أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - في الإمارات … مسجدُ مريمَ أمَّ عيسى عليهما السلام














المزيد.....

في الإمارات … مسجدُ مريمَ أمَّ عيسى عليهما السلام


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6114 - 2019 / 1 / 14 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقتربُ الأيامُ الطيبةُ التي يجتمعُ فيها العالمُ بأسره على الفرح والبهجات وتبادل أنخابَ التهاني الصافية. يومٌ استثنائي قريب، سوف يمرُّ على هذا الكوكب من شرقه إلى غربه مع تتابع خطوط الطول، فيقولُّ إنسانٌ لأخيه الإنسان: “عام جديد وسعيد. كلُّ عام وأنت شقيقي في الإنسانية". يومٌ يتفق فيه البشرُ على اختلاف أعراقهم وعقائدهم ومذاهبهم على محبة رسول السلام، السيد المسيح عليه وعلى أمّه السلام. نقفُ على أبواب عام جديد، يُقرّبنا نحو المستقبل خطوةً، وينأى بنا خطوةً عن الماضي بكل مراراته وتمزقاتها التي صنعها مَن يكرهون الحياةَ ويحاربون وحدةَ الإنسان على هذه الأرض الحزينة، مهما كانت الاختلافاتُ بيننا كبشر. تلك مشيئةُ الله العزيز الحكيم أن نكون مختلفين، ذاك أن الاختلافَ ثراءٌ وغِنى وثروة بشرية، وليس مدعاةً للنزاع والاقتتال.
ولكن، والشكرُ لله، هناك دائمًا نبلاءَ يرأبون الصدوعَ التي يصنعها الُمرجفون. أولئك النبلاءُ واثقون ثابتون في إيمانهم بالله؛ فلا يرجفون إن اختلفت عقائدُ الناس، إنما يزدادون إيمانًا بأن الله هو النورُ الأبهى والأنصعُ والأشملُ الذي يشرقُ في عيوننا مثل شمسٍ لا تغيب. الله هو النورُ الذي يتمركزُ في قلب هذا الكون، يُصوِّبُ البشرُ أنظارَهم صوبَه، أجمعين فيرسلُ إليهم فيوضَ رحمته. أتذكّرُ الآن واقعةً نبيلة تؤكد تلك الفكرة النيّرة.
يوم الأحد 9 أبريل 2017، في مدينة أبو ظبي، عاصمة "كوكب" الإمارات العربية المتحدة، كنتُ أقفُ أمام ساحة مسجد "الشيخ محمد بن زايد"، أحملُ في يدي سعفةَ نخيل خضراءَ، مشبوكةً في غُصن وردة بيضاء، أهدتها لي صبيةٌ آسيوية نحيلة، كانت تقف على باب الكاتدرائية المصرية بمدينة أبو ظبي، تبيعُ أغصانَ السعف للناس في عيد السعف. بابُ الكاتدرائية المصرية يجاورُ بابَ المسجد الإماراتي. ويلتقيان كشقيقين عند ساحةٍ واسعة تضمُّ بشرًا من جميع جنسيات الأرض، فيهم المسلمُ وفيهم المسيحيُ، وفيهم غير ذلك. يجمعهم حبُّ الله وتُظلّلهم مِظلةُ الإنسانية الواسعة، وتحميهم وترعاهم دولةٌ، أسميتُها "كوكبًا"، لأنها سبقتْ دولَ العالم بأسره في خلق حال مبهجة من التحضّر والمحبة والإنسانية والسُّموّ. كان ذلك اليوم يوافق "أحدَ السعف"، ذلك العيد الذي تعوّدتُ، منذ طفولتي، أن أحتفل فيه بجدل أغصان السعف، مع أصدقائي وأسرتي. صغارًا كنّا، لا ندري من فينا مسلمٌ ومن فينا مسيحي، لكننا نعرفُ أننا أشقاءُ كبرنا معًا لنفرح معًا ونجدل معًا سعفات النخيل. ثم نُهدي صنعاتِ أيادينا لأصدقائنا وأمهاتنا ومُعلّماتنا في المدرسة. في ذلك اليوم كنتُ خارج وطني مصر، في مهمة قصيرة بالإمارات. لكنني لا أسمح للأسفار أن تمنعني من الحفاظ على طقوس الفرح الطيب. نزلتُ من الفندق وقت العصر لأجلب بعض السعفات من كاتدرائيتنا المصرية: “كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذوكس" بأبو ظبي. جلبتُ السعفات الخُضر من الكاتدرائية ثم ركضتُ نحو باب المسجد الكبير لألتقط الصور التذكارية مع أشقائي الأقباط والمسلمين المقيمين في كوكب الإمارات، أحتفل معهم بعيدهم، كما سيحتفلون معي بعد أيام بعيد الفطر المبارك وقتذاك.
ذلك المسجدُ الجميل، لم يعد موجودًا الآن في أبو ظبي. إن بحثتَ عن مسجد بهذا الاسم في منطقة "المشرف"، لن يدُلّك عليه أحدٌ. فقد تحوّل اسمُه من: "مسجد الشيخ محمد بن زايد" إلى: "مسجد مريم أمّ عيسى عليهما السلام". حدث ذلك بقرار مباشر من سمو الشيخ “محمد بن زايد"، ولي عهد أبو ظبي، وقائد القوات المسلحة الإماراتية، نفسه. وبالفعل تم تغيير الاسم بأمر مباشر من النبيل صاحب ذلك الاسم، ذاته، فأي نبلٍ وأي تحضر وأي سمو! وافتتحته الشيخة "لبنى خالد القاسمي"، وزيرة التعاون الدولي في أبو ظبي، باسمه الجديد (مسجد مريم أم عيسى)، في حفل تاريخي هائل، حضرته وفود مثقفة من رموز دولة الإمارات، ومن رجال الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي بدولة الإمارات العربية المتحدة. لماذا غيّروا اسم المسجد الفخم المُهيب؟ لأنهم نبلاءُ متحضّرون. أرادوا أن يرسلوا رسالة واعية إلى العالم أجمع في وقت شيوع الإرهاب والتطرف باسم ديننا الحنيف. رسالة عملية تقول بجلاء ووضوح: إن الإسلام ليس دين تطرف بل دينُ سمو وأخلاق. فالدينُ لله، وبيوتُ الله لكل البشر، والأرضُ والحبُّ للجميع.
تحية احترام متجددة لشعب الإمارات المثقف، أبناء الشيخ زايد طيّب اللهُ ثراه. الزعيم النبيل الذي نحتفل في مصر هذه الأيام بالذكرى المئويه لميلاده. وتحية احترام لسمو الشيخ "محمد بن زايد"، ولكل صناع القرار في ذلك البلد الأمين. وكل عام والعالم أجمل وأكثر طيبةً وسموًّا وتحضرًا وقبولا للآخر. وميري كريسماس لأشقائنا المسيحيين في مصر وفي سائر العالم.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصحفُ في بيتي …. جوارَ البتول
- الرئيسُ يصفعُ الطائفيةَ ... بكاتدرائية ومسجد
- الرئيسُ يضمُّ المحرابَ والمذبح
- سعد والاسكندراني …. ومسيو موريس
- سيناءُ البهيةُ ... التي عادت عروسًا
- كيف كسر الرئيسُ الحائطَ الرابع؟
- الرئيسُ يكسرُ الحائطَ الرابع
- مَن الذي يغازلُ إسرائيل؟
- هدايا الكريسماس … من الرئيس لأطفال مصر
- في المعبد اليهودي … بالقاهرة
- على هامش الفستان… طاقيّةُ التقيّة
- كلامٌ هادئ في شأن تونس والأزهر
- زهرةٌ بين منال ميخائيل و… بسملة
- عمرو سعد … والصبايا الجميلات
- نصف قرن على ميلاد الهرم
- مصرُ الكويتُ … والوزيرةُ الجميلة
- تلويث الذوق العام
- برقية إلى … نادية صالح
- كيف أكتبُ عن -عيد الحب”!
- ثلاثةُ رجال من مصر


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - في الإمارات … مسجدُ مريمَ أمَّ عيسى عليهما السلام