أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - في البحث عن الخلاص -في انتظار المخلص -














المزيد.....

في البحث عن الخلاص -في انتظار المخلص -


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6121 - 2019 / 1 / 21 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبين الأساطير السومرية والآرامية والكنعانية المكتوبة على الألواح الطينية ,كما التوراة في سفري أيوب و حزقيال أن البشرية المعذبة كانت طوال الوقت تتحمل العذاب والشقاء والظلم على أمل أن كل ذلك ,لابد أن ينتهي يوما ما وسينتهي فعلا مع مجئ النبي أو الرسول "المخلص " وهو ماتجلى في انتظار اليهود للماشيح "المخلص "الذي عندما جاء استنكروه ,بل عملوا على قتله وقتلوه فعلا .(كما تؤكد على ذلك كتب التاريخ ) ثم راحوا يأملون فقرائهم وفقراء العالم وكل من آمن بفكرة انتظار "المخلص "(باللغة الأرامية الماشيح ,وبالعربية المسيح ) ( من سموا لاحقا بالمسيحيين )خاصة ـ الناس المعذبين والمقهورين والمهمشين والمغلوبين على أمرهم ـ بأن ماعليهم سوى تحمل العذاب والشقاء بانتظار قدوم المسيح الحقيقي أو المسيح الذي صعد إلى السماء ,والذي سوف يأتي يوما ما عندما يقرر الرب ,وقد يكون ذلك في آخر الزمان ليعم بعدها العالم السلام والوئام وووإلخ .وكان هذا بمثابة عزاء أخروي للمعذبين بما يجعلهم يتحملون في الدنيا الشقاء ووالظلم والحرمان .
الفكرة ذاتها تقريبا وجدت طريقها بعد تفشي الظلم والاضطهاد في الدولة الأموية وجدت مخرجا لها لدى المسلمين ـ خاصة الشيعة ـ بغيبة الإمام .كما غاب المسيح ليعيشوا ويتقبلوا الحرمان في الحياة الدنيا بانتظار "المهدي المنتظر " .وخلال الفترات الماضية كلها كان رجال الدين يقنعون العامة المقهورة وغير القادرة على ازاحة الظلم , بأن عليهم تحمل العذاب والشقاء على أمل ظهور المهدي أو عودة المسيح وانتظار الخلاص الذي سوف يأتي قريبا على يديهم .
.وهي ماجسدها بشكل ساخر الرئيس السوداني "عمر البشير" بقوله للمتظاهرين الذين لم يجدوا الخبز اللازم لإطعام أولادهم "ماعليكم سوى الانتظار سنتين , موعد الانتخابات " .وإن لم تقبلوا عليكم أن تتقبلوا التهجيركما حصل مع السوريين .والطريف أن محافظ درعا قال في ذات اليوم لوجهاء حوران المتذمرين من التشبيح والغلاء بقوله لهم :" اللي ماعاجبه . الحدود بطلع جمل "
للرد عليهما قال مصطفى السراج : لماذا لاتخرجون انتم كأقلية حاكمة وظالمة بدلاً من إخراج شعوبكم المقهورة والتي تشكل الغالبية ؟.ونحن نضيف هل مكتوب علينا كشعوب مقموعة ,إما أن نتقبل الظلم والخضوع والخنوع عن سابق وعي وإصرار وتصميم .وإما التهجيروالتشريد ؟وهو في الحالتين واحد لأننا سنعيش داخل أوطاننا أو خارجها مهمشين ومغتربين ومحرومين .واما أن نأخذ بالحل الآخر .

الحل الذي قدمه بيكيت ( كاتب مسرحي ايرلندي )
فكرة الانتظار العبثي . التقطها الكاتب الإيرلندي "صموئيل بيكيت " وجسدها في مسرحية "في انتظار غودو " ليقول لنا أن الخلاص " لن يأتي " والانتظار لن يفيد. عظمة "بيكيت " تكمن في تأكيده على أن هذا الغد المنتظرللشعوب المقهورة ومنها الشعب الإيرلندي والشعب السوداني والشعوب العربية لن يأت .وانتظارهم للخلاص كانتظارالإيرلنديين ل"غودو" الذي لن ياتي مهما انتظروا , وأننا كبشر مغلوب على أمرهم أينما كنا .إذا بقينا العمر كله ننتظر مجيئ المخلص فلن نحصد إلاً مزيدا من الشقاء والعذاب دون جدوى وسنظل نعيش القهر والظلم والتهميش ,وننتظر بلاجدوى إلى مالا نهاية .وكأن بيكيت قال وهو قد قالها : "أننا إذ لم نبادر ونأخذ زمام المبادرة ونغيرواقعنا والعالم بأيدينا وأسنانا فإننا سنظل نعيش الشقاء والظلم والحرمان والعبث والاغتراب إلى الأبد .وبهذا فإننا لا نسلم رقابنا بأيدينا ـ سلفا للمجرمين واللصوص والقتلة والمستبدين والمستغلين فحسب , بل نحكم على أنفسنا بالعبودية إلى الأبد .وهذا ماتعلمته وفعلته الشعوب الأوربية بعد معاناة شاقة وصراع طويل مع المستبدين .
قد يكون سلوك هذا الطريق مؤلما ومزعجا للكثيرين كونه يفقدهم أمل الانتظارويزيل من عقولهم ونفوسهم التعلق بوهم الانتظار والخلاص القادم قريبا , وكونه يلقي عليهم مسؤوليات لا قبل لهم بها . و لكنه مع ذلك أفضل من البقاء أسرى الوهم بلاطائل .
الحل الجماعي :
في حوار مع الدكتور "الطيب تزيني " قال في تبرير توقفه عن الاستمرار في مشروعه النهضوي . "تكمن مشكلتنا في انتظارمشروع يتقدم به مفكر أو فيلسوف واحد .وهي ناجمة عن انتظارنا الدائم لمفكرأو لنبي أو مخلص قادر على تخليصنا من مشاكلنا . لكن بما أن مشاكلنا باتت معقدة ومتعددة الأوجه ,فلم يعد بإمكان فرد واحد مهما كان عبقريا ,أن يقدم لوحده حلولاً لها ,بل لابد من اجتماع أو جمع عدد من المفكرين والباحثين في اختصاصات عدة للبحث والحوار في دائرة مستديرة قد تطول أشهرأو سنوات لطرح حلول قابلة للتطبيق.
أعتقد أن دول أوروبا الغربية (بدرجات ) تجاوزت هذه المشكلة وقدمت لها حلا بسيطا يقوم على إنشاء وإقامة مراكز بحوث ودراسات تضم خبراء موثوقين ومشهود لهم في اختصاصات متعددة تتابع وتغيرالقرارات حسب معطيات الواقع المدروس والمعاش .تتغيرشخوصها ببساطة إذا ما أخطأت أو فشلت مشاريعها المقدمة مع الابقاء على قابلية الاصلاح والتغيير .
أتصورأننا قبل أن نصل ـ ولكي نصل ـ لمثل هذا الحل نحتاج لمشوار طويل .مشواريفترض أن يبدأ بالعمل على خلق وايجاد واختيار قيادات وأنظمة تعمل لمصلحة شعوبنا .قيادات وأنظمة تختارها شعوبنا بحرية .وعندما لاتنجح في إخراجنا من مآزقنا أو تفشل في تنفيذ برامجها الموعودة يجب اختيارغيرها .ويفترض أن تتنازل عن السلطة لغيرها . وإن لم تفعل ,فهذا معناه أنها لاتعمل لمصلحة شعبها , بل إما أنها تعمل لمصالح خارجية أو لمصالح ذاتية ضيقة .أوللجهتين معا . عندها لابد من العمل على إسقاطها .
فتحي علي رشيد 20/1،/2019



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوصلة العرب الضائعة
- تقديس الزعامات عند العرب المعاصرين .حالة مرضية أم عرضية ؟
- المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- قراءة في حل المسألة الكردية
- انتصارات محور المقاومة بين الوقائع والأوهام
- قراءة في الموقف الأمريكي مما يجري في سورية
- مايدور حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا
- تجدد عوامل نشوب الحرب العالمية الأولى
- تساؤلات حول حلف الشرق الأوسط والعداءلإيران أخطر تحدي يواجه ا ...
- قراءة في تفاعلات جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (21) نقض النظرية السامية وا ...
- الخاشقجي والصراع في الشرق الأوسط
- - لافروف - , -الحاكم بأمرالله - ! في سوريا
- دلالات الموقف من المختطفات - الدرزيات -لدى داعش
- تهالك القوى الجديدة المعادية بالكلام للولايات المتحدة وإسرائ ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (20) دحض نظريات التفوق العن ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية ( 19 ) الأبعاد التاريخية وا ...
- الحل في سورية سهل ,لكنه ممتنع
- مستقبل مظلم,لحاضر متشح بالسواد ومخضب بالدماء
- الهروب من الحل


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - في البحث عن الخلاص -في انتظار المخلص -