أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عودة الله - زواج الاغنياء بالسلطة















المزيد.....

زواج الاغنياء بالسلطة


محمد عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 6134 - 2019 / 2 / 3 - 19:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بادئ ذي بدء، أنا لا أطمح من هذا المقال إلى إضعاف السلطة سواء أكانت في مواجهة ترمب أو إسرائيل، كل ما أسعى إليه هو أن أدق مسماراً آخر في نعش السلطة لأنها غطاء لنظام فصل عنصري/تطهير عرقي، ولأنها ببساطة لا تمثلني بل تمثل الأغنياء وارتباطاتهم الاقتصادية والسياسية بالاستعمار الغربي، المقال عن السياسة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية وكثير من المعلومات مستقاة من دراسة للصديق فراس جابر مشكوراً على موقع مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية https://www.almarsad.ps/archives/914?fbclid=IwAR0oA3Y-K0NSGkFVUW8BDXpDsCt5PlQL1O_98TwE6L09j0FvspLZyPgTG9Q.
ما هي الفلسفة خلف الضرائب؟ ضرائب مقابل أمن وحقوق وخدمات ومع الحلم تحرير وترميم وطن على أساس الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، ولأن النظام طبقي رأسمالي أي يخدم الأغنياء فمن الطبيعي أن يدفع الأغنياء مساهمة أكبر من أجل أن يردوا بعض الجميل لمجتمعهم الذي منحهم الثروة، وحتى لا تنتشر الجرائم (المرتبطة بالفجوة بين الأغنياء والفقراء أكثر من فقر الدولة وغناها)، وبالتالي تذهب أموالهم لتحرير أبنائهم من الخطف مثلاً ولا سمح الله، أذاً الكل يساهم حسب قدرته، وعندما يدفع الفقراء الضرائب فإنها تكون على حساب قوت عيالهم، أما عندما يدفع الأغنياء الضرائب فإنها في أغلب الأحيان تكون من حسابات التوفير أو في أسوأ الأحوال على حساب بعض الكماليات كعشاء شوربة تماسيح أو رحلة إلى لندن أو سيارة لاند روفر رباعية الدفع، لذلك من مقتضيات العدالة أن يدفع الأغنياء ضرائب أكثر بكثير من الطبقة الوسطى أو الفقراء حفاظاً على السلم الأهلي، ولأنهم ببساطة يملكون أكثر بكثير مما يحتاجون.
لننظر الآن في السياسة الضريبية، يذهب نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي (35%) كضرائب للسلطة التي تعتمد على المواطن بشكل شبه كلي في الميزانية، وبالمقارنة مع الدول المجاورة كالأردن (16%) ومصر (19%) من الناتج المحلي، لذا فإن هذه النسبة مرتفعة جداً بحوالي الضعف، وربع الموازنة (25%) تذهب إلى وزارة الداخلية في الوقت الذي يعاني جهاز كالشرطة مثلاً نقص في الموارد البشرية، بمعنى أن الأجهزة الأمنية المخابراتية وأمن إسرائيل هو الأولوية، وهذا طبعاً مفهوم لنظام بوليسي يعمل على التحرير بالتمسح للاستعمار، وبالمناسبة فإن ميزانية مؤسسة الرئاسة تقترب من ضعف ميزانية وزارة مهمة وأساسية في مجتمع يكافح على الأرض كوزارة الزراعة، لا تعليق. نفهم أن العبء الضريبي على المواطن الفلسطيني كبير، الضرائب تفرض على كل السلع وبنفس النسبة، بمعنى لا يوجد دعم للسلع الأساسية كالطحين والخبز والزيت وحليب الأطفال، وبالمقابل لا يوجد ضرائب إضافية على الكماليات من سيارات فارهة وعطور ومفتح بشرة... الخ، من المستفيد من سياسة اقتصادية كهذه؟ طبعاً الأغنياء.
ضريبة أخرى ولا تخضع لاتفاقية باريس هي ضريبة الدخل وهي كالتالي: دخل سنوي 1-75000 شيكل بنسبة 5%
دخل سنوي 75001- 150000شيكل بنسبة 10%
دخل سنوي فوق 150000 شيكل بنسبة 15%
شركات 15%
شركات احتكارية 20%
أرباح السوق المالي لا تخضع للضرائب (نصيب الأغنياء!)
مكافأة نهاية الخدمة تخضع للضرائب.
هنا عدة ملاحظات، أولاً إذا كان دخل الفرد تحت خط الفقر مثلاً 15000 شيكل سنوياً فعليه أن يدفع ضرائب 5%، باستثناء إعفاء 3000 شيكل سنويا، لقد نسي أبو مازن من إعفاء ذوي الدخل المتدني من ضريبة الدخل حتى لو كانوا عمليا تحت خط الفقر، والملاحظة الثانية أن شخص دخله 151000 شيكل لا يدفع ضريبة 15% على كل المبلغ بل 5% على 75000 شيكل و10% على 75000 أخرى و15% على 1000 شيكل فقط! أي أن المبلغ أمام الضريبة يعامل نفس المعاملة حتى لو اختلفت درجة الحاجة إليه. والملاحظة الأخيرة أنه كان هناك فئة 20% لضريبة الدخل للأفراد، قام صانع القرار الفلسطيني (لم ينس هذه المرة) أي الرئيس بإلغائها عام 2015 وبكل هدوء، في الكيان الصهيوني تصل ضريبة الدخل من حكومة اليمين (من يتساهلون مع الأغنياء) على الأغنياء إلى 50%، وفرنسا 45% وبريطانيا 38% وأمريكا حتى 40%، وهي دول لديها مخصصات بطالة وإعاقة وشيخوخة وبحث علمي...الخ، بالمقابل فإن السلطة الفلسطينية فتحت لنا الجوامع لنشكو إلى الله سوء الحال، لان القيادة تخجل من مد يدها على مدخرات الأغنياء ولا تخجل من قسمة رغيف الخبز من يد الفقراء.
من قال أن السلطة لا تهتم بالفقراء فإليه المفاجأة، فالسلطة الفلسطينية لديها وزارة التنمية الاجتماعية التي تعنى بشؤون الفقراء والمعوزين، تخصص الوزارة مبلغ 750 شيكل كل ثلاثة أشهر لكل أسرة بغض النظر عن حجم الأسرة (لاحظوا العدالة في التوزيع: نفس المبلغ لشخص في مقابل أسرة من 7 أفراد مثلاً)، لو فرضنا أن هذه الوزارة هي المعيل الوحيد لأسرة من 5 أفراد تريد أن تعيش على الخبز فقط، أعتقد أن الأسرة ستحتاج ثلاثة أكياس خبز يوميا بتكلفة 12 شيكل، 12 مضروب في 30 يوم في الشهر في 3 أشهر، المجموع 1080 شيكل، أي أن مبلغ 750 شيكل كل ثلاثة أشهر لا يكفي الأسرة لتعيش على الخبز فقط.
إليك عزيزي القارئ واحدة أخرى، تحتاج البنوك إلى 3 كفلاء لإعطاء عميل واحد قرض ما، وإذا تخلف العميل عن تسديد القرض يقوم البنك بسحب مبلغ السداد من حسابات الكفلاء، وبالتالي فان البنوك تحقق أرباحاً مضمونة في مجال القروض، وإذا غرق أحد العملاء في الديون يغرق معه ثلاثة كفلاء في سداد القرض مع الأخذ بعين الاعتبار محدودية الدخل لدى أغلب الكفلاء، وهذا نظام ربما فريد من نوعه في بلدان العالم، يبدو أن البنوك والمستثمرون فيها لا يعون أن المغامرة والمخاطرة بالخسارة هي أحد المبررات التي تستخدمها الرأسمالية في تبرير الأرباح الطائلة التي يجنيها المستثمرون، هذا إلى جانب الفردية في تحمل المسؤولية وهي ركيزة أخرى من ركائز الرأسمالية وأن "العقوبات الجماعية" سياسة احتلال، يبدو أن لدينا في فلسطين رأسمال لا يسعى إلى الحد الأدنى من المشروعية في جني الأرباح ودون رادع قانوني.
خلف الشعارات، شعارات فلسطين عربية وبناء الدولة والتحرر وما إلى ذلك، هناك واقع حول تضحيات الشعب الفلسطيني إلى حسابات في البنوك لفئة قليلة، وأدار الظهر للمهمشين ونحن الأغلبية الساحقة من المجتمع، ويطالبنا بالمزيد من الصبر والثبات ونكران الذات في سبيل ما يسمى بالمشروع الوطني أو ما تبقى منه، حالة تذكرني بالفاشية، وفي رأيي المتواضع أن حصة الفقراء في مال الأغنياء يجب أن تكون وستظل ركن أساسي من المشروع الوطني لكل من يقف لحظة صدق مع العدالة الاجتماعية.
الشعب داخلياً منهك بين مطرقة السلطة الفلسطينية وسندان الأصولية الإسلامية ناهيك عن الاستعمار الغربي الكولونيالي، كلاهما أي المطرقة وسندانها اليد اليمنى للأغنياء، ونحن عامة الشعب تركنا نهبا لذوي اليمين وأسياد ذوي اليمين!!



#محمد_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية أخلاقية ضد التطبيع مع إسرائيل
- بعيداعن التخوين
- شكل التعليم الفلسطيني -2-
- شكل التعليم الفلسطيني-1-
- مدخلة إلى العنصرية
- العنصرية والحرب على الارهاب
- أكذوبة اللوبي الصهيوني
- في منهاج العلوم الفلسطيني


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عودة الله - زواج الاغنياء بالسلطة