أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح شوان - هل الله الا تصورنا عنه؟













المزيد.....

هل الله الا تصورنا عنه؟


صلاح شوان

الحوار المتمدن-العدد: 6133 - 2019 / 2 / 2 - 18:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل عرف احد منا بوجود اي شئ كان موجودا قبل وجوده هو!؟!
قبل وجودنا نحن الاحياء الحاليين كانت الدنيا ومافيها موجودة، لكن هل كان لاحدنا علم بها قبل ان يولد؟ (او لنقل قبل ان يتكون له السمع؟! لان الجنين يسمع الاصوات قبل ولادته، ويقول العلم انه يتعرف على صوت امه)، لكنه بالتأكيد لم يكن له اي علم بلون عينيها او شعرها او بالبيت الذي يعيش فيه ولا بالمدينة او الدولة او العالم او الكون ...الخ.
اذن المعرفة مرتبطة بالوجود المادي لاي شخص منا، ولا وجودبالنسبة إليه لاي شئ خارج وجوده المادي هو، وبذلك تكون المعرفة هي معرفة بشرية، وان وجدت معرفة غير بشرية فلا يعرف بها البشر.
اذ لا يمكن للبشر معرفة ما يعرفه الحجر (ان كانت الاحجار تعرف شيئاً).
لكن ثمة قائل يقول:
الحيوانات تعرف اصحابها.
رغم ان معرفة الحيوان بصاحبه أوعدوه أو صديقه مرتبطة بوجوده المادي هو، إلا اننا لانعرف ذلك الا بوجودنا نحن، فمثلا لايعرف احد غريب ان الكلب الابلق الذي رآه يركض على شاطئ البحر يعرف صاحبه ام لا، ولا يعرف ان كان اصلا له صاحب ام لا، اذن ان تلك المعارف مرتبطة بمعرفة كل شخص، وكدلك كل معرفة مرتبطة بكل شخص، ولا احد يعرف ما يعرفه الاخر ان لم يبُح به صاحب المعرفة هو نفسه بالكلام او الكتابة او بأي وسيلة اخرى.
انا لا اعرف ما كان يعرفه ستيفن هوكينز اكثر مما قاله هو، ولا انت ايها القارئ الكريم تعرف ما اعرفه انا اكثر مما كتبته او قلته او صورته ...الخ.
وعدم المعرفة بأي شئ تعني انعدام وجوده بالنسبة له هو، حتى لو كان ذلك الشئ موجودا خارج وجوده هو، اي موجودا عند غيره او موجودا دون علم احد به خارج وجود العقل الانساني.
بل لا وجولاي شئ بالنسبة الى اي الشخص خارج وجوده هو.
لم تذكر الكتب القطب الشمالي او الحنوبي اوامريكا او استراليا قبل اكتشافها من قبل الرحالة، ولا جاءت ذكرها حتى في الكتب التي تسمى بالسماوية!
هل كانت السماء تعرف بوجود تلك المناطق الجغرافية رغم بساطة معرفتها بالنسسبة لنا اليوم؟!
هل كان لكائن ما المعرفة بالطماطة :( مثلا قبل بضعة قرون؟ ولا داعي للتساؤل عن السيارة والطائرة والهاتف المحمول والكومبيوتر والخ الخ قبل اختراعها؟
من هذه التوطئة ندخل الى وجود اكثر الاشياء مدعاةً للتفكير، واكثر الاشياء مدعاة للاختلاف:، هو: الله او الخالق، او صانع الكون.
هل كان موجودا قبل وجود الانسان؟
كيف نعرف انه كان موجودا قبل ان نوجد نحن البشر؟
االجواب بسيط: نعرف بوجوده ما قبل وجودنا كما نعرف بوحود الديناصورات او الانفجار العظيم او…
هذا الجواب ساذج وخاطئ.
لاننا عرفنا بوجود الديناصورات بسبب ما بقي منها ماديا.
وعرفنا بالانفجار العظيم بعلم الفيزياء التي هي علم مادي.
فكيف نعرف بشئ غير مادي ونحن لا وجود لنا خارج المادة، ولا معرفة عندنا بدون وجودنا المادي، لا قبل وجودنا المادي، ولا بعد وجودنا المادي.
تقول الاديان بالعقل!
وما هو العقل؟
العقل مجرد كلمة للدلالة على محموعة عمليات يقوم بها المخ.
والمخ هو الاخر مادة رخوة قابلة للتلف، تبدأ بالتكون وتكبر وتتطور بمرور الزمن ثم تهرم وتتلف وتنتهي…
وبانتهاتها يندثر كل ما كان فيه وبه وعن طريقه.
تقول الاديان المسماة بالسماوية ان الرسل والانبياء اعلمونا بوجود خالق اتصل بهم وعرًف عن نفسه لهم، عدا بعض المسيحيين الذين يقولون بتجسد الله في جسد رجل اسمه يسوع، وهو عرًفنا بنفسه.
ليس لاي انسان ان يكذًب او يصدًق احدا دون دليل، لكن احدا منهم لم يقدم لنا دليلا اكثر من صاحب نظرية الانفجار العظيم، او نظرية التطور الدارويني، او نظرية فثاغورس الهندسية… الخ.
لذلك لكل شخص منا ان يصدق او لا يصدق أيٍ من تلك النظريات السماوية منها والارضية، وكل حسب فهمه وادراكه وعلمه.
رغم ان النظريات الارضية العلمية يمكن تجربتها والاضافة عليها وابطالها او تأكيدها اكثر فاكثر بمرور الزمن، بعكس النظريات الدينية السماوية التي اخبرتنا بها الكتب القديمة وبالطرق والاثباتات القديمة المستندة الى الفهم والادراك والعلوم القديمة، التي لا تتيح لنا اعادة تجربتها لنصدقها.
اذن كيف نستطيع التأكد من ان الله ارسل القرآن بواسطة الحبريل الى محمد؟
انظر رأي الشيخ المفكر احمد القبانجي:
أحمد القبانجي جبرائيل كاذب والقران هو أحد أكاذيبه !!
https://www.youtube.com/watch?v=3q6mqBP3rE4
او كيف نتأكد ان يسوع احيا ميتا؟! او اشفى اعمى؟!
او كيف نتأكد ان الله سلم بنفسه وصاياه مكتوبة على احدى الالواح المسروقة من (الالواح السومرية ـ ربما المسروقة) الى موسى؟!
ليس لنا ذلك الا قدر ما لنا ان نتأكد من ان كبير آلهة الاغريق زيوس عاقب بروميثيوس الاله الاصغر بشد وثاقه الى جبل اولومب، لينهش الصقور والنسور والعقبان كبده مدى الدهر عقابا له على سرقته النار للبشر ليستنيروا بها.
رب احدكم سيهزأ بهذه التخريجة، لكنني كاصول زرادشتية اؤمن بان النار التي سرقها بروميثيوس انقذت اجدادي من الموت بردا وانارت الطريق امامهم لمعرفة إلە النور پرومیثوس(الشيطان في الاديان الابراهيمية)، وإله الشر زيوس(الله في الاديان الابراهيمية)! وانا موجود بسبب ذلك!
واسمح لي ايها المؤمن بأحد الاديان ان اقول: انني ايضا استهزئ بما تعتقده ان خالقا استطاع ان يخلق الكون بمليارات الانجم والكواكب والمجرات وغيرها، ثم خلق الانسان من تراب الارض، الكوكب الذي لا يمكن رؤيته في الكون الا الميكروسكوب او النانوسكوب او الكونتوسكوب، واتساءل لماذا الارض بالذات؟ ولماذا خلقه بهذا الحجم الصغيرجدا جدا حدا… بالنسبة الى الكون؟
فحجم الانسان مقارنة بالكون اصغر بمليارات المرات من حجم الميكروب بالمقارنة مع الكرة الارضية!!!
ولا داعي لتذكير بالحقيقة العلمية: لاشئ يخلق او يصنع من لاِشئ.
الجواب لايمكن الا ان يكون ذلك الخالق المزعوم هو ايضا مرتبط بالارض، مثل الانسان الذي لم يكن يعرف غير الارض مكانا للوجود.
ولذلك يجب ان يكون الانسان على صورة الله!
كيف يمكن تشبيه هذا الصغير الاصغر بذلك الكبير الاكبر؟
أليس هذا المعتقد يؤدي بنا الى استنتاج العكس الذي يمكن ان يكون هو الاصح؟
اي ان الانسان خلق الله على صورته مكبرة الى ما لانهاية!
لكن ليس صنعا ماديا، بل صنعا خياليا.
بالنسبة لي هذا قابل للتصديق اكثر من ذلك.
ومن الدلائل البسيطة جدا على ذلك؛ ان الشعوب المختلفة صنعت آلهتها باشكال ومواصفات مختلفة منسنبطة من ثقافاتها ومستوياتها العقلية والعلمية وغيرها، رغم ان الخالق يفترض ان يكون شخصا او كائنا او شيئا واحدا.
فمثلا: يقول كاتب القرآن ناكرا المعتقد المسيحي كيف يمشي الله على الارض يأكل ويـ….؟!
ناسيا انه هو يسبي على الله كل صفاته البشرية: الحب والكره، والغضب والحزن والفرح، والرحمة والشدة والجبروت والانتقام، وما الى ذلك من اسماء الله الحسنى!؟ اضافة الى اتخاذه الاعضاء البشرية او الحيوانية مثل: الوجه والعين والساق واليد وربما حتى اعضاء اخرى لم يتحدث عنها خجلا او حياءً… (:
وكان معظم الاديان وماتزال تصنع تماثيل لخالقيها على شكل انسان والتي تسمى اوثانا، وتلك هي نفسها تحولت الى خيالات او تصورات غير مجسدة، اي عادت الى ماقبل صنعها من الحجر او الخشب او غيرها في الادان الابراهيمية.
كانت الاوثان الالهة متعددة ولها اختصاصات مختلفة، ثم عادة في الاديان الابراهيمية الى إلآه واحد، وهي خطوة الى الوراء بحسب التطور الاجتماعي والعلمي للانسان، لان التطور العقلي ادت الى التعدد والتخصص في كل مجالات الحياة، وحصركل الاختلافات في شئ واحد، او حصر كل العلوم او السلطات او غيرها في شخص واحد، طريقة بدائية ولا تنسجم مع تنوع الكون والحياة، وبذلك تكون الاديان الابراهيمية عودة الى الاقدم المتخلف، وليس الى الاحدث المتطور.
وفي هذه العودة تكمن معظم الاشكالات العقائدية والاجتماعية في الاديان الابراهيمية.
لم تكن الاديان قبل الابراهيمية بحاجة الى فرضها بقوة الانسان الجسدية على الغير، افرادا او جماعات، بسبب تعدديتها وتنوعها وحتى سماحتها، مثلما سنتها اخر الاديان الاسلام، حتى الحروب المسيحية لم تظهر الا بعد ظهور الاسلام وانحرافه الى الفرض والعنف والقهر والغزو والخ الخ.
وهذا الانحراف العقائدي اخطر ما اصاب الانسان في كل مراحل تطوره العقلي والفكري، واحد اكثر المعوقات امام استمراره في التطور والتقدم، ومن حسن حظ البشرية لم ينجح الاسلام في السيطرة على كل البشرية كما جاءت في ايدولوجته، وإلا لتوقفت البشرية في التقدم وتجاوز القرن السادس الميلادي الى الابد.
واخر ما اقوله: اذا كان ثمة وجود لكائن مطلق خلق الكون والبشر عاقل ومقتدر؛ فلماذا يترك اهم مخلوقاته يتصارعون على اثبات وجوده كل حسب معتقده، ولا يبادر الى اثبات نفسه بطريقة عصرية بسيطة مثل الظهور في كل تلفيزيونات العالم في وقت واحد والاعلان عن نفسه، ويكف المتصارعون شر صراعاتهم وهم يصربون الاخماس بالاسداس دون جدوى؟
أليست الاشياء غير العاقلة بحاجة الى الاثبات بالادلة العقلية والعلمية؟ مثل مكونات الماء والهواء والانجم؟
فاذا كان الخالق شبيها بتلك الاشياء المادية، فليس لدينا حتى اليوم غير نظرية الانفجار العظيم، ولم يتوصل العلم الى اي اثر لخالق او مفجر لها, مثلما تتوصل الشرطة الى التعرف عل هوية المفجر الارهابي الاسلامي.
للمزيد انظر الى اللخماس والاسداس وقرر بنفسك:
https://youtu.be/OO3MME1Uh_I
https://www.youtube.com/watch?v=Ex4wq11Mx5I
https://www.youtube.com/results?search_query=%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87



#صلاح_شوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبودية في الاسلام
- المساواة في ميزان الانسان والاديان
- قلة الادب الاسلامي
- نعم للوحدة الوطنية... الكردستانية!؟!
- عن علمانية الحوار المتمدن وفيسبوك العلمانية
- شعب غبي = قادة نصابون... شعب عاقل = قادة مخلصون
- هل كان النبي يأكل لحم الخنزير؟
- الاسلام والديقراطية باختصار شديد
- حوار الاديان حوار الطرشان؟ ام حوار متحضر؟


المزيد.....




- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح شوان - هل الله الا تصورنا عنه؟