أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - لعبة الوقت















المزيد.....

لعبة الوقت


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنحسر الخيارات الى ما دون الصفر حين تطرق الحقائق الجديدة ابواب العواصم الغارقة في ازمات بنيوية تتفاقم مع مرور الزمن المفتوح على المتغيرات .
فالغرق في الازمات المستعصية لايعني الانكفاء عليها ، لان العالم لا ينتهي عند حدودها ، ولا يبدا من احتمالات حلولها .
والمستقبل نتيجة لتراكم معطيات وليس حالة هلامية تهبط من كوكب اخر لتعيد تشكيل الواقع .
والتجارب اثبتت فشل سياسة دفن الرؤوس في الرمال التي يحاول النظام الرسمي العربي اتقانها ، وتتحمل الشعوب العربية عبء الدوران في متاهاتها ، وتبعات رغبة الخروج من دواماتها.
والازمة التي تثيرها عمليات تخصيب اليورانيوم الايرانية واحدة من جملة الحقائق التي تطرق بوابات العواصم العربية بعنف .
فهي عنوان مواجهة بين جار الشرق الموغلة علاقته مع العرب بالحساسية ، والقطب الكوني الوحيد الداخل حتى النخاع في تفاصيل الحياة اليومية ، وصاحب الدور الرئيسي في توجيه مسارات الاحداث .
ولا تغيب التفاصيل الدقيقة التي تحدد العلاقة مع الطرفين عند اتخاذ المواقف من الازمات وتداعياتها ذات المساس المباشر بما تبقى من استقرار في المنطقة .
فما زالت محاولات تصدير الثورة التي شرعت فيها طهران ما بعد الشاه ، والحرب العراقية ـ الايرانية جزء من الذاكرة العربية .
وخطورة ما ينطوي عليه دور ايران في العراق ، وحضورها في لبنان ، وفلسطين ، وسوريا حقيقة واقعة يدركها اصحاب التحليل الهادئ ويتجاوزها الموهومون .
ورغبة العواصم العربية في الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة لا تخفي عدم ارتياحها للسياسة الاميركية في المنطقة ، بدء من ادارة الازمات في العراق ، ومرورا بالانحياز لاسرائيل ، والانتقادات التي توجهها مراكز صنع القرار الاميركي للنظام العربي العاجز في معظمه عن توفير متطلبات الاصلاح السياسي والاقتصادي .
ويزيد من صعوبة الموقف الرسمي العربي عدم قدرته على الابتعاد عن الضبابية والميوعة ، لا سيما وان الحريق المتوقع ان ينجم عن مواجهة ايرانية ـ اميركية لا تقف حدوده عند الساحة الخلفية لعواصم المنطقة .
ولا يقتصر تفاقم المازق العربي الناجم عن تسارع اليات " لعبة الوقت " بين واشنطن وطهران على النظام الرسمي .
فالمعارضات الاصولية العربية ـ بتلاوينها الدينية والقومية ـ التي وطنت الوهم في حساباتها وهي تحدد معسكرات الاعداء والاصدقاء جزء من مشهد الازمة المتوقع ان تلعب دورا في توجيه عملية اعادة تشكيل المنطقة .
وتكشف تحولات الخطاب السياسي الايراني ـ التي ظهرت بوضوح في تصريحات الرئيس احمدي نجاد لدى اعلانه دخول بلاده الى النادي النووي ـ عمق ازمة هذه المعارضات .
فقد عاد الرئيس نجاد الذي يعد احد تلاميذ مدرسة اية الله الخميني مفجر " الثورة الاسلامية " في ايران الى خطاب التطرف القومي بافراطه في الحديث عن الامة الايرانية .
ولحديث نجاد عن تحول بلاده الى " قوة عظمى " دلالات يغفل عنها المتحمسون للدور الايراني في المنطقة .
فالحديث عن الامة الايرانية ياتي على حساب شعارات الثورة الاسلامية التي جرى استخدامها على مدى السنوات الماضية غطاء لعلاقة ملتبسة بين قوى سياسية عربية مؤثرة وطهران .
وغالبا ما تاخذ العلاقة مع القوى العظمي طابع التبعية المكشوفة مما يحرم حلفاء ايران في المنطقة هامش المزايدة المتاح عند توجيه انتقادات لطبيعة علاقة النظام الرسمي العربي بالغرب .
وقد تتيح طبيعة العلاقة بين النظام الرسمي العربي مع الغرب هامش تحرك اوسع من الذي تمنحه طهران لحلفائها .
فما يتوفر من معلومات وتسريبات حول علاقة طهران بحلفائها المقربين يعطي هذه العلاقة الطابع الاستخدامي الذي يحول الحلفاء الى ادوات ينحسر تمويلها في حال تراجع جدوى ادائها .
وما اخفته تصريحات نجاد في لحظات نشوة الدخول الى النادي النووي فضحته الحركة النشطة لرئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني الذي يقود جناحا اخر في النظام الايراني .
ففي محطته السورية حيث التقى امين عام حزب الله حسن نصرالله وقادة التنظيمات الفلسطينية الحليفة دعا رفسنجاني الى المقاومة ووعد بدعم مادي ومعنوي .
وفي تصريحات ادلى بها في وقت لاحق تحدث رفسنجاني عن ترتيبات عنوانها العريض " مجموعة اقليمية " تشمل سوريا والعراق بعد ترتيب اوضاعه .
والاعتقاد الوحيد الذي يمكن ان تؤدي اليه مثل هذه التصريحات هو رغبة طهران في تسخين الجبهات الاقليمية لتخوض الفصائل المجهرية الفلسطينية ، وحزب الله ، وتنظيمات الاسلام السياسي الشيعي في العراق ، وافغانستان معركة دخول ايران الى النادي النووي .
وبذلك اصبح من السهولة التقاط تباينات خطابين ايرانيين يظهران عمق ازمة الرؤية و يكملان بعضهما في الوقت ذاته .
فمن خلال خطاب الانبعاث القومي الذي يعيد الى الاذهان تجليات التفكير الاوروبي التي قادت الى حرب كونية ينعش نجاد النزعة القومية في الشارع الايراني الباحث عن اصلاحات سياسية وحلول لاوضاع معيشية ويحاول قطع الطريق على المعارضة الايرانية التي اتسع اطار حركتها في الولايات المتحدة واوروبا لتسويق مشروع التغيير الديمقراطي .
ولم تخرج الرؤية الاستخدامية للجبهات الاقليمية عن هذا السياق ، فالمطلوب من الاخرين الموت دفاعا عن المشروع النووي الايراني مقابل معونات مادية ، ومعنوية .
وبطغيان الاصوات المتشددة في اجنحة الحكم الايراني غاب الجناح الثالث الذي خيبت هزيمته امل الغرب في تقدم تيار الاعتدال .
والى جانب التحولات التي يقود اليها الانبعاث القومي الايراني يواجه العرب خلال الـ 15 شهرا المقبلة ـ المتوقع ان تشهد تسخينا سياسيا بين الولايات المتحدة وايران ـ معضلة اعادة النظر في خطابهم الداعي الى اخضاع المفاعل النووي الاسرائيلي للتفتيش الدولي .
فالسياسة التي تتبعها طهران مع وكالة الطاقة الدولية تتيح للجانب الاسرائيلي ما يرد به على الدعوات ترددها جامعة الدول العربية بين الحين والاخر .
ولم ينتبه الساسة العرب وهم يتابعون " لعبة الوقت " الاميركية ـ الايرانية الى كفاية ضجيج ازمة بهذا الحجم لتغطية خطوات الحل الاحادي الجانب التي رفعها ايهود اولمرت شعارا لحملته الانتخابية .
وبالتالي لن تكون النتائج النهائية للمواجهة المقبلة اكثر رحمة على النظام الرسمي والقوى الشعبية العربيين من تداعيات الازمات التي اثارها احتلال دولة الكويت عام 1990



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الانتحار السياسي
- في الازمة العراقية
- عاصفة الفصل الاحادي
- حكومة مفترق الطرق
- متاهة الحوار
- ماراثون البؤر الملتهبة
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة
- تشوهات التحول الديمقراطي
- شهوة القتل
- التقرير الذي هز المنطقة
- الانتحار اللغز
- حوار الدائرة المغلقة


المزيد.....




- زيلينسكي من سنغافورة: الحرب مع روسيا ستطول والسبب دعم الصين ...
- عُثِر فيه على باروكة ودعوة لحفلة عيد ميلاد.. كيف يكشف جدار ق ...
- المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد
- -فرصة على الجانبين اغتنامها-.. عبدالله بن زايد بتدوينة عن ال ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا حول واقعة الطالبة المختفية في مح ...
- وزير الدفاع الصيني: مستعدون لمنع استقلال تايوان -بالقوة-
- الانتخابات الأوروبية ـ توقعات بمكاسب كبيرة لليمين المتطرف
- وسائط الدفاع الجوي تسقط ثلاث طائرات مسيرة فوق الأراضي الروسي ...
- مبعوث البابا للتسوية في أوكرانيا: مهمتي مستمرة
- مقتل مسؤول روسي محلي في بيلغورود جراء -انفجار ذخيرة-


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - لعبة الوقت