أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)














المزيد.....

بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)


كريم عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6081 - 2018 / 12 / 12 - 15:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الطريقة التي تكلمت بها وسأتكلم بها عن الإسلام -والدين ككل- والعروبة ليست طريقة "أهل الفكر" الذين يكتبون ويتعاملون مباشرة مع الشعوب بل هي طريقة غير المشتغلين لا بفكر ولا بسياسة في الفضاءات العامة ومن يهمهم "النوعية" لا "العدد"، خطي واضح ويلزمه هجر الدين برمته وأيضا -وقبل الدين- هجر العروبة لننهض بأوطاننا ولنخرج من التبعية والذمية للمشرق الذي أزعم أنه سيبقى عربيا إلى الأبد ولا أمل عنده في الخلاص فالإسلام خرج من صحرائهم ودولة بني أمية وبني العباس اتخذت دولهم عواصم لهم، عروبة السوري "المزيفة" تعيده إلى أمجاد الأمويين وعروبة العراقي "المزيفة" تعيده إلى إمبراطورية العباسيين وتحت الإسلام أظن أنني لا أتجنى إذا قلت أنه يستحيل على شعوب المشرق الخلاص.

نحن أقرب منهم لهذا الخلاص الذي أراه سيبدأ من أرضنا وربما اتبعوا خطانا بعد ذلك لتنعم شعوبنا في المستقبل بالكرامة ولتأرز العروبة إلى جحرها الحقيقي أما الإسلام فلن يبق منه إلا الاسم ومن أراده بدويا صحراويا كما نشأ فليذهب ساعتها إلى صحراء نجد ليشاهده كما يفعل زوار الحدائق مع الحيوانات المفترسة.

تكبر المشارقة علينا والذي أخذوه من عروبتهم المزيفة وقوميتها كان سبب خراب بلدانهم وبلداننا والسبب الأول لتخلف شعوبنا وشعوبهم، العراقي والسوري ومعه المصري (الذي للأسف صار يُعدّ من المشرق) لم يكونوا متعصبين وعنجهيين قبل حلول الإسلام وعروبته بل كانوا منفتحين ومتعددي الألوان وتشهد على ذلك دياناتهم القديمة، كلهم ومنذ حلول الإسلام رفضوا ما أتاهم من "المغرب" واستعلوا عليه فهو موطن "الموالي" وهم "الأسياد" وهؤلاء "الموالي" كانوا كثيري الشغب والثورات على مراكز خلافتهم ودولهم، وازدادت عنصريتهم مع بدايات القرن الماضي بقوميتهم العربية التي صدروها لنا واستقبلها وتبناها الانتهازيون منا تحت الاسم الخداع "حركات وطنية"، تبعيتنا لهذا الشرق هي التي جعلتنا نمشي معه في طريق ابن تيمية وابن حنبل والغزالي ونترك ابن رشد وابن خلدون "الأمازيغيين" (العجب العجاب أن العروبيين لا يزالون يقولون أن العلمين عرب وأقحاح مثلما عربوا كل شيء عاكسين بذلك ثقافة النهب العربية الأصيلة) والنتيجة أمام أعيننا جميعنا لا يكفينا التخلف والإرهاب ليضاف إليهما الذل والمهانة بل والعبودية لمشيخات الخليج التي لم تصدر لنا إلا منتوجيها الوحيدين "العروبة والإسلام" فليسأل أي شخص منا ماذا ربح بلده وشعبه من هؤلاء وماذا جاءه منهم منذ أن سمع التاريخ بهم؟

عجبي كيف يرى السوري مشيخة بدوية كقطر تدمر بلده ولا يزال ينادي بعروبة وبإسلام ، عجبي كيف لا يزال العراقي ينظر إلى مهلكة آل سعود بعروبتها وإسلامها وينسى خراب صدام "العروبي السني" وما لحقه من استعمار ودمار إلى اليوم ، وعجبي الأعظم يخصّ المصري "الشمال افريقي" وكيف يرتع أولئك البدو في أرضه بل وكيف يستباح شعبه وتباع بناته لهم وهو لا يزال يتكلم عن إسلام "معتدل" وأزهر "شريف" وعروبة :

العراق ، سوريا ومصر ثلاث أدلة قطعية لنا أنه يستحيل أن يأتينا خير من الشرق ويستحيل أن نكون شركاء في مشروع نهضة مشتركة أو أن يكون هؤلاء المشارقة قدوةً لنا وقادةَ مسيرةِ تحررٍ لنتبعهم، وليلاحظ من له عقل ماذا يأتينا من الشرق إلى اليوم؟ فهذا شيخ الأزهر يتدخل في شؤوننا ويريد إرجاعنا عن "كفرنا" و "زندقتنا" عندما أردنا مساواة الرجل بالمرأة ويريد لنا أن نبقى متخلفين عنصريين كشعبه المغلوب على أمره، وهذا مثقفهم وكاتبهم يحاربان بكل الوسائل محاولة استعادتنا لهويتنا الحقيقية في المروك والزاير وليبيا وعوض أن يفهم هذا الشرقي أنه عليه اتباعنا ليتحرر -فتونس تعطيه الطريق ليتحرر من الإسلام العربي وكيف يصنع إسلاما وطنيا يعكس ثقافته وهويته الحقيقيتين وليبيا والزاير والمروك يعطونه الطريق ليتحرر من العروبة- عوض أن يتبعنا هذا الشرقي ويؤازرنا لا نرى منه إلا الجذب إلى الوراء إلى القرن السابع إلى صحراء نجد.

طبعا احترامي الشديد لكل الشرفاء والعقول النيرة هناك لكنها لن تؤثر إلا بعد قرون وقرون في شعوب مغيبة جملة وتفصيلا ، فعن أي علمانية يتكلم المصري ودولته لا تبتعد كثيرا عن طالبان وعن أي دولة وطنية يتكلم العراقي وشعبه أعاده الأوغاد والخونة إلى الجمل وصفين وعن أي مستقبل يتكلم السوري وبلده بعد أن دمر بالكامل لا يزال شعبه يمجد جلاديه : شعب بلا هوية يتلقفه البدو وطغاة العالم من كل جانب..

قرأت تعليقا لأحدهم يقول فيه أن ليبيا أصل خرابها البداوة المتأصلة فيها (!) ولا أعلم من أين جاءت هذه البداوة لليبيين ؟ أليست من حكم القذافي القومي العروبي ومن قبله إسلام هؤلاء وعروبتهم ؟ أم أن الإسلام والهوية العربية المزيفة التي فُرضت على الشعب الليبي كغيره من شعوبنا قد حملا لنا المدنية والتحضر ونحن رفضنا والتزمنا بأصولنا "البدوية" ؟ (!) عجيب وغريب حقا كيف ينتقد الجميع البداوة التي جاءتنا من جزيرتهم ومع دينهم وبرغم ذلك الجميع يتبناها ويزعم أنه سيتقدم بها (!) حقيقة لا أرى في العالم بأسره شعوبا ونخبا منفصمة مثل هذه الشعوب ونخبها !

الحقيقة كما هي ودون أي تجميل تقال هنا. نحن لازلنا في البداية، نتكلم دون تفصيل ونفتح موضوعات لنعود إليها في حينها .. نعلم جيدا كل ما يحيط بشعوبنا من مخاطر خارجية وداخلية ، نعلم جيدا تاريخنا وكيف وصلنا إلى هذا المستوى الذي لا نرضه ولن نقبل به ، ونعلم جيدا كيف نرد على كل من تسبب في خراب بلداننا من إسلاميين وقوميين عرب ويساريين وعلى أطروحاتهم الواهية التي للأسف لا تزال تخدع الكثير من أبناء شعوبنا .



#كريم_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (5)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (4)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا
- الماركسيون والإسلام : نظرة سريعة
- لماذا يتواصل تعثر نهضتنا ؟


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)