أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ارحمونا .. يرحمكم الله














المزيد.....

ارحمونا .. يرحمكم الله


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6135 - 2019 / 2 / 4 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أي متتبع للأوضاع السياسية على الساحة الدولية يلاحظ أن أية دولة تتعرض إلى خطر خارجي أو حدوث كوارث طبيعية تتحد وتتحالف فيها الأحزاب والكتل والشخصيات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في ذلك البلد وإنشاء حكومة طوارئ فيما بينهم من أجل الدفاع عن الوطن وإنقاذه من الخطر الخارجي وفي حالة الكوارث الطبيعية تعمل حكومة الطوارئ على بذل أقصى الجهود لإنقاذ الوطن وخدمة وحماية الشعب من التدمير والأضرار التي أصابت البنية التحتية وإيجاد مأوى ومسكن للناس الذين تعرضت بيوتهم للتدمير وتوفير الغذاء ومستلزمات الحياة لكل العوائل المتضررة والمشردة. وهذا يعني أن الوطن وصيانته والشعب وخدمته هو العامل المشترك لجميع الأحزاب والكتل والشخصيات السياسية متجاوزين بذلك خلافاتهم وصراعاتهم الثانوية ويصبح الوطن والشعب هو البوتقة التي تنصهر فيها وتذوب جميع الأفكار والمصالح من اليمين إلى اليسار والجميع يعمل لهدف واحد هو صيانة الوطن وخدمة الشعب وحينما ننظر إلى (الوطن) العراق المستباح و (شعبه) المذبوح وكأن الجميع ينظرون إليه. ويتفرجون عليه وهو (يرقص مذبوحاً من الألم). هل هنالك سبب لهذه الظاهرة التي تجعل (نواب الشعب) ينظرون إلى خلافاتهم وخصوماتهم وصراعاتهم الشخصية تنبع من مصالح ذاتية وأنانية وأصبح الوطن (ساحة صراع لمصالح الدول الأجنبية) وليس لشعبه ناقة أو جمل في ذلك الصراع أو ليس في العراق أكثر من أربعة مدن مدمرة ومهدمة البيوت وعوائلها تعيش في خيم ممزقة تحت رحمة البرد القارص والحر اللاهب شبه عراة وشبه بطونهم خاوية والأمراض والمطر والسيول والرياح تحيط بهم من كل جانب ؟ والظاهرة الأخرى كان فيه السادة النواب قبل فوزهم بكرسي النواب يسيرون مع الناس في الشوارع ويجلسون معهم بالمقاهي ويختلطون بهم ويشاركونهم أحاديثهم وهمومهم ويشاهدون الشوارع والأزقة المنتشرة فيها الأزبال والإهمال ويشاهدون مجاميع من الشباب البطالة والعاطلين عن العمل ونلاحظ ذلك في البرامج الانتخابية المملوء بكلمات الشعب وخدمته ورعايته ويذهب الشعب المعذب والمسكين يتحدى الموت والإرهاب والبرد القارص والحر اللاهب يغمر قلبه الأمل والرجاء والثقة المطلقة لمن يعطي له صوته من النواب وهو يحمل بطاقة الانتخاب ليضعها في صندوق الاقتراع. وحينما يصبح عضواً في مجلس النواب يقسم بالله العظيم أن يخدم الشعب ويصون الوطن وتربته الطاهرة وحينما يجلس على كرسي النيابة يلتفت يميناً وشمالاً يتفحص الوجوه التي تحيط به وينظر إلى قاعة مجلس النواب لا يشاهد بينهم مجاميع الرعاع والحفاة من أبناء الشعب وحينما يركب السيارة يحيط به الحرس والحشم والسيارة تسير به بكل حرية في الشوارع المبلطة الخالية من المطبات والحفر وحينما يترجل من سيارته لا يشاهد إلا الحرس والحشم ومع مرور الوقت يصبح لا يشعر ولا يدرك إلا بما يحيط به من الأبهة والاحترام ويصبح الشعب في وادي النسيان ... أتمنى أن أسمع من أي نائب زار المقهى التي كان يجلس بها مع أبناء شعبه أو يلتقي مع مجاميع الشباب البطالة والناس الآخرين الذي كانت تنزل عليهم الوعود تنعش النفوس وتفرح القلوب ويسمع آلامهم ومصائبهم وحينما يبدأ النقاش والحوار في مجلس النواب وتبدأ المشاحنات والخلافات والصراعات حول ترشيح وزير أو الميزانية أو مخصصات أعضاء مجلس النواب والسيارات المدرعة والأراضي ثم تبدأ وتنشب الخلافات والصراعات والمشاحنات وتبدأ التكتلات والمصالح الذاتية في كل شيء ويصبح الوطن والشعب والقَسَم العظيم بالله العظيم في وادي النسيان وتسود الضغائن والحساسية وتنعدم الثقة بين النواب وتصبح الحساسية والشك والظن والنفور بينهم هي السائدة ويصبح الإيمان القوي الراسخ لدى كل نائب وتصبح القوة والقدرة والتهديد والوعيد هي التي تداعب أفكار النائب.
وكما هو معروف أن فقدان الثقة في العلاقة بين النواب تعني أن يصبح التفكير مغلق لدى كل نائب ويصبح التفكير تحت كابوس الحساسية وعدم الثقة ويصبح محصور في البحث عن الجوانب السلبية والتشنيع بين الكتل النيابية وحتى بين نائب وآخر وتنتهي أخيراً إلى عدم القدرة على إنجاز الإيجابيات للشعب والوطن وكذلك عدم الحفاظ على العلاقات بين النواب وتصبح الحساسية والشك هي الهاجس في التعاملات والعلاقات بين النواب لأنها تنشأ وتخلق تأويلات للكلام الذي يسمعه النائب من النائب المختلف معه في الرأي والفكر وعلى الشبه والظن مما يؤدي إلى الضغينة والكره والقطيعة ويكون الوطن والشعب هو الضحية ويصبح من سيء إلى أسوأ كما نشاهده الآن.
ارحمونا يرحمكم الله لا يريد الشعب منكم جزاء أو شكوراً إنه قانع ويقبل بالجوع ولا التشريد والتهجير. فقط يترحم منكم أن تنتزعوا من قلبه الخوف والقلق والرعب من نشوب الفتنة العمياء التي تحرق الأخضر واليابس كما نشاهده الآن ما يعانيه الشعب السوري واليمني والليبي حيث يعيش أبنائهم في خيام ممزقة تحت صقيع الثلج وتعصف بها الرياح الهوجاء وتجرف السيول الخيام والحاجيات وحتى الأطفال ويعيشون في الأوحال يستغيثون ويصرخون يطلبون الرحمة ويشحذون رغيف الخبز والمساعدة ويعيشون تحت رحمة المساعدات ولا زالت مستمرة هذه الحالة المأساوية منذ سنوات وليس هنالك من رابح سوى الخسائر والتدمير والتشريد والموت والمرض وليس هنالك أمل بالخروج منها والنجاة من مصائبها ... ارحمونا يرحمكم الله ... إن شعب العراق يكفيه من مصائب وكوارث وموت وتدمير وتهجير وتشريد ولا يستطيع أن يتحمل أي شيء .. حتى لا يستطيع أن يتحمل قذفه بورده وإنما يريد أن ترموا عليه غصن الزيتون لأن جسمه انتشرت فيه السهام وأصبح لا مجال فيه حتى لإبره تصيب جسده ويكفيه ما لاقاه وما شاهده من آلام ومصائب وكوارث حتى الابتسامة ماتت على وجهه وهربت منه وأصبح كما يقول الشاعر :
ألا يا هم يكفينـــــــا لقد جفت مآقينـــا
لو كان الدمع يغذينا أكلنا بعض بلوانا
ارحمونا يرحمكم الله ...



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو المطلوب الآن لوصول العراق إلى شاطئ الأمان والاستقرار و ...
- الإنسان والقيم الروحية
- الاجتهادات والفتاوى ضد المسيحيين .. ما هي أهدافها ؟
- في الذكرى الخامسة والتسعين لرحيل القائد العظيم لينين الخالد
- ما هو المطلوب من أعضاء مجلس النواب
- ظاهرة مؤلمة وخطيرة على أولي الأمر معالجتها
- الصراع المخفي في سوريا بين روسيا وإيران
- ما هي الأسباب والعوامل التي دفعت أمريكا للانسحاب من سوريا
- العقوبات الأمريكية وخطر الأمن الغذائي في العراق
- حركة الجيش العراقي في 14/ تموز/ 1958 تحولت من انقلاب إلى ثور ...
- الظاهرة العراقية ومعالجة سلبياتها
- المسألة العراقية إلى أين ؟ ما هي الحلول ؟
- سامسون مدينة الحب والجمال
- توضيح من فلاح أمين الرهيمي إلى أحبتي الأعزاء
- الأخ العزيز السيد نيسان سمو الهوزي المحترم
- أزمة المياه في العراق وحلولها
- لماذا تعقد الآمال على الانتخابات القادمة وما هي المهمات التي ...
- العراق الحديث وأزماته السياسية والاقتصادية
- بمناسبة اليوم العالمي للصحافة
- العلاقة الجدلية بين المواطن والوطن


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ارحمونا .. يرحمكم الله