أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عودة الله - أكذوبة اللوبي الصهيوني














المزيد.....

أكذوبة اللوبي الصهيوني


محمد عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما يتردد في فضائيات العالم العربي الموجهة عن أن أمريكا تدعم إسرائيل بسبب اللوبي الصهيوني في أمريكا والذي يضغط في إتجاه دعم إسرائيل، مما يوحي بفكرة أن اليهود يسيطرون على السياسة في أمريكا وهذا ما نود دحضه في هذا المقال.
فكرة أن اليهود يسيطرون على السياسة في أمريكا هي فكرة منبعها دعاة التفوق الأبيض والنازيين الجدد الذين يصرخون بأعلى الصوت أن اليهود والسود إحتلوا واشنطن، وهؤلاء لا يشتهرون برجاحة العقل بقدر ما يشتهرون بالعنصرية والحقد العرقي الأعمى، اليهود في أمريكا أقلية ناجحة، هذا صحيح، ولكن هذا لا يعني أنهم يسيطرون على السياسة ولا يمكنهم فعل ذلك حتى لو فرضنا جدلا أنهم يسعون إليه، ولو كان بإمكان إسرائيل التحكم بالسياسة الأمريكية لأنجحوا المرشح الجمهوري ميت رومني والذي دعمه نتنياهو علنا ضد الرئيس أوباما، أو لأوقفوا المفاوضات النووية مع إيران، الحقيقة أن أغلب اليهود في أمريكا يصوتون للحزب الديموقراطي، بينما تجد أن أكثر المدافعين شراسة عن إسرائيل هم من الحزب الجمهوري من اليمين وأرباب شركات النفط والسلاح، السياسة في أمريكا تؤثر فيها اللوبيات وأضخم لوبي هو ليس اللوبي الصهيوني بل لوبي المجمع الصناعي والعسكري وهذا هو اللاعب الأغنى و الأكبر، إن الإستعمار الإمبريالي لوطننا العربي كان موجودا قبل وجود اللوبي الصهيوني بكثير وقبل ان يكون لليهود أي كلمة في الغرب حتى دفاعا عن بقائهم، والسؤال الذي يبقى هو لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟
إسرائيل هي رأس حربة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وظيفتها منع التنمية والتحرر من التبعية للغرب في العالم العربي تحت تهديد السلاح، لذلك حاربت عبد الناصر يوم أمم قناة السويس، إنها الراعي الذي يدخل البلدان العربية في حظيرة الطاعة الغربية، وهذا مهم جدا بالنسبة لأمريكا بسبب أهمية المنطقة القصوى بما تمتلكه من ثروات من النفط والغاز وغيرها من المصادر الإستراتيجية، أمريكا كإمبراطورية تدرك جيدا أن التحكم بالنفط يؤهلها للتحكم في العالم، ومفتاح هذا التحكم هو إسرائيل وقوتها العسكرية، وبينما تضمن إسرائيل تدفق النفط، تضمن كذلك منع التنمية و فتح أسواق العالم العربي للمنجات الغربية، وتضمن إخضاع العالم العربي للإملاءات الغربية، فمثلا قبل عامين تقريبا أرادت أمريكا زيادة إنتاج النفط لخفض أسعاره ضربا لروسيا وإيران وفنزويلا، فتلكأت السعودية في ذلك، عندها قام نتنياهو بتهديد السعودية بالمطالبة بالتعويضات عن يهود خيبر (تخيلوا!)، في اليوم التالي قررت السعودية رفع الإنتاج، هذا مثال يوضح بعض ملامح دور إسرائيل، ناهيك عن دورها في إثارة مفهوم الحرب الدينية في المنطقة والتي يسعى الغرب الإمبريالي لإشعالها في الشرق الأوسط، هذ بالإضافة للترويج للإسلام السياسي الأصولي والدولة الدينية التي ما فتأت إسرائيل تطالب بها بمباركة أمريكية، والسؤال التالي لماذا هذه الدعاية أن اليهود يتحكمون بالسياسة الأمريكية والغربية عموما؟
هذه الدعاية يروج لها الغرب الإمبريالي وأدواته في المنطقة لأنها مفيدة جدا له، فهي تفاقم حالة العداء بين اليهود والعرب مما يسهم في إطالة أمد الصراع وتأجيجه و يحافظ على الدور البلطجي الذي تلعبه إسرائيل في المنطقة بإعتبار أن هذا الدور هو خيار إسرائيل الوحيد، السلام والإستقرار في المنطقة كانا في الماضي مصلحة للغرب أيام الحرب الباردة، يوم كان خيار الإنضمام للمعسكر السوفييتي مفتوحا أمام العرب، ولكن وعلى عكس ما تظن القيادات العربية ليس الآن، فالخيار أصبح إما الخضوع للغرب أو داعش والتي تسهم التبعية ذاتها في خلق الظروف المواتية لها، المسألة الثانية أن العرب عندما يتبنون منطق النازيين الجدد يبدون مثلهم عنصريين حاقدين أمام الرأي العام الغربي، وهذا يسقط جميع مقولاتهم الأخرى ضد إسرائيل حتى لو كانت صحيحة، وبالتالي يساهم ذلك في فشل العرب والفلسطينيون خصوصا في إستقطاب قطاعات واسعة من الرأي العام الغربي بتبنيهم لرواية النازيين الجدد، لا عجب أن إسرائيل تعشق هذه الرواية، أما السبب الثالث وهو الأهم في رأيي، فهو أن العقلية الأمريكية دائما تعمل بخطتين ا و ب أي خطة الإنسحاب، المخطط الأول هو تفتيت المنطقة العربية إلى دويلات طائفية ومذهبية وقبلية متنازعة أكبرها قطرليسهل السيطرة عليها، والخطة ب في حال فشلت الخطة ا هي تحميل مسؤلية كل ما فعلته و تفعله أمريكا في المنطقة لإسرائيل، ومن ثم التضحية بالعلاقة معها، فيتم تصوير الغرب الإمبريالي على أنه المارد قوي العضلات طيب القلب الذي يتحكم به شخص خبيث هو اليهودي أو إسرائيل، وكل ما يمكننا أن نفعله هو أن نتمنى أن يعود المارد إلى رشده! وفي الواقع أن القصة معكوسة هي أقرب إلى الصواب.
إن إنتشار هذه الفكرة في العالم العربي والإسلامي يؤشر مدى إنكشافنا للغرب الإمبريالي الذي بات لا يتحكم فقط بما نأكل ونلبس وماذا نصنع وماذا نزرع، بل أيضا بماذا نفكر وماذا نقول.



#محمد_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في منهاج العلوم الفلسطيني


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عودة الله - أكذوبة اللوبي الصهيوني