قدراً كافياً من القوة .. قدراً كافياً من الصبر

هناء محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6104 - 2019 / 1 / 4 - 18:19
المحور: الادب والفن
    

معانقة خفية خارج ترتيبات الوقت، جاذبية النقاء ، التي تعاود غزل أوتار الأيام بما يليق بحضور يفوق وضوح اللون .
قد لا يغير بزوغ النهار من آلامنا ، قد لا يصوننا القمر من الشرور ، قد لا تقول لنا المعرفه ما هو الخير أو ما هو الجميل ، لكن بعض حزنه يعطينا آلاف الاحتمالات .
مشهد يتكرر كثيرا ، خرائط وجهه مزدحمه بتداخل خيوط دخان التحدي ، مع أطراف ذلك القريب البعيد، لا عليك ياسيد الوقت : فقط لتتأمل وقع خطواتك التي لم تتزلزل فيها أركان الثبات مقارنة بعوالمك المتوارية ، لتجدها مرهونة بنظرة من طرفك . لتتمايل لحظات الإنتظار صوب التلاشي.
ذلك المتيم الصوفي صاحب العشق الأزلي والركن الأخضر من الروح، المتعبد داخل ثنايا السماء الثالثة فهو العاشق الذي لا يشغله عن معشوقه أحد يذكر،والتي تتشكل بيديه فرص إعادة تهيئة الحياة لتكتمل بإستداراتها المعهودة، ثم تعاوده الفرصه ولا يخيب ظن الفرح وقت أن يأتيه أبدا ، بل يرتديه معطفا لامعا بالبياض ويقدس لحظاته المبهرة فوق جبينه، فالمدد نابع من القلب.
بعقلي الموغل بعتمته، أراه وقد أحاطته سحب الأمان والقوة لتتسابق في تكوين هالته المستوحاة من رحب الأصداء المزودة بإلتماس الإحساس بالوجود. فسترة الخوف أصابها التجمد المبكر داخل أحداقه، قد تتعدد النوائب وتتكاتف العثرات ، لكنها تتوقف باهته أمام سطوته.
كأنه ولد بالأمس وأصبح صبيحة اليوم بكامل نضوجه الظاهر، يجمع شتات اليقين،، ويغض الطرف عن الصغائر.
يصنع حكايته بنفسه، يتبادر إلى ذهنه أن يحيكها بخيوط متشابكة وذات ألوان متوردة ، فيفعل دون تردد.
عندما تصغي له : لابد أن تصغي إلى ما لايقول ، حتى تجيب على السؤال الملح في تلك اللحظة : أين تباع المسافات؟؟
مسافات الزمن، مسافات الأشخاص، المسافات العالقة بين الحلم والرؤية، مسافات التشكيل الآدمي لصورته.فقدرته على الثبات واضحة، وقدرته على الزيف منعدمة.
"عنيد" هل تعلم ما سر هذا اللفظ، أو ما فيه؟ تساؤل تبادر إلى ذهني ذات مرة، فسره يكمن في يد سائق القطار ذات المعرفة الحاسمة إلى أين ومتى تدير عجلاته عن يقين، فمعرفة الخطوات والهدف صوب عينيه بشكل يفوق ما هو دائم.
كشجرة تغير أوراقها بالخريف لتعيدها كساءا مدهشا بالربيع ، لازلت تتحلى بقدرا كافيا من القوة ، وقدرا كافيا من الصبر.

#هناء_محمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل