أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل يحوّل الإهمال مآسي البصرة الى قضية دولية ؟















المزيد.....

هل يحوّل الإهمال مآسي البصرة الى قضية دولية ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 23:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد ان عانت البصرة الكثير في سنوات الحرب العراقية ـ الايرانية، حرب الخليج الثانية، الهجوم الدموي لصدام بسبب انتفاضة ربيع 1991 التي انطلقت شعلتها منها و عمّت البلاد، ثم بسبب الاحتلال الاميركي، الارهاب الاسلاموي سواءً من القاعدة او من الميليشيات الشيعية الإيرانية و التابعة لإيران، بسبب مقتل الآلاف من ابنائها و عوائلها و مافعله و يفعله الرعب بسبب انعدام الأمن، اضافة الى الدمار في البنى الاساسية للمحافظة، كلّها تسببت بالحياة المريرة التي يعيشها ابناؤها، وهي المحافظة الطافية على بحيرات النفط الهائلة و تسد بحدود 90 % من مصاريف البلاد.
ومنذ عام 2011 و الى الآن انطلقت مظاهرات و احتجاجات عارمة حرّكت كل الأجواء في العراق مطالبة بالامن و الخبز و الحرية، احتجاجات لم تحصل بتحريك حزب ما ولا بتحريك موقع اجتماعي في فرنسا كما عبّر مسؤولون اغبياء، و انما احتج اهالي المحافظة شيباً و شباباً و نساءً و من كل الاطياف العراقية بسبب البطالة و الفقر و انقطاع الكهرباء في مواجهة الصيف القائض و الشتاء القارس، مطالبين بتغيير المسؤولين في المحافظة و تقديمهم للقضاء على الأقل . .
الاحتجاجات التي واجهها المسؤولون هناك بالرصاص الحي و باعتقالات و اختطاف الناشطين التي تسببت بسقوط شهداء و مئات الجرحي و ضياع اخبار العشرات، الاّ انها تواصلت و اخذت تتصاعد متحدية المسؤولين الفاسدين و رصاص و قنابل الميليشيات الاسلاموية انفة الذكر التي تسببت و تتسبب بتساقط اعداد كبيرة جديدة من الشهداء و الجرحى، و ادّت الى مهاجمة مقرات الاحزاب الحاكمة التي اسست للفساد الهائل و للنهب و التهريب الهائل للنفط الخام سواءً بانابيب مموهة، او عبر ناقلات برية و بحرية تسير بحماية تلك الميليشيات . .
ورغم العنف و القمع بكل الوسائل تجاه المحتجين، فإن الحكومة المحلية و المركزية اجزلت الوعود لإيجاد حلول عملية للمعاناة المتصاعدة، في إيجاد فرص العمل، و التعامل الجدي مع موضوع العمالة في شركات التراخيص النفطية، و العمل بالمشاريع الاستراتيجية الخدمية لانهاء أزمة المياه وألطاقة، بل و ان رئيس الوزراء السابق السيد العبادي في دورته كان قد وعد بالاسراع بايجاد حلول عملية سريعة لأنواع المعاناة في المحافظة، و خاصة في المشاريع الخدمية بتوفير الماء الصالح للشرب و توفير الكهرباء و غيرها، الاّ ان شيئاً لم يحصل الامر الذي صاعد من الاحتجاجات . .
في ظروف وصفها مراقبون، بمحاولات جماعات لجهات اشارت اصابع الاتهام الى كونها ايرانية و خليجية، حاولت حرف الاحتجاجات عن مسارها الطبيعي السلمي المكفول دستورياً، الى مهاجمة القنصلية الايرانية التي كانت قد سحبت وثائقها، و القنصلية الاميركية التي انسحبت لاحقاً حفاظاً على منتسبيها. و رغم اجراءات القمع اللاحق بحق المحتجين، بحجة مهاجمة القنصلية الإيرانية و الاعلان عن بدء التحقيق لمعاقبة المتسببين، الاّ ان الأمر مرّ دون الإعلان عن نتائج التحقيق و دون الإعلان عن تلك الجهات.
لقد فاقم تواصل الإهمال الأوضاع اكثر و تحوّل الى انتفاضة شعبية في محافظة يعيش فيها حوالي ثلاثة ملايين نسمة، يشكّل ابناء الطائفة الشيعية الغالبية فيها، بوجه الحكم الطائفي (الشيعي) محلياً و مركزياً، و وصلت مقاومة المنتفضين للقوات المهاجمة ايّاهم الى اعلان الجيش و عدد من الوحدات الأمنية، اعلانهم عدم التدخل . . فكانت انتفاضة شعبية شكّل ابناء الشيعة الغالبية فيها بوجه حكم (شيعي)، انتفاضة عرّت الحكم بكونه ليس استمراراً على موقف الامام الحسين بوجه حكّام بني امية الجائرين كما حاول تصويره المالكي رئيس حزب الدعوة الحاكم.
و رغم الاهتمام المتأخّر لرئيس الوزراء حينها العبادي بالموضوع و زيارته للمحافظة و قيامه ببعض الإجراءات (الاستثنائية) كاشراف مجلس الوزراء المباشر على الاصلاح في المحافظة . . الاّ انها لم تُغيّر من الواقع المرير شيئاً، في وقت اججت فيه الانتفاضة و قساوة محاولة قمعها، الاوضاع في عموم البلاد و ادت الى فقدان العبادي لفرصته بالفوز لدورة ثانية، رغم دوره الواضح في الانتصار على داعش و دوره في عدد من الاجراءات المهدّئة.
و تشير صحف و وكالات انباء دولية و اقليمية محايدة، الى انه فيما تتجدد الإحتجاجات بسبب استمرار الفساد و المحاصصة و عدم اتخاذ حكومة السيد عبد المهدي اجراءات رادعة و عملية سريعة، فان الاحتجاجات تجري الآن في ظروف اكثر خطورة تتزايد فيها احتمالات احتكاكات اميركية ـ ايرانية على الاراضي العراقية، في وقت اعلان الحصار على الجارة ايران . .
و يشيرون الى توجيه محتجون في محافظة البصرة نداء إستغاثة الى الرئيس الاميركي ترامب لتوجيه الجيش الاميركي بالتدخل والقضاء على الميليشيات آنفة الذكر التي اسموها (العصابات المسلحة) التي تسرق نفط المحافظة و تسلمه مقابل اسلحة و عمولات سواء الى ايران او الى عصابات ارهابية، و ان تلك العصابات قد أغتالت و قمعت و عذّبت متظاهرين وناشطين شاركوا في التظاهرات الاخيرة.
في وقت اكّدت فيه وسائل اعلام و نواب على افتقاد مواطني المحافظة الى ابسط وسائل العيش مثل الماء والكهرباء، و انهم يطالبون بالاصلاح والتعيينات للشباب العاطل عن العمل واكثرهم من الخريجين واصحاب الشهادات العليا ولكن المجاميع المسلحة تحتكر التعيينات لصالحها ولصالح احزابها و عصاباتها، مشددين على ضرورة أعتماد الجدية والسرعة في أنجاز واستكمال المشاريع الخدمية المرتبطة بتحسين الواقع المعيشي بأعتباره حقا أساسيا مكفول دستوريا ودوليا لمواطني المحافظة، و على طرد العمالة الاجنبية غير الماهرة واستبدالها بالعراقية التي تعاني من البطالة و الفقر فضلا عن حل مشكلة المياه ومحاسبة الفاسدين ونزع السلاح وحصره بيد الدولة والاسراع بتنفيذ وعد الحكومة السابقة بمنح البصرة 10 ألف درجة وظيفية.
و يرى الكثيرون ان اهمال حكومات المحاصصة و انشغال رجالها بالسرقات و الارباح الانانية الضيقة وفق المحاصصة، جعلها تغمض العين او غير قادرة على ملاحظة مايعمله الفساد و الاهمال بالشعب الذي منه تغيّرْ مواقف اهالي المحافظة بسبب ما ابتلاهم به حكم الاسلام السياسي الذي حوّل حياتهم جحيماً، الامر الذي جعل اوساط منهم و باسف تطالب بتدخل الاميركان لتخليصهم، كما خلّصوهم من داعش.
بل و ينشغل افراد حكومات المحاصصة بموضوعة (ابعاد القوات الاجنبية) و جدولة انسحابها، ناسين حتى انها هي التي اجلستهم على كراسي الحكم . . و ناسين دور قوات التحالف في ابعاد خطر داعش التي استولت على ثلث البلاد و هددت العاصمة بغداد و النجف الاشرف، اثر اصرار المالكي و موافقة اوباما على انسحابها في عام 2014 ، و ناسين اغفالهم عن تغلغل الدوائر الإيرانية في اجهزة الدولة و تسيّدها في تقرير من يكون المسؤولين وفي اتخاذ القرارات الهامة.
تلك الإهمالات و اللصوصية و العنف و التهديد، هو الذي جعل الكثير من المؤسسات الدولية و الاقليمية و الراغبة بالاستثمار في البلاد، تصف المتنفذين و الحكم القائم بكونه حكم فوقي لصوصي، و ارهابي مهمل متستّر بالدين و الطائفة ـ وهما منه براء ـ ، عدا شرائح تحاول الاصلاح الفعلي . . في وقت يرى فيه مراقبون، بان الأحداث تثبت ان المطالبة بخروج القوات الاجنبية لها اسس و مقومات اساسها عيش مواطنها بأمان و بالشروط الانسانية التي حددتها الامم المتحدة و المنظمات الإنسانية الدولية، اضافة الى ايقاف دخول الدوائر الايرانية في هيكل دوائر دولة البلاد و ايقاف تحكّمها و سعيها لجعل العراق ساحة للصراع الأميركي ـ الإيراني.

24 / 1 / 2019 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً ابو ناصر ! 2
- وداعاً ابو ناصر !
- المحاصصة والفساد عمّقا تشوهات المجتمع 3
- المحاصصة والفساد عمّقا تشوهات المجتمع 2
- المحاصصة والفساد عمّقا تشوهات المجتمع* 1
- اغتيالات النساء، خطة لإرهاب المجتمع
- نادية مراد، رمز نضالي نسائي عراقي !
- بقاء (الدعوة) حاكماً ضربة للاصلاح !
- البصرة حال العراق ان لم تتغيّر معادلة الحكم !
- مطالبة بتعويضات ام ضغوط للزج بحرب ؟ (*)
- للنصير الجرئ سركوت ره ش و للطبابة 2
- للنصير الجرئ سركوت ره ش و للطبابة 1
- تظاهرات الشجعان و (الديمقراطية) المهانة !
- وحدة الحزب الشيوعي قوة لليسار الديمقراطي
- هل ستشارك داعش بالعملية السياسية ؟؟
- الانتخابات و البرلمان الديمقراطي جداً . .
- الإنتخابات و سباق الائتلافات !
- اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 2
- اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 1
- - تحالف سائرون- و الآمال المنتظرة


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل يحوّل الإهمال مآسي البصرة الى قضية دولية ؟