أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [62]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي














المزيد.....

[62]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 00:21
المحور: الادب والفن
    




لا أعتقد أنَّ المسألة هي حكر على الشّرق أو على العالم العربيّ على وجه التَّحديد بقدر ما يرفضُ التَّنويرَ كلُّ صاحبِ فكْر متحجّر ومتعصّب في كلّ بقعة من العالم بغضِّ النَّظرِ عن الدّين والانتماء والاعتقاد، لأنّ التَّعصّبَ هو مسألة فكريّة أكثرَ منها دينيّة، وهذا ما يفسّر ظهور الأحداث الدّمويّة في العالم بأسره وليس في منطقة دوناً عن غيرها، وإن كان الأمرُ يأخذُ في الكثير من الأحيان مظاهر وأشكال متنوّعة ومختلفة. وعلى عكس ما قد يعتقده البعض، فالتَّنوير لا يوجد في كلّ مكان، وإنّما هو شيء نادر جدّاً، وإن كانت العديدُ من الشُّعوب بما فيها الغربيّة تدّعي ملكيتَه وحدوثه فوق أراضيها.

وإذا كان الإنسانُ لا يصلُ على المستوى الشّخصيّ إلى التَّنوير كحالة فكريّة وروحيّة عميقة من الصَّفاء ووضوح الرُّؤية إلّا بعد حدوث الزّلازل الدَّاخليّة، والتَّجارب الجذريّة والخسارات الحياتيّة، فإنّ الشّعوبَ لا يمكنها هي الأخرى أن تصلَ إلى هذه المراحل من الوعي إلّا بعد توافر شروط الزّلزال المعرفيّ والكارثة الفكريّة الّتي عادة ما يكون ثمنها باهظاً، لأنّ التَّنوير الحقّ فكرٌ ينبثقُ من جرح كبير، هو في الواقع حفرٌ ونبشٌ بمشرط الطبّ والأركيولوجيا في عمق أعماق النّفس البشريّة والرّوح من أجل إزاحة طبقات الظّلام والعتمة، وإفساح المجال لفكر جديد يُعرّي ويُزحزح، ويغسلُ ويحرقُ ويُعَقّم.

أمّا لماذا فشل التَّنوير في العالم بأسره لا العربيّ فقط، فالأسباب عديدة أولها: رفضُ التّغيير والتَّعنّت الَّذي لا مبرّر له، والتَّمسّك بأسمال الماضي، مع الحرص على إيهام الجماهير بأنَّ تقدّم الشُّعوب لا يمكنه أن يتحقّق إلّا داخل المنظومة الدّينيّة الّتي لا تتنازلُ عن قدسيّة النّصّ التَّقليدي وتُطبّقُه كما هو دون محاولة استيعاب أنَّ المعرفة البشريّة في تطوّر مستمرّ، وألّا شيء ثابت في الوجود بما في ذلك الواقع المعيش والإنسان الّذي هو مُتلقٍّ يتغيّرُ أبداً لنصّ "مقدّس" سِمَتُه الثّباتُ في وجوده الحرفيّ فقط لا الدّلاليّ.

ثانيا الإيمانُ بنظريّة المؤامرة والتّواطؤ، إذ كلّ شعب يتخيّلُ أنَّ ثمّة مَنْ يحيكُ ضدّهُ الدَّسائس في الخفاء، وأن التّنويرَ إحدى أخطر هذه الدّسائس الَّتي هدفُها الرَّئيس -حسب اعتقاد عامّة النَّاس- زعزعة الثَّوابت القديمة وخلق البلبلة والفوضى في المجتمعات، في حين أنّ التَّنوير الحقّ لم يكُنْ أبداً كذلك بقدر ما هو مشروع منافس ومناهض للمشروع الدّيني، وهو ليس بحالة تَرَفِيّة ولا ترفيهيّة مادام هدفه انتشال الشُّعوب من براثن التَّخلُّف المدنيّ، الَّذي باِسمه مازالتْ تُرتَكبُ أفظع الحماقات بما فيها الحروب العرقيّة والدِّينيّة وما إليها من جرائم في حقّ الإنسان والإنسانيّة، ستعودُ للظهور مرّة أخرى حتّى في أوروبّا بسبب خطر المدّ "النّازيّ" الجديد الَّذي لم ينتبه اليوم إلى بوادره الأولى إلّا القلّة القليلة من أهل الفكر والحصافة.

ثالثاً استغباء أعداء التَّنوير للجماهير محاولين ممارسة الإقناع الانفعاليّ بمدى شرعيّة الخطاب التَّقليدي وتقديمه بالتَّالي كبديل وحيد للفكر الإنسانيّ عامّة مع إلغاء كل ما هو علميّ، أو فلسفي أو تنويريّ عموماً متّهمين هذا الأخير بأنّه خطابٌ يتجاوزُ النّصَّ التَّقليدي أو يحاول إلغاءَه والقفزَ عليه، وقد يصل هذا النّوع من الاستغباء أقصى درجات الهوس والعدوانيّة حينما يظهرُ من بين هؤلاء من يُفسِّرُ الكوارثَ الطَّبيعيّة -على سبيل المثال لا الحصر- كعقابٍ ضدّ من لا يؤمنُ بالله، دون أن يدركوا تماما أنّ الله ليسَ في حاجة لمن يؤمنُ به أو لمن يُطيعه حتّى يكتملَ مُلكه، ولا لمَن يخافهُ ويخشاه حتّى تتجلّى قوّتُه وجبروته وهيمنته. وإنّي لحقّاً أستغربُ كيف يدّعي الإيمانَ إنسانٌ يبتَهِجُ بإعصار يضربُ منطقةً معيّنةً في العالم، لا لشيءٍ سوى لأنّهُ يرى في هذا الإعصار نقمة وغضباً إلهيَيْن على من هو من وجهة نظره المحدودة عدوّ له في الدّين وفي الفكر. فأيّ دين هذا الّذي يجعلُ بعضَ النّاس يتمنّون للعالم الدّمار؟! وحشيّة ما بعدها وحشيّة، وساديّة ما بعدها ساديّة هما للأسف السّمة الغالبة على الكثير من أعداء الفكر والتَّنوير.



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [61]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [60]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [59]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [58]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [57]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [56]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [55]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [54]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [53]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [52]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [51]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- الجزء الثاني: كلمة صبري يوسف، رحلة المئة سؤال وجواب رحلة فسي ...
- مقدّمة الأديب والتَّشكيليّ صبري يوسف والخاصّة بالكتاب النّقد ...
- مقدّمة الأديب والتَّشكيلي صبري يوسف والخاصّة بديوان (99 قصيد ...
- 50. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ح ...
- [49]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [48]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [47]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [46]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...
- [45]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب ...


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [62]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي