، دون غيرهم كالمشركين ! .
ثالثا - التساؤل ، لم الربط بين الدفع بالأيمان بالأسلام أو دفع الجزية عن " يد وهم صاغرون " ، وجاء في موقع / أسلام ويب ، تفسيرا لهذا النص التالي (( وأما قوله : ( وهم صاغرون ) ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون . قال للذليل الحقير : " صاغر " )) ، أذن لم هذا الأذلال والتحقير لأهل الكتاب وهم بشر مؤمنون ! .
رابعا - النقطة " ثالثا " تقودنا الى حقيقة معينة لا بد لنا أن نتوقف عندها ! ، وهي لو كان النص القرأني هو نصا ألهيا ، وأن الله / بديهيا ، هو رب الجميع من يهود ومسيحيين ومسلمين .. ، أذن لم الله في النص القرأني يهين عباده من أهل الكتاب ، يذلهم ويستحقرهم ويهينهم ، في حالة عدم أتباعهم الأسلام ، لأجله أرى أن المتكلم في النص القرأني هو " ذات ألهية أخرى " ، غير أله أهل الكتاب !! .
خامسا - لم الله يفرض جزية على عباده من غير المسلمين ، جزاء عدم أتباعهم للأسلام ، والرسول نفسه يساوي بينهم كبشر ، ويرى أن التمايز فقط يكون بالتقوى ، وفق حديثه القائل " الناس سواسية كأسنان المشط الواحد لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" ، أذن هناك خلاف بين النص القراني والأحاديث النبوية !! ، والأحاديث كما هو معلوم ، جزءا لا يتجزأ من الموروث الأسلامي .

خاتمة :
الظلال العميقة في النص القرأني ، هي تلك الحدود البنيوية التي تعبر عنها النصوص ، متجاوزة بل هادمة البعد الأنساني للنص / كما رأينا في أعلاه - سورة التوبة أية 29 مثلا ، هذا أولا ، وبنفس الوقت ، تقدس هذه الظلال النص القرأني ، معتبرة أياه ، الحقيقة الكونية المطلقة والوحيدة في الحياة الدنيوية والأخروية للبشرية ، هذا ثانيا ، وهذا الأمر يجعل من حقائق النص ، أن تتوقف وتتجمد في اللحظة التأريخية والمكانية لهذا النص هذا ثالثا .
أذن نحن بموجب النص القرأني ، ألغينا كل الحقائق الماضوية ، ونكرنا كل ما يستجد وما سيستجد من حقائق آنية ومستقبلية .. مما سبق أرى أن المعتقد الأسلامي يتحرك / وفق بنية هذا النص ، في لحظة البداوة والقبلية والعصبية ذاتها التي وجد بها النص القرأني ، أي في زمن حقبة " الدعوة المحمدية " ، وهذه كارثة حضارية وأنسانية معا لمفهوم التطور! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبجدية الأرهاب
- قراءة في كلمة شيخ الأزهر في أفتتاح كنيسة ميلاد المسيح
- رؤية .. في تناقض الأحاديث النبوية
- الرد على تهجم النائب العراقي – عبد الأمير التعيبان .. على ال ...
- أضاءة .. ميلاد المسيح بين المسيحية والأسلام
- الأيمان و النكران .. في القرأن
- الأهتمام الدولي .. بين خطف المطرانين وأغتيال جمال خاشقجي
- السعودية وأغتيال الكلمة الحرة / جمال خاشقجي .. الجزء الثاني ...
- الأسلام و - لاهوت القتل -
- السعودية .. المستقبل المجهول
- ملحق ( تحت وفوق الطاولة قابوس ونتنياهو )
- تحت وفوق الطاولة .. قابوس ونتنياهو
- السعودية وأغتيال الكلمة الحرة / جمال خاشقجي .. الجزء الأو ...
- الرجم في الأسلام ( من يرجم من ! )
- قراءة في منح العراقية / الأيزيدية ، - نادية مراد - نوبل للسل ...
- المافيا الدينية .. الأحزاب الأسلامية كنموذج
- الموروث الأسلامي في خدمة صنم الحاكم
- الأسلام والمسلمين في بودقة واحدة وليس في بودقتين !!
- الأسلام - فعل ماضي -
- القبلة في صلاة المسلمين .. قراءة حداثوية


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الظلال العميقة في النص القرأني