أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الأيمان و النكران .. في القرأن














المزيد.....

الأيمان و النكران .. في القرأن


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6072 - 2018 / 12 / 3 - 20:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأيمان و النكران .. في القرأن
المقدمة :
في هذا البحث المختصر ، سأجول في العنوان أعلاه ، من خلال صورة مصغرة / كنموذج ، وهي سورة آل عمران أية 84 التي تنص على ما يلي : ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ، ساردا قراءاتي الخاصة لهذا النص القرأني ثم أختم الموضوع بأضاءة مقتضبة .
النص :
في تفسير " أبن كثير " للأية أعلاه / 84 من سورة آل عمران ، أبين التالي (( ثم قال تعالى : قل آمنا بالله وما أنزل علينا ) يعني : القرآن ( وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ) أي : من الصحف والوحي : ( والأسباط ) وهم بطون بني إسرائيل المتشعبة من أولاد إسرائيل - هو يعقوب - الاثني عشر . ( وما أوتي موسى وعيسى ) يعني : بذلك التوراة والإنجيل ( والنبيون من ربهم ) وهذا يعم جميع الأنبياء جملة( لا نفرق بين أحد منهم ) يعني : بل نؤمن بجميعهم ( ونحن له مسلمون" فالمؤمنون من هذه الأمة يؤمنون بكل نبي أرسل ، وبكل كتاب أنزل ، لا يكفرون بشيء من ذلك بل هم مصدقون بما أنزل من عند الله ، وبكل نبي بعثه الله ." )) ، أنتهى تفسير أبن كثير ، وأرى أن التفسير بسيط ولا يحتاج الى أي تعليق ، حيث أن التفسير يبين : أن الرسول مؤمنا بالله وبالقرأن وبكل الكتب السماوية المنزلة وبكل المرسلين .. الى هذا الحد الأمر مقبول .
القراءة :
1 . من صيغة نص الأية نرى أن المتكلم هو الرسول وليس الله : ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ .. ) ، ولكن هذا الأمر مخالف للمبادئ ، وذلك لأن القرأن المفروض كلام الله ، وأرى مثلا أن يكون النص : ( أمن محمدا بالله وما أنزل عليه .. ) ، وهذا أستنادا لكثير من الأيات التي تؤكد على أن القرأن من لدن الله ، مثلا : ( .. وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز . لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ / 41 ، 42 سورة فصلت ) ، و ( إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا .. / 140 سورة النساء ) ، و ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا .. / 82 سورة النساء ) . أي يجب أن يكون النص بصيغة المتكلم أي " الله " وليس بصفة الرسول !! ، وهذه أشكالية موجودة بالنص القرأني ، وما ذكر ورد على سبيل المثال وليس الحصر !! .
2 . وهذه النقطة تجرنا الى معضلة أخرى أكبر من الأولى ، وهي : هل أن القرأن هو " كلام الله " ، أم هو " كلام الرسول " ، أم هو " كلام الأثنين معا " ، أم " كلام من " !! .
3 . أرى أن بداية متن الأية 84 من سورة آل عمران ، أنه كان منطقيا ، وهو أيمان الرسول بالله وبالقرأن ، وبداية المتن هو مدخل لسياق باقي الأية ، وهو أيمان الرسول بكل الرسل وبكل الكتب المنزلة ، وهذه النقطة معطوفة على منطقية بداية المتن ، ولا أرى بها من خلل ، لكن الأمر يتضادد ويخالف للأية اللاحقة ، وهو قوله ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ / 85 ) ، وهنا أرى التالي : ( أن كل ما جاء في نص الأية 84 غير ذا قيمة ، لأن الأية 85 من نفس سورة آل عمران ، واللاحقة لها مباشرة ، نفت ما سبقها من حقائق ، وأكدت أن من يتبع غير الأسلام دينا هو من الخاسرين ، فما جدوى وفائدة الأعتراف بكتب ورسل وأنبياء من سبقوا الرسول !! ) ، وهذه هي المعضلة العقائدية !! .
4 . علما أنه بنفس السورة ، يؤكد القرأن على وحدانية الأسلام كدين عند الله ، بقوله ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 سورة آل عمران ) ، وهذا يؤكد على تناقض مضمون نصوص الأيات ليس في السور المختلفة ، بل في ذات سياق السورة الواحدة !! كما الحال في سورة آل عمران .
5 . وأخير .. لم النص القراني دائما في مأزق ! ، لم يفتقر هذا النص الى وحدة المضمون والسياق ، ولم هذا النص غير مستقر معلوماتيا ، ولم لم يكن هناك وضوح تام في الرؤية ، ولم دوما القارئ والمطلع يقف مشدوها متعجبا من تعدد الأتجاهات والمؤشرات والحقائق في النص الواحد ! .
أضاءة :
عودنا النص القرأني على هذا الضعف في الذاكرة المعلوماتية ، لأنه دوما ما يلبث أن يؤكد حقيقة أو معلومة معينة ، ثم يعود فينكرها أو ينفيها أو يخالفها أو ينسخها ، بنفس السورة أو في سورة أخرى ! ، وبالرغم من أننا نبحث في النص القرأني ، ولكن لا بأس أن نستشهد بفقرة من نص أنجيلي ، حول وضع النص القرأني ، حيث يقول البشير لوقا " آية ( لو 19: 22 ) : مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ .. " ، ومن كل ما سبق وبالرغم من كل الطروحات المتضاددة .. نرى أن النص القرأني لا زال يؤكد على : ( الم 1 ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2 / سورة البقرة ) ! ، ولا أدري أنا شخصيا " أي ريب يتكلم عنه القرأن " ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهتمام الدولي .. بين خطف المطرانين وأغتيال جمال خاشقجي
- السعودية وأغتيال الكلمة الحرة / جمال خاشقجي .. الجزء الثاني ...
- الأسلام و - لاهوت القتل -
- السعودية .. المستقبل المجهول
- ملحق ( تحت وفوق الطاولة قابوس ونتنياهو )
- تحت وفوق الطاولة .. قابوس ونتنياهو
- السعودية وأغتيال الكلمة الحرة / جمال خاشقجي .. الجزء الأو ...
- الرجم في الأسلام ( من يرجم من ! )
- قراءة في منح العراقية / الأيزيدية ، - نادية مراد - نوبل للسل ...
- المافيا الدينية .. الأحزاب الأسلامية كنموذج
- الموروث الأسلامي في خدمة صنم الحاكم
- الأسلام والمسلمين في بودقة واحدة وليس في بودقتين !!
- الأسلام - فعل ماضي -
- القبلة في صلاة المسلمين .. قراءة حداثوية
- المجتمع العربي ماذا والى أين .. - رؤية -
- أضاءة .. الأسلام السياسي في العراق / مابعد 2003
- أضاءة فكرية حول أيدولوجية الأسلام السياسي
- الأسلام بين مفهومي المحبة والكراهية
- قراءة في حديث - العشرة المبشرين بالجنة -
- أزمة عرض قيم القرأن بين حقيقة النص وبين الأسلام كفكر


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الأيمان و النكران .. في القرأن