أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - انتخابات نقابة المحامين واضطراب الاستحواذ الإخواني















المزيد.....

انتخابات نقابة المحامين واضطراب الاستحواذ الإخواني


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبتدأ :
(اضطراب الاستحواذ أو (القهر) مرض يفرض على المصاب به نمط عام من القلق حول الكمالية، والاهتمام المفرط بالتفاصيل، ويضعه تحت وطأة حاجته الملحة إلى السيطرة على بيئته التي يتواجد فيها، على حساب كل شيء).
والخبر :
(1)
خاض محامو السودان الديمقراطيون معركة (نقابة المحاميين) الأخيرة بكل جد وشرف، وحققوا في اعتقادي المقاصد المرجو تحقيقها من خوض انتخابات معلومة النتيجة، وتفتقر لأبسط مقومات النزاهة، ومن أهم هذه المقاصد التي تحققت نسف أي دعوة تدعو لضرورة مشاركة القوى المعارضة في سباق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، والمزمع قيامها في العام 2020م، وهي دعوة قد تبنتها مؤخرا بعض قيادات معارضة بمُسوِّغ أن الانتخابات وسيلة من وسائل النضال والتغيير السلمي للنظم الحاكمة!! ولقد سبق أن ناقشت هذه الدعوة في مقال سابق نشر تحت عنوان: (التأطير النظري النخبوي وكوابح الثورة السودانية)، ولا أظن أن هناك حاجة للعودة إلى مناقشة هذه الدعوة (الطوباوية)، خاصة بعد أن قطعت (جهيزة) الممارسات غير القانونية وغير الأخلاقية التي مارسها النظام وزمرته من المحامين المواليين في انتخابات نقابة المحامين الأخيرة لسان تلك الدعوة وقول كل خطيب، وأوضحت بجلاء أن نهج التزوير والتزييف يظل ديدن هذا النظام للاستحواذ والفوز قهرا بأي انتخابات تعقد تحت لوائهـ، فنهج تزييف إرادة الجماهير بالطرق الملتوية هو نهجٌ أصيلٌ، وليس عارضا في فكر وتربية منسوبي نظام الحركة الإسلامية الحاكم.
(2)
فمن المستحيل على نظام كالنظام الذي يحكم السودان اليوم - خرق الشرعية الدستورية، ووصل للحكم بانقلاب عسكري، ومن ثم ارتكب ما ارتكب من جرائم بشعة في حق الوطن المواطن – أن يشعر بالطمأنينة، والأمان، للحد الذي يسمح فيه بقيام انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، هو على ثقة من خسرانها. أذن النظام وأولياؤه اليوم في أزمة وورطة حقيقية، وهم على ثقة من ألّا عاصم لهم من عقاب الشعب على ما ارتكبت أيدهم المرتجفة من موبقات سوى التحصن بحصون السلطة، وأدوات بطشها في انتظار لحظة الحقيقة فرج يشتهونه، أو قدر محتوم يجتنبونه جهد مكرهم وخبثهم ما استطاعوا ولكن هيهات.
(3)
نتيجة انتخابات نقابة المحاميين التي قد هللوا لنتائجها وكبروا لفوزهم بها قد فضحتهم عوضا عن ستر عورة فقدان نظامهم للشرعية الجماهيرية، والتي بدت واضحة في نسبة الفوز الهزيلة فهل يعقل بعد تسخير إمكانيات الدولة، ونزول رأس النظام بجلالة قدره لقيادة عملية التزييف، ونحر الديمقراطية بعد أن أجزل من حر مال الشعب وسع سفهه على (النفرة الكبرى)، والتحشيد بالترهيب والترغيب أن ينال النقيب المدعوم رئاسيا فقط ما مقداره (4078 صوتا) من إجمالي (18 ألف صوت) من أصوات محاميي السودان الذين يحق لهم التصويت؟! هذا ببساطة شديدة يوضح أنه وبخلاف (1798) محاميا الذين صوتوا لمرشح القوى الديمقراطية المعارضة هناك على أقل تقدير (12 الف) محامي قد فقدوا الثقة في عملية الانتخاب التي تنعقد تحت لواء هذا النظام، وامتنعوا قصدا عن التصويت أو قاطعوا الانتخابات عنوة، والمعلوم أن الامتناع عن التصويت أو المقاطعة موقف سياسي وهو بكل تأكيد موقف معارض ورافض للنظام بل وناكر لشرعيته المتوهمة. إن نسبة من صوتوا لصالح مرشح النظام بكل المقاييس ضعيفة وتزيد من هلع وهواجس النظام وأزلامه.
(4)
كل مؤشرات الواقع السوداني الماثل تشير إلى أن الوضع الاقتصادي مرشح لمزيد من التأزم والانهيار في ظل إجازة (تنابلة البرلمان) لميزانية ينذر مؤشر عجزها بأعوام رمادة بالغة العسر والقتامة سيمحقن بما بقي من رحيق الوطن، وتزيد حدة الاحتقان الاجتماعي والسياسي. لقد تضخم بند المصروفات العامة، وضمر بند الإيرادات الحقيقية في الموازنة الجديدة حتى اضطر طاقم إعدادها للتلفيق والكذب بإضافة إيرادات غير حقيقية، وفي المحصلة توالى ارتفاع أسعار السلع الضرورية عشية إجازتها، بينما واصل (الجنية) السوداني الانهيار حتى تدنت قيمته لتساوي ثمن حبة رغيف خبز واحد بائس لا يغني من جوع!! هذا الواقع الاقتصادي الطاحن أشعل غضب الشارع وقاد لاندلاع مظاهرات متفرقة في العديد من المدن بما فيها العاصمة القومية وإن كانت تلك المظاهرات اليوم محدودة فمع مضي الوقت وظهور آثار عجز الموازنة الكارثية سيزداد ضرام الغضب والاحتقان، ويقود بلا شك إلى انفجار عظيم؛ فمؤشرات الميزانية الماثلة تؤكد ألا حل أمام النظام الحاكم لمحاصرة ومواجهة الخلل في عجز الموازنة سوى جيب المواطن الفارغ، واللهث وراء القروض الخارجية المشروطة، ولو أدى ذلك إلى رهن أو بيع ما تبقى من السيادة الوطنية.
(5)
في ظل هكذا أوضاع اقتصادية متأزمة تحرص النظم الدكتاتورية حرصا شديدا على القضاء المبرم على حرية التعبير والتنظيم ؛ بغرض محاصرة المد والغضب الجماهيري المتصعد، وفي هذا السياق الاستبدادي تجرى في هذه الأيام مصادرة الصحف الحزبية وغيرها، وتمنع من الصدور، وفي ذات السياق قد تم تزوير انتخابات المحامين والانقضاض على حقهم في التنظيم ومن هذه الزاوية المعتمة لا غيرها، يمكننا فهم خطوة تفرغ رأس الدولة ونزوله بنفسه لقيادة معركة انتخابات قطاع مهني. فقد دع المشير قبيل يوم من قيام الانتخابات ودون حياء لنفرة وصفها زبانيته بـ(الكبرى) لحشد المواليين في قطاع المحاميين بأرض المعارض بالخرطوم للتخطيط لكيفية الفوز بالضغط المباشر على ضعاف النفوس من غير المواليين؛ ولكن رغم الجهد الرئاسي والصرف البذخي قد فازوا فقط بما نسبته 20% من أصوات الذين يملكون حق التصويت من المحاميين فأي خيبة هي تلك؟!!.
(6)
لقد أحسن المحامون الديمقراطيون صنعا بخوضهم لمعركة انتخابية معلولة الإجراءات، ومعلومة النتائج وقدموا تجربة نضالية شجاعة من منطلق مواصلة الكفاح ضد نظام الاستبداد بكافة السبل لانتزاع الحق في تكوين نقابات حرة ومستقلة، وتثبيت حق التنظيم النقابي المستقل الذي يريد النظام الحالي القضاء عليه، فالدفاع عن الحريات النقابية لا ينفصل عن الدفاع عن الحريات العامة، ثم إن مراكمة المزيد من التجارب العملية، وتصعيد النضال في وجه الاستبداد يساعد في انضاج العامل الذاتي لاندلاع الثورة.
(7)
إن النضال من أجل حرية العمل النقابي واستقلاله هو من أهم قضايا الثورة المركزية؛ لأن النقابة الحرة المستقلة هي من أهم ركائز تثبيت واستقرار الديمقراطية. ومن المؤكد أن الزخم الذي خاض به المحامون الديمقراطيون معركة انتخاب النقابة قد رفع الوعي النضالي للشارع السوداني، ومهد الطريق أمام بقية النقابات المهنية الداجنة، بيد السلطة للنهوض، وتكوين نقابات حرة، ومستقلة، منفتحة على قضايا النضال السياسي في البلاد، وخلق مركز موحد يعمل على التخلص من قوانين تنظيم العمل النقابي التي أعدها النظام الاستبدادي وشوه بها مفهوم النقابات المهنية، ودجن دورها، وهي التي يجب أن تكون حرة ومستقلة، ولا تدافع عن مصالحها المادية فقط؛ بل وعن المصلحة العامة، وسمعة وشرف المهنة أيضا.
** الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاِستِعلاء الأَخْرَقُ ثقافة المَعْلُولِ
- التأطير النظري النخبوي وكوابح الثورة السودانية
- دعاء الرجوع
- مُتلحِّفٌ بِالشّوْقِ يَسْعَى
- خطوات تصعيد من عبث الحوار إلى الانفجار 1/2
- خطوات تصعيد من عبث الحوار إلى الانفجار 2/2
- أَبِي
- ما بين دعاوى اغتيال الشخصية ومحاولات نحر الحزب الشيوعي
- مِنْ مَزَامِيرِ رَاشِدٍ في زَمَنِ الْذبوَلَ
- عِنْدَ تَوَهُّجِ الإطْلالِ!!
- للرَّمْلِ مِزْمَارًا وَحِيدًا
- الحلم والواقع في حوار الهبوط الناعم !!
- ماذا بعد انهيار مفاوضات السلام السودانية في أديس أبابا؟؟
- ثم ماذا بعد مؤتمر الرفاق السادس؟.
- على اعتاب المؤتمر السادس ليكن ماركسيا وطبقيا على محجة حمراء
- قبل جنوح الفلك
- على أعتاب المؤتمر السادس النرجسية واختلال جدلية الذاتي والمو ...
- في حضور القُرُنْفُلُ تَتَوَحَّدُ الازْهَارُ
- على أعتاب المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني
- زُلَيْخَة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - انتخابات نقابة المحامين واضطراب الاستحواذ الإخواني