أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - (غزو عربي) أم (غزو إسلامي)؟ (2)













المزيد.....

(غزو عربي) أم (غزو إسلامي)؟ (2)


كريم عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6100 - 2018 / 12 / 31 - 01:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلمة أخيرة عن تسمية "غزو عربي" أظنها ستهم الكثيرين لأنها تغيب عن أغلبهم؛ وهي أن "غزو عربي" تعني أن "العرب هم من غزوا" فهل حقا كل أولئك الغزاة القتلة المجرمين الذين جاؤوا إلى شمال افريقيا كانوا كلهم "عرب" أم أن نسبة العرب فيهم كانت محدودة وأغلب تلك الجيوش كانت من المسلمين الجدد من العراق والشام ومصر؟

لنعد إلى محمد ولنتذكّر كيف سيطر على يثرب ثم المناطق المحيطة بها نهاية بمكة ثم الطائف، ألم تبدأ الحركة المحمدية بأعداد محدودة من أوباش ورعاع مكة؟ ألم يتحالف بعد ذلك مع الصعاليك ثم الأوس والخزرج وبهم أخضع يثرب لسلطته؟ ألم يهاجم القبائل القريبة من يثرب وكل قبيلة يسيطر عليها يؤسلمها فتنظم إليه في حربه ضد القبائل الأخرى؟ في الجزيرة العربية كانت الأسلمة تعني البيعة والالتحاق بجيش محمد الغازي لكل شيء غير مسلم، لم يكن هنالك تعريب لأن الكل "عرب" مثلما روت كتب التراث. لكن بعد وفاة محمد وخروج المسلمين لغزو العراق والشام ثم مصر تزامنت الأسلمة مع التعريب، وكان الجيش الإسلامي "الأوّلي" -أو "النواة العربية الأولى"- كلما احتل منطقة أسلم سكانها وجنّدهم لينظموا إليه في غزو "من يلونهم من الكفار":

إذن الجيش الإسلامي كان مكونا من العرب الذين خرجوا من صحرائهم ومن مرتزقة جدد من الأقوام التي استُعمرت حديثا، لكنهم لم يكونوا أي مرتزقة بل تبنوا تدريجيا هوية الغزاة العرب بعد أن فُرض عليهم دينهم ولغتهم، ولنتذكر إبان الحرب العالمية الثانية أنه كان عندنا من حارب الحلفاء مع هتلر وأيضا من حارب في صف فرنسا ضد النازيين لكنهم لم يقل عنهم أنهم ألمان أو فرنسيون مثلما وقع مع العرب في بدايات تأسيس الإمبراطورية العربية الإسلامية.

عادة ما ينسب التاريخ الإنجازات للقادة وللسلطة الحاكمة حيث في تاريخنا غُيِّبت شعوبنا ونُسِبت للدول التي حكمتها ولا يزال ذلك متواصلا إلى اليوم؛ فدولنا "عربية" وتتبعها شعوبنا التي توصف بأنها "عربية" دون أن تكون كذلك. إذن خرافة أن العرب غزونا وكانت جيوشهم وفيرة العدد علينا أن نتجاوزها لأن القادة كانوا عربا أما أغلب أفراد تلك الجيوش فلم يكونوا عربا، ولنا في غزو الأيبيرية أحسن دليل فالأمازيغ هم من فعلوا ذلك والأعداد الأعظم التي قطنت اسبانيا بعد ذلك لم تكن "عربية" بل أمازيغية وبما أن السلطة الحاكمة واللغة المستعملة كانتا عربيتين فقد نُسب كل شيء منذ طارق إلى سقوط غرناطة إلى العرب! ولذلك لا نزال نسمع من العروبيين بكل أنواعهم من إسلاميين ويساريين وغيرهم بخرافة "الحضارة العربية في الأندلس"، وستبقى أرض السعودية أكبر دليل على أكاذيبهم، فلو كان العرب أهل حضارة كما يدّعون لوجدنا أدلة تلك الحضارة المزعومة في مركزها كما الحال مع أثينا وروما مثلا، وأيضا مثال الأستراليين والأمريكان والكنديين الذين نرى أنهم أسسوا حضارة في الأراضي الجديدة التي استعمرها أولئك الأوروبيون، وبالعودة إلى أوروبا الأرض التي خرجوا منها نجد أن فيها حضارة عكس أرض الحجاز أين لا نرى أي شيء باستثناء كعبة مكة ومسجد محمد وهي "إنجازات" حديثة بأيادي الكفار وبأموال رعوية استخرجها من باطن الأرض أيضا هؤلاء الكفار:

البدوي لا ينتج حضارة بل يُخرِّب الحضارة، البدوي الذي كان "رزقه تحت ظل رمحه" قديما اليوم رزقه يأخذه من النفط (حصرا) ومن الجزية التي لا نزال ندفعها له عن يد ونحن صاغرون فيما يُسمّى بالحج والعمرة وليسأل أيٌّ منا: ما هو إنتاج السعودية وقطر والإمارات اليوم؟ فكّر جيدا ستجد أن إنتاج هؤلاء الوحيد هو الإسلام والعروبة (حصرا)، ولمن سيسأل: ونحن ما هو إنتاجنا؟ أجيب بأننا أيضا لا نُنتج شيئا ليس لعيبٍ "ذاتي" فينا مثلما هو حال العرب، بل لأننا نستورد منتوج هؤلاء البدو أي الإسلام والعروبة ولازلنا بغباء منقطع النظير نحاول "رسكلة" هذا المنتوج المُدمِّر/ -هذه النفايات النووية- ونظن أننا منه سننتج حضارة.

أعيد ملاحظة قلتها مرارا، هي أن كلامي لا يخصّ الأمازيغ فقط بل كل الشعوب المُعرَّبة الموجودة خارج الجزيرة العربية وأولها جنوب العراق الذي يُدّعى أنه "مجتمع عربي قح" يسيطر عليه الفكر القبلي وفيه قبائل "عربية عريقة"! وأقول: كل ذلك أكاذيب وتلك الأنساب المختلقة تاريخها لا يخفى في تلك الكتب الصفراء الخرافية التي جعلوا منها "علما" سمّوه "علم الأنساب"، عودوا إلى أنسابكم المزعومة يا أهل العراق لن تجدوا إلا: "قيل..." و "قيل..." و "قيل..." وفي الأخير ستجدون: "والله أعلم"! الوهم عظيم جدا أراه أكبر حتى من مجرّتنا، فإذا كنا نحن في شمال افريقيا لا نزال نرى أنفسنا "عربا أقحاح" فكيف سيتشكك في تلك الأسطورة العراقيون والسوريون وغيرهم وهم الأقرب إلى "مركز الشر"؟

-2-

لماذا يقولون "غزو إسلامي"؟ ومَنْ أصحاب هذا القول؟

أول من قال ذلك الكتب الإسلامية من حديث وسيرة وفقه، تكلمت تلك الكتب عن "الغزو" ولم ترفقه بلفظ "إسلامي" لأنه تحصيل حاصل ومن غير المعقول وحتى بلاغيا لا يمكن قبول مثلا أن يقال في تلك الأزمنة "غزوة خيبر الإسلامية" أو "غزونا مع النبي غزوا إسلاميا أو غزوة إسلامية"، وصف "الغزو الإسلامي" و "الغزوات الإسلامية" إذن حديث ولا نجده في الكتب التراثية، وما يهمني في طرحي هو عصرنا اليوم. وفيه نلاحظ أنه حتى الإسلاميون يتجنبون تعبير "غزو إسلامي"، ويغلب عليهم استعمال تعبير "فتح إسلامي" والذي نفسره بأسباب عديدة أهمها:

*الأول: خجلهم وخزيهم من لفظ "الغزو" مع المسلمين المعاصرين.

*الثاني: استعمالهم لنوع من المعاريض والتقية، لأن لفظ "الفتح" يمكن اعتباره لفظا "شرعيا" وقد ورد في النصوص الإسلامية التراثية التي وإن غلب عليها لفظ "الغزو" إلا أنه يوجد فيها من حين لأخر أقوال مثل "فتح الله علينا"، ولنلاحظ أن ثقافة الغزو والسلب العربية الصحراوية الأصيلة هي نفسها لكن أُلحق بها "الله" فهو الذي مع الإسلام "يفتح" للعرب وهو الذي يأمر بالغزو في سبيله! بمعنى كانت عندنا قبائل عربية متناحرة تقتل وتسرق غيرها لتعيش فواصلت نفس النهج لكن هذا المزعوم "الله" هو الذي أصبح شعارها! وبالرغم من ذلك يدّعي الإسلامي أن ذلك الفعل البدوي الهمجي "إسلامي" وليس "عربي". إذن الإسلامي الأصولي عابدُ الحرف باستعماله لفظ "الفتح" لا يأثم بل سينال ثوابا كبيرا، لأنه سيمنع به نفور المسلمين وذلك يمكن إدراجه في إطار "حفظ الدين".

*الثالث: التزامهم بأكذوبة أن الإسلام لا يهتم للقوميات، فبقولهم "فتح إسلامي" يقولون أن الخير كله حصل بالإسلام وليس بالعرب الذين كانوا في جهالة عظيمة ككل الأمم التي أصبح لها شأن وعرفت العزة بالإسلام، ويدخل ذلك في إطار حلمهم بأمتهم الإسلامية التي لا فرق فيها بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى، وهو كلام زائف تسبب في سحق هويات الشعوب واستعبادها تحت قيادة وحكم العرب ومن ادعى أن عرقه عربي من هذه الشعوب المستعمَرة؛ ولنتذكر الأحاديث التي تضع الإمامة (حصرا) في قريش عند السنة وعند آل البيت عند الشيعة وجميعهم عرب كما هو معلوم.

إذن مع الإسلاميين "غزو" أو "فتح" لا فرق والنتيجة واحدة، وهي:

تعالي العرق العربي المزعوم في بلداننا ومن ذلك مُلك محمد السادس في المغرب وكل السلط الحاكمة في بلداننا حيث كلها تقول عن نفسها أنها "عربية": الدساتير قالت بالمكشوف أن الحاكم يجب أن يكون مسلما ولم تقل أنه يجب أن يكون "عربيا" لكن الممارسة تقول أنه يجب أن يكون "عربيا" قبل أن يكون مسلما!
إعلاء شأن لغة العرب على غيرها وطبعا من تكلمها صار عربيا بالعرق!
مواصلة سياسة تعريب الأخضر واليابس حتى مع من يتكلمون الأمازيغية الذين منهم الكثيرون يقولون: "أنا أمازيغي عربي"! وبما أن كل ما وُجد قبل "الفتح الإسلامي" جاهلية ومن الشيطان ترى هؤلاء يقولون بصوت خافت أنهم أمازيغ وبصوت أعلى بكثير أنهم عرب ينتسبون لمحمد وأهله الذين اصطفاهم الله برسالته، ويقبلون دون أي تشكك زعامة العرب مثل البعض في المغرب. لم أقل كلهم بل نسبة منهم وهذه النسبة هي نتيجة التعليم العروبي الذي فُرض بعد الاستقلال وحديثا القنوات المشرقية التي تبثّ سمومها فيصدقون ما يقال فيها. يقال أن من أهم مقومات الهوية اللغة وهو قول صحيح، لكنه ليس قاعدة فمع هؤلاء (الأمازيغ "العرب") الناطقين بالأمازيغية نجد أن ولاءهم للعروبة أهم بكثير من هويتهم الحقيقية، بل فيهم من يعاديها ويحتقرها صراحة ويعمل ضد إعادة الاعتبار لها مرددا أكاذيب العروبيين عن أنها "عميلة لفرنسا" هدفها "كسر وحدة الأمة" وأيضا ترهات الإسلاميين وقولهم الذي يلخص الأيديولوجيا الاستعمارية الإسلامية: "الإسلام يجب ما قبله".

نوع آخر يقول بـ "الغزو الإسلامي" وهو المسيحيون، وطرحهم كما تكلمت عليه في الجزء الأول من المقال "طرح ديني" ينطلق من السماء ويجافي الأرض جملة وتفصيلا: فهؤلاء يقولون بالآلهة التي ترسل رسلا وكتبا، وهدفهم من طرحهم هو أن "محمدا ليس رسولا من عند الإله الحقيقي"، وتأكيدهم على لفظ "الغزو" وربطه بالإسلام يدخل في هذا الإطار فيقولون للمسلمين: "كيف تصدقون أن الله الحقيقي الذي يحب خليقته يرسل لهم سفاحا قاطع رؤوس؟" "ألا تقارنون محمدكم مع السيد المسيح حتى في قرآنكم ولا حاجة لنا بالأناجيل؟" "أليس عيسى هو الوحيد المعصوم عن الخطأ قرآنيا؟" "أليس الشيطان طعن الجميع إلا عيسى؟" "من الوحيد الذي خلق مع الله؟ ألستم موحدين؟ فكيف يشارك عيسى الله الخلق حتى وإن كان ذلك بإذنه؟" إلخ...

نتيجة هذا الطرح ما نراه عند أغلب من اعتنقوا المسيحية، وأغلبهم أناس لا يعيشون معنا على الأرض، وربما لو بقوا مسلمين لكانوا أحسن وأقرب للاهتمام بقضايا شعوبهم! فهؤلاء يغلب عليهم خطاب المحبة والخنوع، وهو خطاب يجنبنا وجود إرهابيين جدد -هذا صحيح- لكنه للأسف لا يساهم في بناء وطنية وولاء وطني للأرض التي يعيشون عليها، خصوصا وأن هؤلاء المسيحيين الجدد يسمعون للخطاب المشرقي الأصولي الذي لم تشمله النهضة الغربية، ولكم في مسيحيي مصر الذين يقدسون تاريخا عبريا مزيفا معادي لأرضهم ولشعبهم أحسن دليل على كلامي.

هذا الخطاب المسيحي لا تعنيه الهوية في شيء، والمسيحية كالإسلام تجب ما قبلها! وعجيب حقا كيف قبل المسيحيون المشارقة هوية العرب بل وفيهم من ينادي بالعروبة أكثر حتى من المسلمين، ولنتذكر أن أعلام القومية العربية كانوا مسيحيين.

قلت في أحد تعليقاتي أني أساند التبشير المسيحي، لكن قولي ذاك ليس "شيكا على بياض"، فقضيتي المحورية -ككل من اكتشف حقيقة سرقة العروبة لهويتنا الحقيقية- هي الأمازيغية وليس الدين أو الإلحاد، وبالتأكيد لن أُرحّب بالمسيحية المشرقية التي تُشكِّل تيارا من تيارات المشروع الكولونيالي العروبي لشمال افريقيا: نعم لأي دين ينطلق من هويتنا الحقيقية ومليون لا لأي دين يواصل تكبيلنا وسجننا في نفس الخرافة!

وفي هذا الصدد سأقول لا، ليس للدين فحسب بل للإلحاد الذي هو أيضا جندي جديد في المشروع العروبي "الشامل": لن يضيف لنا أي شيء ملحد عراقي أو مصري أو سوري يقول عن نفسه أنه "ملحد عربي" ويقبل بنسف حقيقة أمته من أجل نفس الأكذوبة التي أصلها الإسلام الذي يقول عنه أنه خرافة وأكذوبة! وكما قلت في الجزء الأول من المقال أننا عندنا كتابنا ولا حاجة لنا بغيرهم من المشرق، سأقول أيضا أن عندنا ملحدينا ولا حاجة لنا بغيرهم، وإذا أردنا أن نقرأ لغيرنا فعلينا بالوطنيين منهم الذين دافعوا عن خصوصياتهم القومية والثقافية ضد الاحتواء العروبي وأذكر من مصر مثلا توفيق الحكيم وبيومي قنديل وخليل عبد الكريم...

خطاب المسيحيين هذا نرى مخلفاته عند كثير من الملحدين الذين كانوا كلهم مسلمين، وهذا الخطاب "السماوي" البعيد عن الأرض نراه عند كثير من الكتاب في الحوار مثلا وأذكر منهم التونسي "ناصر بن رجب" الذي قدّم كتابات وترجمات هامة جدا عن تاريخ الإسلام ونصوصه، لكنها لا علاقة لها بالأرض، وهو مثال ثاني -مع مالك بارودي- يُبيّن مدى استفحال الأيديولوجيا العروبية في تفكير كتابنا للأسف. ناصر لا تعنيه أصلا هوية شعبه فهو "عربي" وانتهت القضية، وتبقى المشكلة في الإسلام العائق الوحيد للتحضر، وهو طرح تنقصه نصف الحقيقة ويستحيل أن ينهض به شعبنا، بل نتيجته ستكون تكبيلنا أكثر في سجن العروبة الذي للأسف لم ينج منه حتى الملحدون الذين يتبعون منهج المسيحيين ومالك وناصر وغيرهم الكثير.

إذن تعبير "غزو إسلامي" نجده عند المسيحيين وأيضا عند الكثير من الملحدين. والحقيقة التي أريد إيصالها للقارئ أن الأصول التي ينطلق منها كاتب ما هي التي تُحدد توجهاته ومقاصده، وعندي أن أغلب هؤلاء مهما كانت تياراتهم عروبيون، ولا فرق عندي بين "غزو إسلامي" و "غزو عربي" و "فتح إسلامي" و "فتح عربي" لأن كلها واحد، ويبقى الاختلاف في المضحوك عليهم وكيف سيأخذون تلك التعابير:

العرب هم من أسّسوا الإسلام -لو أخذنا بالتاريخ الرسمي- وبه غزوا بلداننا ودمّروا حضاراتنا وهوياتنا ولغاتنا، لا توجد آلهة تُرسل رسلا لتنهب الشعوب -وهنا نلاحظ خلل الخطاب المسيحي الذي يُنكر على المسلم نفس أفعال أنبياء عهده القديم-، الإسلام إنتاج العرب الوحيد منذ كثر من 14 قرن وسيبقى إلى الأبد إنتاجهم الوحيد، هذا المنتج الوحيد هو في حقيقته هوية العرب البدوية الصحراوية + "الله": لا يمكن لنا أن نرفض نصف خرافة ونقبل بنصفها الآخر، الإسلام ولغته العربية التي فُرضت على أجدادنا بالقوة -والتي لا تزال إلى اليوم تُفرض بالقوة علينا- هما من سحقا هوياتنا الحقيقية وصرنا نرى أنفسنا عربا بل وأعرب من العرب أنفسهم، ولا يزال ذلك حال شعوبنا وحال أغلب مفكرينا!

فإلى متى سيتواصل هذا القيد؟ وإلى متى سنشاهد الأمم أمامنا تنهض انطلاقا من ذواتها الحقيقية ونحن نريد ذلك بذات أجنبية؟ هل نهض الصينيون والكوريون بهوية يابانية؟ هل نهضت الهند بهوية إنكليزية؟ بل هل كانت أمريكا ستكون أمريكا التي نعرف لو لم تستقل عن بريطانيا وهي أصلها! فكم بالأحرى بمن يُنكر ذاته ويلبس أخرى؟

كل شعوب الأرض عندها "شخصية" حتى أفقرها وأجهلها، حتى القبائل الأفريقية البدائية عندها هذه الشخصية! إلا نحن لأننا لا نزال تتلقفنا الأيديولوجيات من مختلف التيارات وكلها تنطلق من ذات أجنبية عن أرضنا ولذلك يستحيل أن نتقدم وأن تقوم لنا قائمة ما لم تكن لنا شخصية وما لم تكن لنا هوية حقيقية وهي قطعا هوية الأرض قبل كل شيء والأرض أمازيغية وليست عربية!

***

كان شهرا غريبا وثقيل ظل، وداعا ديسمبر! وداعا 2018.



#كريم_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (غزو عربي) أم (غزو إسلامي)؟
- سؤال لا أجد له جوابا: (اذكر قضية عربية واحدة عادت على شعبك ب ...
- لماذا (كل) حكامنا ليسوا وطنيين؟
- عن العروبة والإسلام ومثقفي (قل أوحي إليّ) و (أنا ابن فلان ول ...
- الماركسيون والعروبة
- بعض تساؤلات عفوية بخصوص أكذوبة الهوية العربية
- رأسان جديدان يُقطعان في المروك: ما علاقة ذلك بعروبة المغرب؟
- إلى مليكة مزان: ((أمازيغيتي لا أساوم عليها!))
- القول بأمازيغية شمال افريقيا -قول عنصري- عند سدنة هياكل الوه ...
- ماذا لو بقي الأمازيغ مسيحيين؟
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (10)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (9)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (8)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (7)
- رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (5)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (4)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - (غزو عربي) أم (غزو إسلامي)؟ (2)