أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - في طريق كسر الحلقة الشريرة (1) عفارم.. عفارم.. يا شعباً مسالم .. يا حر الإرادة














المزيد.....

في طريق كسر الحلقة الشريرة (1) عفارم.. عفارم.. يا شعباً مسالم .. يا حر الإرادة


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 6123 - 2019 / 1 / 23 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




المبتدأ:-
(عفارم.. عفارم.. يا شعباً مسالم .. يا حر الإرادة.. وجماعي القيادة يا وكتين تصادم.. بروقك تضوي.. ورعودك تدوي .. ورياحك تقصقص رقاب المظالم). " محمد الحسن سالم (حميد)".
والخبر:-
(1)
إنقشع غبار المماحكات عن المشهد السياسي السوداني، واتضحت صورة الاصطفاف الجديد بصورة لا لبس فيها، وقد شارفت عملية الفرز التاريخي لمكونات المشهد السياسي نهاياتها الحتمية، وأخذت المؤشرات الدالة على بلوغ الاصطفاف مرحلة التمحور حول ثوابت لبناء تيار وطني ومدني حر بعيدا عن اصطفاف المصالح الضيقة في السفور والإعلان عن ذاته بقوة، وفي سياق هذه الصيرورة التاريخية يتم النظر من قبل شباب السودان الثائر لمواقف كافة مكونات المشهد السياسي القديم وفرزه بفطنة ووعي بعيدا عن هوس فزاعات إعلام النظام الآيل للتفسخ والزوال، مفسحًا الطريق أمام خطى التغيير الجذري ، وقد بلغت اشتراطات الاصطفاف الجديد الذاتية والموضوعية مبلغَ الرُّشدِ، ونضجت على نارٍ هادئة.
(2)
وفي ظل هذا التدافع الجدلي يتم النظر لمواقف القوى السياسية المختلفة من السلطة الحاكمة وتقييمها، لا سيما تلك الأحزاب والقوى السياسية والقيادات التي راهنت ورهنت نفسها طويلا في قفص المساومات الفطيرة مع نظام الحركة الاسلامية المترنح ، مما يشير إلى أن صيرورة الاصطفاف الجديد تمضي حثيثا نحو غاياتها، مبشرة ببزوغ فجر التيار الوطني الرشيد المناط بها طي صفحة الممارسات القديمة، والخروج من رحم التدافع السياسي غير المنتج؛ والمحتدم منذ أكثر من ربع قرن؛ نذر هذا المخاض لاح بالتقاط القوى الشبابية لقفاز المبادرة السياسية ونفض غبار الكسل والتقاعس عن كاهلها؛ حيث فاجأت الساحة السياسية السودانية بإنجازها لمواكبها المهيبة المتتالية في كافة المدن السودانية؛ مما وضع جميع الأحزاب السياسية وجها لوجه أمام مسؤولياتها، وإحراج تلك التي ما زالت تراوح في دائرة الخذلان.
(3)
الحراك الذي ابتدأته القوى الشبابية بمساندة القوى الحية قد خلق واقعا سياسيا جديدا، وانتقل بالعمل المعارض من محطة ردة الفعل إلى الفعل، ويكفيه شرفًا تسريع وتعميق عملية الفرز والاصطفاف السياسي الممهد لمخاض (التيار الوطني الحقيقي)، التي سيتولى مهمة إنجاز التغيير، وملحقات الإصلاح الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي؛ وتبدو جميع قوى المعارضة السودانية الحية اليوم على قناعة راسخة بضرورة تعطيل أي صراع بيني لصالح التفرغ لعملية إزالة نظام الإستبداد وإنجاز الثورة الشعبية السودانية الثالثة بنفس أدوات النضال السلمية التي خبرها واحترفها شعبنا على الرغم من تنكر وازدراء بعض نخب الاصلاح لها؛ إن المسار الثوري يمضي في اتجاه بناء وتجميع فئات عريضة من المجتمع السوداني حول أهداف واضحة، تتعلق أولاً بالتحرر من هيمنة القهر، السياسي والاقتصادي والفكري، وإقامة علاقات اجتماعية متوازنة يحكمها التوزيع العادل للسلطة والثروة في ظل مجهود متواصل للإنتاج.
(4)
وبهذا تكون قوى المعارضة الحية قد خطت أخر خطواتها في اتجاه تجسير الهوة وبناء الثقة بين مكوناتها من قوى شبابية وأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني؛ وبدأ الكل ينظر لعملية التغيير بمنظار أكثر واقعية، بعيدًا عن المشاكسات، وعقلية كسب النقاط، والانتصارات الوهمية، وهذا في حدِّ ذاته نقلة نوعية عظيمة في اتجاه التأسيس لممارسة سياسية رشيدة أكثر نضجًا وحكمة، فالمهام المطروحة وطنيًا مهام متعددة وجسيمة، لا يمكن لأي فصيل من فصائل القوى الوطنية، مهما امتلك من امكانيات وبرامج ، القيام بها منفردًا، فالمخرج الآمن من الأزمة الوطنية الماثلة يتمثل في خلق تحالف وطني واسع، يضم جميع القوى الفاعلة في المجتمع السوداني، والتي من مصلحتها إحداث التغيير الجذري المطلوب.
(5)
ولضمان استمرار ونجاح هذا التحالف الوطني الواسع وأدائه لدوره التاريخي يجب مراعاة المصلحة العامة المشتركة لجميع مكوناته التي تحفزها على تبني الثورة، والعمل النشط لإقناع الجماهير بضرورة التمسك بها، والمحافظة عليها، عليه فالمصلحة المشتركة يجب أن تعبر عن الشعارات العامة (الحرية والديمقراطية والعدل)، كما يجب أن تعبر عن حقوق المستضعفين والأقليات بمثل ما تعبر عن حقوق الأغلبية، وتهتم بكسر احتكار السلطة وامتيازاتها لصالح مجموعة بشرية، أو جهوية ما، أو لصالح أحزاب وبيوتات بعينها تدعي حقوق تاريخية تعطيها المبرر لتغييب بقية مكونات النسيج الاجتماعي عن مراكز القرار والتنفيذ.
(6)
استقرار هذا التحالف واكتمال قناعة مكوناته في جدوى استمراره هو الضمان لنجاح عملية كسر (الحلقة الشريرة)، وانجاز ثورة سودانية كاملة الدسم ومكتملة الاركان تدشن مرحلة تاريخية جديدة، من أهم سماتها الأمنُ والاستقرارُ والنماءُ؛ هذا التحالف الواسع لقوى الشعب الحية؛ هو البديل الحقيقي لنظام الاقصاء والفساد الحالي والذي يستطيع شعبنا عبره تحقيق أهدافه الوطنية، وخلق إطار مجتمعي يستوعب طاقات الشعب المنتجة؛ فقوى التغيير الثائرة في الشارع اليوم اوسع وأشمل من تحالف أحزاب سياسية ومنظمات شبابية؛ فهي تضم كافة القوى الوطنية الفاعلة المؤمنة؛ بضرورة تأسيس دولة المواطنة والقانون المدنية الديمقراطية.
(7)
تحالف قوى التغيير وحده القادر إذا ما صدقت النوايا على تخطي العقبات والانجاز، و يجب أن يستثنى منه أي طرف من الأطراف السياسية، إلاَّ الذي يضع نفسه خارجه وضده، وبهذا الفهم هو تحالف مرحلي عريض لا يلغي الأحزاب السياسية، ولا يقوم مقامها؛ بل يعطل مؤقتًا ومرحليا صراعاتها البرامجية التي تأخر عادة عملية النهوض الوطني، وذلك لحين الفراغ من واجب التخلص من السلطة الفاسدة والشروع في تنفيذ الأجندة الضامنة لوحدة التراب؛ وسيادة الدولة، ووضع الأساس المتين لنظام مدني ديمقراطي عادل، وتلك مهام عظيمة وأهداف جليلة تتطلبُ بكل تأكيد حدًّا معقولاً من انتظام المكونات السياسية القائمة على أمر تنفيذها.
الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.
تيسير حسن إدريس 17/01/2019م



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر يوميات الثورة .... الحركة الاسلامية السودانية الرهان ...
- حيرة مقتفي الأثر عند حافة الفكر اسقاط النظام أم الامبريالية! ...
- مبادرات رفع العتب وآليات تجريف الوعي من يأمر ومن ينفذ؟
- لب المقاومة السلمية وقشورها
- تفرّيغ النظريات السياسية من مضامينها وتدجينها
- لَعَلَّ الْدَافِعُ خَيْرًا!!
- التَّنُّور والفُلْكُ
- من هنا نبدأ!
- عفوا سادتي لن نمضي معكم في هذا الطريق!
- هَذَا الْحَجَرُ لَيْسَ قَلْبِي
- هذه العملة غير قابلة للتداول والصرف!
- المقاومة بصناديق الاقتراع (محاورة لمقاربة الأستاذين الجليلين ...
- الخلية النائمة: مأزق التشهي والرغائب
- موقف الجيش السوداني من مدنية حراك التغيير
- قَابَ جُرْحٍ أَوْ أَدْنَى قَليلاً
- مكائد الحركة الإسلامية لإجهاض الثورة السودانية الثالثة
- المشير الهبوط الإضطراري بدل الهبوط الناعم
- مذكرة الشيوعي السوداني حجر في بركة العمل المعارض الساكنة
- فبأي آلاِءِ حبي لا تقر
- انتخابات نقابة المحامين واضطراب الاستحواذ الإخواني


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - في طريق كسر الحلقة الشريرة (1) عفارم.. عفارم.. يا شعباً مسالم .. يا حر الإرادة