|
الوقاحة القومجية
سلمان الشمس
الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 12:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوقاحة القومجية حين يعجزالمرء فأنه يدعي ما لا يملك ، ويجود بما لا تملك يداه ، وهذا في أحد الدروب يقود الى الخزي لأن هذا الادعاء الباطل هو نوع من اللعب والحراك في عالم أكبر من امكانياتنا ، تماما كترك لاعب من نادي الكوت مثلا للعب مع منتخب البرازيل ........... وحين لا يجئ الإنتصار فأخلق لنفسك أنتصارا باقامة الاحتفالات والكرنفالات ، وحين لا يصفق لك أحد صفق أنت لنفسك ولكن ستظل هذه كذبة ، أضحوكة ، حفلة كذب كبيرة ، أنت تكذب ، وأنا أكذب ، وكلانا يدرك أننا نكذب .... نسيج من لعبة الكذب يعم المجتمع بالكامل ...................... وهذا ما حدث أثناء أنسحاب القوات السورية من لبنان . الكل يعرف تحت أي ظرف وضغط تم الانسحاب..... علاما الاحتفال اذا؟ واذا رقصنا اليوم وزغردنا لانسحابنا فما عسانا فاعلين غدا لو حررنا الأرض ؟ ما معنى أن تلمع الشارات والرتب العسكرية وتقلد الأوسمة وانت تتعجل سحب قواتك مذعورا ؟ ما معنى أن يرفع ياسر عرفات ( رحمه الله ) شارة النصر وهو محاصر في غرفة من بضع أمتار ؟ كيف لك أن ترمي اسرائيل في البحر ومن ثم تترك سيناء خلفك................. يشير أحد التقارير والتي نشرتها مجلة دراسات عربية الصادرة عن دار الوحدة الى حقائق مذهلة عن النجاح الاسرائيلي نقتطف منه ....................... بلغ الناتج الاجمالي المحلي لاسرائيل في عام 1997 ما مجموعه 98 مليار دولار أي حوالي عشرين بالمائة من الناتج الأجمالي للوطن العربي بأسره . وبلغت صادرتها 21,6 مليار دولار ثلثها كان في السلع المعدنية والآلات والالكترونيات..... ومنذ بدء عملية سلام اوسلو ارتفع الاستثمار الأجنبي في اسرائيل من 900 مليون دولار عام 1994 الى 3,7 مليار عام 1997 ...... اذا اتبعنا قاعدة المعدل الى الفرد الواحد نجد ان الناتج العلمي الاسرائيلي أكبر خمسين مرة من انتاج الوطن العربي وانتاج اسرائيل من المنشورات العلمية أكثر من ضعفي انتاج الوطن العربي بأسره . واذا استمر الحال على ما هو عليه سيواجه الوطن العربي ما بين الأعوام 2030و2045 اسرائيل ؛ - قادرة على الحاق الهزيمة بالجيوش العربية مجتمعة وابادة كافة المدن العربية التي يفوق عدد سكانها 250 ألف نسمة بالأسلحة النووية. - قادرة على التفوق في مجال النشر عللى العالم العربي بمعدل الضعف أو أكثر - قادرة على مساواة انتاجها الأقتصادي بانتاج الوطن العربي كله................. في الجانب الأخر ، لا زالت العقلية العربية عقلية احتفالية ، كرنفالية ، تعوض عن عجزها بالصراخ والعويل والتهديد والوعيد........... ولانها عاجزة على قراءة الواقع والتفاعل معه بشكل موضوعي نراها تضع نفسها بمواقف مخزية ومعيبة .............. يتجلى هذا العجز واضحا بعدم قدرة العقلية العربية على استغلال وتطوير امكانياتها الفكرية والمادية ............. فالنخلة ، شجرة الصحراء الأزلية ، ما زالت على حالها لا طالت ولا قصرت ولا طورت ......... والجمل على حاله لم يتحول الى مصدر للوبر واللحم والحليب ، حاله حال البقرة الهولندية............ الشمس ما زالت تحرق العرب منذ عصر جدهم ابراهيم ولم تصبح بردا وسلاما أو مصدرا للطاقة ، انها معركة يخسرها العرب كل يوم منذ أنتصار الكوكا كولا على العرق سوس وحتى اليوم على حد قول السيد صادق النيهوم........ ما نحتاجه قليلا من الواقعية ،كثير من الحياء ، لك أن تحدثني ساعات وليال عن الكهرباء ، ولكني لست مضطرا لتصديقك حتى تنير الكهرباء المصباح ، عندئذ فقط تصبح الكهرباء حقيقة ، حقيقة بما تركته من أثر واضح على الحياة ............ كذلك لست مضطرا لتصديق الشعارات القومجية طالما هي شعارات لا تتعدى الحدود العاطفية الضيقة ...... ليس هناك شعب عربي بل عدة شعوب مختلفة في ثقافتها وعاداتها وموسيقاها ..... العراق وبلاد الشام أقرب ثقافيا وحضاريا الى تركيا وايران وليس الى موريتانيا أو السودان .... والعراقي العربي أقرب الى العراقي الكردي تجمعهم النكتة والرقصة والموسيقى وكلاهما بعيدين جدا عن المغربي ثقافيا وحضاريا......... حين قام جمال عبدالناصر بأنقلابه لم يكن يعرف الا القليل عن العرب ولم يصبح زعيما عربيا الا بعد دخول كلمة عرب القاموس السياسي لشعوب المنطقة..... لم تكن لديه سوى شكوك ، فقد بقي العراقييون في نظره متوحشين ، وبيروت ناد ليلي مترامي الأطراف والسوريون مخادعين والسعوديون...... ...... وفي كل أزمة كان أكثر تعصبا لمصريته، يضع المصلحة المصرية فوق غيرها معتبرا مصالح العرب كلهم تبعا لمصالح مصر......... لا يمكنك أن تربح المباراة دون أن تكون لاعبا ضمن الفريق ........... ليتنا كنا يوما جزءا من اللعبة وقدمنا للعالم اكتشافا أو أختراعا ، كبسولة دواء ، فرشة أسنان ، أي شيء ...... عوضا عن التهافت على ركوب سياراتهم واقتناء حاسباتهم والطمع بمساعدتهم وبنفس الوقت لعنهم يوميا عبر اقمارهم الصناعية وانترنيتهم.......... سلمان الشمس بغـــــــــــــــــــــــــداد
#سلمان_الشمس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشخصية العراقية بين أغنية البرتقالة وذبح الرهائن
-
العقيدة المؤمنة والسلوك الزنديق
-
حتى لا نخرج من التاريخ
-
أزمة المثقف العراقي
المزيد.....
-
روسيا والصين تتبادلان وجهات النظر بشأن الدفاع الصاروخي
-
بيسكوف: الهدنة ليست هدفنا بل نسعى إلى سلام شامل بعد تلبية شر
...
-
البيت الأبيض يصدر استراتيجية لمواجهة كراهية المسلمين والعرب
...
-
أمام وقف إطلاق نار هش.. لبنان يواجه تحديات إعادة الإعمار
-
وزير العدل اللبناني: هناك 725 معتقلا لبنانيا في السجون السور
...
-
بيدرسن يتوجه إلى دمشق في -أقرب وقت ممكن-
-
الكرملين: تصريح ترامب ينسجم مع رؤيتنا لأسباب التصعيد في أوكر
...
-
مصر تحذر اسرائيل من الغطرسة
-
محافظة مصرية تتعرض لهزة أرضية
-
صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع إلى
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|