أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بودهان عبد الغفور - حيوان اسطوري اسمه الغول














المزيد.....

حيوان اسطوري اسمه الغول


بودهان عبد الغفور

الحوار المتمدن-العدد: 6135 - 2019 / 2 / 4 - 12:40
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت أمي سامحها الله كلما أحدثت شغبا أو سببت لها ازعاجا أو زدت قلقا على قلقها المعهود تلجأ كي تؤدبني وبالتحديد كي يأكلني الى مايشبه حيوان كبير ذو شعر كثيف أتخيله الغوريلا في بعض الاحيان أو أكبر بقليل في مخيلتي الصغيرة الا وهو الغول * البازغوغ* هذا الكائن الوهمي الاسطوري الذي تكثر زياراته في ليالي العاصفة ذات الامطار والرعود يدخل من كل مكان واكثرها من الفتوحات الموجودة في النافذة ليقف فوق رأسي ...أراه من بعيد ضخما اسودا كلما أقترب زاد توهجا فأصاب بنوبة وقشعريرة خوف حتى الموت ...فينحني ويقترب منى ويأمرني بصوته الذي يشبه الرعد أن لا اضايق أمي ..صرخت مرة و مرتين ..فسمعت خطى قدميها بسرعة نحوي لتنقذني ..فأخبرتها انه الغول من هددني وأفزعني ..فتبعده بيديها ملوحة *أمشي هه* فيختفي في الجو مخترقا السقف وفي بعض الاحيان يخرج متجها الى المطبخ ..لا أعلم لماذا المطبخ بالذات ....رأيت بعد ذلك الغول في أشجار المشمش في حقلنا وفي جدار*أحمد بن عمر*الذي كان السواد يلفه ليلا ..وفي النهار موحشا..بقيت اراه واتخيله في الاماكن المظلمة وأراه في سلسلة الصبار * الهندي* التي تحيط بحقلنا ..أراه مساءا قبيل أذان المغرب في وادي قريتنا الصغيرة* الدوار* ....وضللت متخوفا ومبهورا بالغول في المرحلة الابتدائية وأحسست انه قابل للمصادقة وخاصة المطيعين القادرين على احترام رأي الام وأداء الصلاة وحل الواجبات المدرسية ...كنت معجبا به وشديد الثقة ان لديه مهام لاحصر لها في تقفي أثر المجرمين واللصوص والاشرار في كل مكان...وكنت على علم وثقة كاملة انه لا يقترب عندما يكون الاب حاضرا أو من موقع به القرأن ...
أعترف اني كنت شقيا ومشاغبا وأمارس هوايتي المفضلة بعد رمي المئزر والمحفضة وهموم الحفظ والواجبات المدرسية وهي سرقة بساتين الرومان والمشمش والعنب والتين والبروق واللوز ..ومطاردة دجاجات جدتي في العطلة التي كانت اغلى من أي شئ اخر في نظرها .......مع مرور الوقت تغيرت الامور وأتسعت علاقاتي مع الغول لم أعد أجده بين الاشجار والمعلمين ,امسى له تعاريف عدة ونماذج مختلفة ومتعددة في كل نواحي الحياة ..اراه مسؤولا يخيف الشعب يزورهم ويذكرهم بالعشرية السوداء اذا اساؤو التصرف وخرجوا عن طوع الرئيس ....يزور اذا تململ الشعب من حين لأخر في صورة بوحمرون والطاعون والكوليرا والحمى القلاعية وخطف الاولاد واسقاط الطائرات ...وفي بعض الاحيان يبتعد عن الاذية ويستعمل الحكايات والقصص حسب عقول العامة لينسيهم بعض هموم الحياة وشفاءا لمرضاهم بقصة *حليب العتروس* ودواء *رحمة ربي* و *بول البعير* و*لسان الفنك*......عرف صديقي الغول ان هذا الشعب غوغائي فأدخل العياشي في الانبوب الارتوازي فشاهد الناس قصته وصارت عالمية ....ثم طرح اشكالية هل يمكن الترحم على *هواري منار* ؟ وقضية البوشي والمخدرات والجنرالات....
استنتجت اخيرا وذلك لغبائي المعهود أن صديقي الغول يعيش على الخرافة والوهم ويستمد قوته وجبروته من ضعف وعي الناس ....انه يتغير كي يبقى ويتمدد ويستمر ...اني اراه في كل مكان الان في الشارع في التلفاز في العمل في حياتي الشخصية أمسى ينساب بين كل شئ سلسا شفافا مروعا مدمرا في النهاية ...



#بودهان_عبد_الغفور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجاوزت الاربعين..ولاشئ يفرحني
- العقرب والتجربة النووية
- يوميات مواطن مدلل في الجزائر
- طغيان الايمان التصوري
- شباب اليوم
- هل فعلا ننتخب الرئيس في الجزائر
- الشيتة في بلادي
- الربيع العربي الذي لن ينتهي
- الوهابية وولاية الفقيه
- القتل
- عظماء العالم والمرأة
- تقسيم العقل الجمعي العربي
- هل من مجيب ياعلماء المسلمين
- العلاقة بين السياسة والدين والارهاب
- الديانات والعنف
- حدود الدم للفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط ج 2 ( الاعلام )
- حدود الدم للفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط
- المرأة والسأم من افكار الرجل الشرقي-1-
- المرأة والسأم من افكار الرجل الشرقي
- تدين وتمدن معكوس


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بودهان عبد الغفور - حيوان اسطوري اسمه الغول