أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - البصرة حال العراق ان لم تتغيّر معادلة الحكم !















المزيد.....

البصرة حال العراق ان لم تتغيّر معادلة الحكم !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 5986 - 2018 / 9 / 6 - 22:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد مرور خمسة عشر عاماً من الانفلات الأمني و من التراجع المريع في الخدمات، و الصحة و التعليم و فرص العمل . . في ظل حكم تفاقم النهب و الفساد وسوء الادارة على اساس المحاصصة الطائفية، التي هدرت مايقارب الترليون دولار من واردات العراق (وفق بيانات الهيئات الدولية المعتمدة) ، دون دلائل تُذكر لبناء او حفاظ على معالم دولة عصرية كان عليها العراق، حتى صارت اوسع الاوساط و خاصة الكادحة و الفقيرة تئنّ من التردي و بؤس المعيشة والتخلف . .
في وقت تشاد فيه اكبر و اجمل الفيللات و العمارات و المصالح، لمتنفذين في الحكم كانوا قبله من المتسكعين . . الأمر الذي جعل الحياة بائسة بلا أمل و خاصة لأجيال الشباب الذين درسوا و اجتهدوا و تخرّجوا، ليُرموا الى الشوارع و لتتلقّفهم انواع الآفات، من المخدرات (الوافدة اساساً من ايران على ايدي متنفذين) الى السرقات و الى الميليشيات و السلاح و الثارات و غيرها . .
في وقت تتجاوز فيه احتياطيات العراق النفطية ابرز احتياطيات عدد هام من الدول النفطية، وفي وقت يبلغ فيه انتاج النفط العراقي، المرتبة الثانية بعد السعودية في سلم انتاج دول منظمة اوبك من جهة، و الشباب يرون بأم العين مجمعات الشركات النفطية بابراجها و نيرانها، و يرون عمّالها الاجانب الذين يشكّلون الغالب الاعم من عمالها، في وقت يئنوّن هم فيه من البطالة و الفقر . .
الأمر الذي تسبب بانفجار غضب شباب البلاد نساء و رجالاً و من كلّ مكونات الطيف العراقي، منذ عام 2011 ، حيث لم تخلُ مدينة او شهر دون احتجاجات متنوعة الطابع متحدية استخدام العصي و الرصاص الحي و الغازات المسيلة للدموع و رشاشات الماء الحار و سقوط اعداد الشهداء و الجرحى و مطاردة الناشطين فيها و ضياع اخبار اعداد كبيرة منهم . . بسبب انواع الاوامر الحكومية الصادرة بشتى الذرائع ـ من عدم التزام الهدوء، عدم ضبط المواعيد، و الى ضرورة الهدوء في مواجهة الرصاص الحي و الغازات السامة ؟!! ـ للتضييق عليها او لخنقها، حتى وصل الامر الى انتفاض عامة الشعب في مدن البلاد من اقصاها الى اقصاها و الى اقتحام مراكز الأحزاب الحاكمة و المقار الحكومية و حتى البرلمان، التي لم تعد تعني بعيون الشعب الاّ قلاع للاضطهاد . .
استمرت مجابهة الاحتجاجات الشعبية بقساوة فائقة و اضافت لها الاجهزة الحاكمة اتهامات باطلة و سخيفة لمن لايرى ولايعرف اسبابها، بكونها مدفوعة من جهات خارجية مندسة، غير مدركة او غير مبالية بان السبب يكمن في فشل الطبقة السياسية الحاكمة و كذبها الشنيع و فسادها و هي العائشة في أبراجها العاجية بعيداً عن معاناة الناس وهمومها . .
و فيما لم تجد الاحتجاجات نفعاً رغم انواع الوعود و القرارات و اللجان الفارغة، حتى بلغت الحياة مراحل لا تطاق بانقطاع الماء الصالح للاستهلاك البشري و انقطاع الكهرباء، بل و انقطاع الانهار التأريخية للبلاد بفعل المصالح الضيّقة للجارات تركيا و ايران دون رادع او جهد حكومي للوقوف بوجهها . . الامر الذي تسبب بجفاف مساحات زراعية شاسعة، و تسببت بشيوع الخوف من موت بطئ حتى للمقيم في منزله دون احتجاج، بسبب زيادة تراكم القاذورات و تحويل انابيب الصرف الصحي الى الانهار الذي فاقم التلوث و فاقم تفشي الامراض في ظل رعاية صحية بائسة و مسؤولين لايصدقون مايجري او يسخرون منه !!
لقد تظاهر شباب البصرة الشجعان هذه المرّة بكثافة وهم ملتزمون بالتعليمات الحكومية ابتداءً، و طالبوا بالكهرباء و الماء و بالتعيينات و مكافحة الفساد الاداري بعد انسدت بوجوههم كل الابواب . . الاّ ان فتح النيران الحكومية عليهم و سقوط قتلى و جرحى منهم بلا اسباب موجبة، جعلتهم يثورون و ينفجرون بوجهها لتتوسع التظاهرات و لتشمل اقضية و نواحي البصرة و لتتوسع اكثر بسقوط عدد اكبر من الشباب شهداء للقمع الحكومي، لتشمل كل محافظات الجنوب بغالبيته الشيعية الذي تعتبره الاوساط الحاكمة قلعتها الثابتة . .
و قد خفتت حدة الاحتجاجات باقتراب موعد انتخابات 2018 و تسابق المرشحين لجزل انواع الوعود لايجاد حلول للمطالب الانسانية، و استمر عين الكذب من مسؤولين اميين لم يتقنوا الاّ الكذب و الخداع المخزي و وضع الحلول على الإرادات المقدسة، و كأنهم يتعاملون مع شعب من شعوب القرون الوسطى . . و بدأت تلوح نتائج الانتخابات من الاعمال التحضيرية لها و بنفس الوجوه المتسابقين للترشيح او بتفويضهم، و بدأ جواب الجماهير العريضة بمقاطعتها التي بلغت اكثر من 50 % ممن يحق لهم المشاركة . . و ليتواصل صراع الكتل الحاكمة بشتى اتهامات التزوير و حرق صناديق الاقتراع و الى العد اليدوي و اليأس من المحاصصة و الغضب الشعبي يتصاعد . .
لتندلع الاحتجاجات الغاضبة في البصرة مجدداً . . البصرة رأس نفيضة العراق التي تحمّلت آلاف اطنان القنابل من حروب صدام و ايران و التحالف الدولي و قدّمت عشرات آلاف الشهداء . . البصرة التي انطلقت منها انتفاضة ربيع 1991 ضد الطاغية صدام حين فرّغ عسكري شجاع رصاصه على جدارية الطاغية الارعن صدام في ساحة ام البروم لتعم الانتفاضة البلاد باجمعها . .
انطلق الغضب الهائل بعد تفاقم اليأس من العملية السياسية و كتلها و احزابها التي لم تستطع ان تقدّم اي حلّ للحياة المرّة التي يعيشها ابنائها برجالهم و نسائهم و عوائلهم، انطلق طوفان من الغضب و الحقد على مايجري، الامر الذي تعيشه البلاد برمتّها و يئنّ منه ابنائها . . مهدداً بشمول لهيبه البلاد باجمعها . ذلك الغضب و اليأس من حلول الدولة و مؤسساتها الذي لم يتسبب به الاّ حكم المحاصصة الطائفية و فساده و انانية حكّامه . .
و ترى اوسع الاوساط الشعبية ان ردّ المتظاهرين على عنف الاجهزة الامنية و رصاصها و غازاتها و استهتارها و سخريتها من الجماهير المحتجة، بالعنف دفاعا عن النفس و الحق بالحياة . . لهو امر متوقع مع الاسف بضوء مايجري، رغم تداخل كل الصراعات و الميليشيات و مشاريع التقسيم عليه، و الجهات الحاكمة مشغولة بالاغراءات و التهديدات و بانقلاب نواب على قوائمهم ليس بوجهة تدمير اسس المحاصصة و انما ركضاً وراء مصالحهم الضيّقة و كراسيهم المهترئة . .
في وقت ابقى الصراع من اجل الكتلة الاكبر الحكام في ابراجهم بعيدا عن حال الشعب . . غير مبالين بان هناك كارثة وطنية قد تجتاح البلاد باسرها ان لم يسارع الجميع لإنقاذ البصرة بكل السبل الواقعية و العملية . . لقد تحرر الشباب من خوف آبائهم و هم مستعدون للمواجهة التي فرضتها السلطات الحاكمة بظلمها و باهمالها لحياة شباب البلاد و اكتفت بمواجهتهم بالرصاص و بالغازات السامة و بالاختطافات . . و يتساءل كثيرون عن اي التزام بالهدوء يتحدثون ؟؟ الم يكونوا يوماً في النضال ضد الدكتاتورية و حكومات القمع كما يدّعون ؟؟؟



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالبة بتعويضات ام ضغوط للزج بحرب ؟ (*)
- للنصير الجرئ سركوت ره ش و للطبابة 2
- للنصير الجرئ سركوت ره ش و للطبابة 1
- تظاهرات الشجعان و (الديمقراطية) المهانة !
- وحدة الحزب الشيوعي قوة لليسار الديمقراطي
- هل ستشارك داعش بالعملية السياسية ؟؟
- الانتخابات و البرلمان الديمقراطي جداً . .
- الإنتخابات و سباق الائتلافات !
- اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 2
- اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 1
- - تحالف سائرون- و الآمال المنتظرة
- ولايتي : دفاع، ام تهديد ام ماذا ؟
- صفحة من حياة الناس اثر الانقلاب الدموي 2من2
- صفحة من حياة الناس اثر الانقلاب الدموي 1من2
- التحالفات الطائفية ترسّخ الطائفية و الفساد !
- العنف و الإكراه ليسا حلاً !
- حقوق الشعب و الاتفاقات السرية
- ثورة اكتوبر غيّرت العالم و الفكر 2من2
- ثورة اكتوبر غيّرت العالم و الفكر ! 1من2
- نحو وحدة البيت الكردستاني و التفاوض العاجل !


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - البصرة حال العراق ان لم تتغيّر معادلة الحكم !