أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان الشمس - الخروج من مظلة الحزب الشيوعي العراقي














المزيد.....

الخروج من مظلة الحزب الشيوعي العراقي


سلمان الشمس

الحوار المتمدن-العدد: 6126 - 2019 / 1 / 26 - 21:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخروج من مظلة الحزب الشيوعي العراقي

ما ان تطرح فكرة بها القليل من المعرفة والدراية ، أو تدندن مع نفسك لحنا لكوكب حمزة أو طالب القره غولي او تحمل كتابا .....حتى يسألك الناس هل أنت شيوعي ؟

هكذا وسم المثقف بهذا الوسم ، أراد أو لم يرد ، ألصقت به هذه الصفة وكأن المطلوب منه ان يتحمل وزر أخطاء حركة سياسية على مدى قرن كامل بدءا من تجربة الجبهة الوطنية الفاشلة الى التحالف الشعاراتي سائرون ، بل المطلوب من المثقف ان يدافع عن هذه الأخطاء وان يبررها للناس.

كيف لك ان تقنع الناس انك ممكن ان تكون ماركسيا وليس شيوعيا منتميا ؟ كيف لك ان تقنعهم انك شخص علماني وليس بالضرورة شيوعي؟
هل كان الحزب حزبا ديمقراطيا ام حزبا مؤدلجا ؟هل كان الحزب الشيوعي ماركسيا في يوم من الأيام ؟ هل نجح الحزب باستخدام المنهج الماركسي في تفسير الواقع المحلي ووضع التصورات والحلول المناسبة ؟ أم كانوا مجرد حفظة نصوص يسعون الى تفصيل الواقع على أساس النصوص الماركسية دون إدراك ووعي لخصوصية المجتمع وثقافته وتقاليده الدينية.

لقد فشل الحزب في تجديد حيويته وتكيف فكره وخطابه ومنهجه السياسي وفق المنهج الماركسي وبما يتلاءم مع الواقع وتطور الحياة ، وعوضا عن طرح نفسه كبديل سياسي ممكن ،واستغلال الفراغ الثقافي الناشئ عن نقمة الناس على الإسلام السياسي ، واخذ الدور القيادي لحركة ثقافية تنويرية ،عوضا عن كل هذا راح يختبئ خلف حركة دينية مستجديا المقاعد من حركة يتمتع قادتها وصاحبها بكل امتيازات الطبقة السياسية الحاكمة من عقود ومقاولات وسيارات ....

ماركس الفيلسوف قدم منهجا حيا متجددا يؤمن بقانون التطور والنمو المستمر ، من خلاله يمكن النظر وتفسير وقائع العالم وقد اثبت العلم يوما بعد يوم صحة هذا المنهج ، وأثبتت الفلسفة الماركسية إنها فلسفة حية يزداد عليها الطلب كلما عصفت الأزمات بالنظام الرأسمالي رغم المحاولات التي تصور انهيار الاتحاد السوفيتي انهيارا للماركسية وكأن انهيار بناية دليل على فشل علم الهندسة، لم يدعو ماركس الى الصنمية والجمود والقوالب الجاهزة ، تمسك الشيوعيون بهذه القوالب ومحاولة لي الواقع ليتلاءم مع النظرية هو الذي دفع ماركس الى القول أنا لست ماركسيا.

السمة الأخرى لسلوك الحزب هو تقديس الدولة والإصرار الواضح على ضرورة ملكيتها للمشاريع الاقتصادية والحنين الى سياسة التأميم من خلال شعاراته المرفوعة تارة وتارة من خلال اعتراضه على أي إجراء باتجاه الخصخصة ، الأمر الذي يمثل جهل تام بحركة السوق ، فهل يستطيع معمل نسيج الكوت أو كهرباء ديالى أو غيره ان ينافس المنتجات الصينية من حيث النوعية والكلفة؟ ان ملكية الدولة لوسائل الإنتاج لن تولد غير الفساد والتخلف والبطالة المقنعة وانعدام الكفاءة وعلى الحزب ان يؤيد الخصخصة المدروسة والخاضعة لقوانين رقابية صارمة فهي الكفيلة بإدخال البلد بحركة اقتصادية لزيادة الإنتاج وتطوير المعارف والتقنيات لان المنهج الماركسي نفسه يقوم على ان الوصول إلى مجتمع أكثر عدالة لا يمكن ان يتحقق إلا عبر تطوير التكنولوجيا وزيادة الثروة المنتجة لكي يتمكن البشر من إشباع حاجاتهم ،الخصخصة قادمة شئنا أم أبينا ودور المثقف سيكون الوقوف مع الشعب لتقليل وتلطيف حدتها من خلال المطالبة بتقليل ساعات العمل وتوفير الضمان الاجتماعي وتوفير فرص العمل وغيرها....


لقد لعب الحزب دورا مميزا بنشر الثقافة وطبع بطابعة ووضع لمساته على مختلف أشكال البنى الثقافية من شعر ورسم وموسيقى...غير ان دخول القوات الأمريكية الى بغداد كان إيذانا بنهاية مشروع ثقافي كامل بكل سماته الشيوعية والقومية والدينية ...ومحاولة بقاء هذه الأحزاب كأحزاب قيادية ومعبرة عن هموم الناس هي محاولة أشبه بإلباس العجوز فستان الزفاف.

ومع جل اعتزازنا وتقديرنا لنضال الحزب وتضحياته إلا إننا نرى انه على المثقف ان يغادر مظلة الحزب الشيوعي ، يغادر أنماطه الثقافية السائدة ، وان يسعى لبلورة مشروع تنويري معرفي ، من خلال إنشاء تجمعاته الخاصة ، فنحن نعيش بمجتمع مرتد الى القرون الوسطى مجتمع يشيع فيه الجهل والخرافة والسحر والشعوذة والطمع مجتمع بحاجة الى إعادة شرح لنظريات نيوتن وغاليلو وكيفية إثبات كروية الأرض وليس الى الانطباعية والسريالية والتفكيكية.




#سلمان_الشمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية التطور 2-2
- نظرية التطور.... 1-2
- نظرية التطور.... 1-2
- التفكير المستقيم والتفكير الاعوج 2-2
- التفكير المستقيم والتفكير الاعوج 1-2
- مهرجان القتل والسحل في العراق(3-3)
- مهرجان القتل والسحل في العراق(1-3)
- هل تذهب مظاهرات واحتجاجات العراقيين الى العنفظ
- الوقاحة القومجية
- الشخصية العراقية بين أغنية البرتقالة وذبح الرهائن
- العقيدة المؤمنة والسلوك الزنديق
- حتى لا نخرج من التاريخ
- أزمة المثقف العراقي


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان الشمس - الخروج من مظلة الحزب الشيوعي العراقي