أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عودة الله - شكل التعليم الفلسطيني -2-














المزيد.....

شكل التعليم الفلسطيني -2-


محمد عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 5487 - 2017 / 4 / 10 - 13:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شكل التعليم الفلسطيني -2-
هذا المقال تتمة للمقال السابق والذي طرح بعض الإشكالات في شكل التعليم الفلسطيني، ناقش المقال السابق أشكال ترسيخ السلطة والعنف والإفتقار إلى القيم الإنسانية الكونية في التعليم، وسيتم التطرق هنا إلى إشكالات أخرى وربما أكثر خطورة.
يتم التركيز في المدارس على أهمية الإلتزام بالزي المدرسي الموحد، وترى هذه المرسة العالمية أن الزي الموحد يسهم في غرس قيم العدل والمساواة والتضامن بين الطلاب، بينما ترى مدرسة أخرى في حرية إختيار الزي شكل من أشكال الفردانية وحرية التعبير، إذ أن كل فرد هو فريد بذاته ولا يوجد من يشبهه في العالم وبالتالي له الحق في إختيار ما يرتديه وفي التعبير عن ذاته، وهنا لا يوجد صواب أو خطأ في هذه الخيارات، ولكن يوجد أولويات تعتمد على فلسفة التعليم وعلى قيمه المركزية، ومن وجهة نظري أن مجتمع لا يؤمن في بناء الفرد وفي حريته في التعبير لن يبقى لديه مجتمع ولا أفراد يدافعون عن المساواة والعدل، كما أن من الواضح للعيان أن قيم المساواة والعدل لا يتم مراعاتها في كثير من النواحي الأخرى في التعامل مع الطالب، والطالب يمكن أن يتميز بنوع الحذاء أو نوع الهاتف الذكي أو في المصروف اليومي الذي ينفقه في المدرسة وعلى مرأى من أقرانه وحتى في نوع المدرسة التي يرتادها (حكومية أم خاصة)، ويمكن القول بشكل عام أن العدل والمساواة ليست من القيم المركزية للسلطة الفلسطينية، وإذا كان هنالك من يجادل بعكس ذلك، فاليتفضل وليشرح لنا على أي مستوى من الحياة العامة تراعي السلطة قيم العدل والمساواة، وجدير بالذكر أن مدارس الإناث تبدو لي أكثر إلتزاما من مدارس الذكور في التقيد بإرتداء الزي المدرسي الموحد ومن الصفوف الأولى. والسؤال هنا لماذا؟
القضية الأخرى هي فصل أغلب المدارس بين الذكور والإناث، إن قضية الفصل خرق صارخ لقيم العدل والمساواة، إذ كيف يمكن أن تضمن أن يكون هناك إنصاف بين الجنسين بينما المدارس منفصلة، وبإستثناء دولة العزل العنصري إسرائيل فإن مقولة "منفصل ولكن متساوي" قد سقطت منذ قديم، هذا ناهيك عن أن فصل المدرسة يساهم في تغذية الجهل بالجنس الآخر، وفي بيئة الجهل يترعرع الخوف والإنحرافات والتشييء والشيطنة، لا غنى لجنس عن الآخر فليتعلم أبائنا وبناتنا سويا، شخصيا تعلمت في مدرسة مختلطة وأتمنى أن تتعلم إبنتي في مدرسة مختلطة، وأعتقد أن المدارس المختلطة تساهم في بناء توقعات وتصورات واقعية عن الذات والجنس الآخر، إن حالة الإحتكاك اليومي هذه تنزع المصداقية عن تصور الذكر على أنه رجل خارق (سوبرمان) وعلى أن الأنثى لا أحد أو حتى لا شيء، الخيار لنا في أن نربي أجيالنا على الجهل والخوف أو على الوعي والصدق والإحترام والواقعية.
القضية الثالثة هي مسألة القياس في التعليم وهي مسألة في أفضل حالاتها شائكة، فهناك مهارات في التعليم غاية في الأهمية يصعب قياسها كميا كالفهم والإستيعاب والتحليل والتركيب والنقد، وهذه مهارات تفوق أهمية مهارة الحفظ والتلقين والتي يتم قياسها، وعلينا أيضا أن نحرر الطالب من الكثير من القياس، ومن عبء إثبات نفسه أمام النظام التعليمي ومن ثم النظام السياسي، لأن ذلك ينطوي على فقدان الطالب بثقته بنفسه وبقدرته على التعلم ويدفعه إلى التسيب والغش كشكل إنتهازي في مواجهة نظام تعليمي يسحق روح الطالب، وأعتقد جازما أن لدى طلابنا من الذكاء والطاقات والمواهب ما لا تعكسه الشهادات المدرسية وما يفشل نظامنا التعليمي في إكتشافه وصقله والوصول به إلى حيز التعبير والإبداع.
القضية الأخيرة هي تعليم اللغات الغربية في المدارس، أنا لست ضد تعليم لغات الأعداء في المدارس وحتى اللغة العبرية على قاعدة إعرف عدوك، ولكن ما يتم هو تعليم تلك اللغات دون وضعها في إطار أنها ليست صديقة، فبريطانيا التي تحتفل بوعد بلفور ليست دولة صديقة، وأمريكا الراعي الرسمي لإسرائيل ليست دولة صديقة، وفرنسا التي منحت إسرائيل التكنولوجيا النووية ليست دولة صديقة، وألمانيا التي تتبرع لإسرائيل بالغواصات ليست دولة صديقة، هؤلاء هم الأعداء، وهذه دول لا تدعي أصلا أنها صديقة للشعب الفلسطيني، وتدريس لغاتها على أنها لغات دول صديقة يرقى إلى خيانة الذات، ,إذا كنا نبحث عن دول صديقة فأولى بنا أن ندرس اللغتين الصينية والروسية لأنها شعوب عريقة وطالما دعمت الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، إن تدريس لغات الإستعمار الغربي في مدارسنا كما كتب الشهيد مهدي عامل إنما يتم لإستدخال الدونية والتبعية للغرب وليس بغرض تعليمي اصلا، فبعد سنين طويلة يتخرج الطالب من المدرسة وهو لا يستطيع التحدث بتلك اللغة الغربية وكأنها لغة معجزة، مع أن الطالب يمكنه أن يتعلمها خلال مدة عام على الأكثر في دولها، فأولى بالقيادة التي تعد للهرب إلى الغرب عند غرق الوطن أن تبتعث أبنائها إلى الدول الغربية، أما نحن فنريد أن نتعلم من هو العدو ومن هو الصديق قبل أن نتعلم حرف (A).
هذه بعض إشكاليات شكل التعليم الفلسطيني، ولا أدعي أنني أملك الحلول السحرية هنا لواقع متخلف يسعى إلى إعادة إنتاج نفسه في لا دولة شمولية، وأعتقد أن رأيي صواب يحتمل الخطأ، وأرى أن فتح نقاش حول آليات التعليم وإشكالاته أهم بكثير من أن نقول بأن التعليم فلسطيني لأن ذلك ليس أكثر من شعار.
* شكر خاص للصديق شادي جابر على النقاشات التي اثرت الموضوع.



#محمد_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكل التعليم الفلسطيني-1-
- مدخلة إلى العنصرية
- العنصرية والحرب على الارهاب
- أكذوبة اللوبي الصهيوني
- في منهاج العلوم الفلسطيني


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عودة الله - شكل التعليم الفلسطيني -2-