أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال شماس - لا للهدم.. نعم للبناء














المزيد.....

لا للهدم.. نعم للبناء


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتشرت الأحياء المخالفة في طول البلاد وعرضها، ومازالت تتوسع حتى استفحل أمرها بشكل مخيف، وقد شبهها البعض بقنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة. ومع ذلك تقاعست الحكومات المتعاقبة عن معالجة الظاهرة والتصدي لها ووضع الحلول المناسبة لها قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن ، وأغمضت عينها عن كل ما جرى منذ أول قيام بناء مخالف وحتى عصر الأحياء المخالفة وأحزمة الفقر التي تحيط بالمدن كالسوار، خاصة في المدن الكبرى كما هو الوضع الآن في مدينتي دمشق وحلب.
واستمرت هذه الأحياء المخالفة بالتوسع والانتشار بالرغم من كل القرارات والقوانين التي توالى صدورها منذ السبعينات من القرن الماضي وحتى القانون رقم 1 لعام 2003 الذي قضى بتشديد عقوبة المخالفين والمسؤولين عن ظهور أية مخالفة، ابتداءً بهدم المخالفة وانتهاءً بحبس صاحب المخالفة والمتعهد ومسؤولي البلدية والمحافظة التي تقع المخالفة ضمن نطاق عملهم.
فلم تستطع كل تلك القرارات والقوانين الحد من انتشار تلك الأحياء المخالفة، التي تابعت مسيرتها المظفرة بالانتشار والتمدد في كل الاتجاهات كالسرطان. وتسأل أحد القاطنين في تلك الأحياء المخالفة عن سر هذا الاستمرار في إشادة الأبنية المخالفة بالرغم من تشديد القانون لعقوبة فاعليها، فيأتيك الجواب فوراً وبكل صراحة من أحدهم : ( يعني وين بدنا نروح ، نريد أن نسكن..؟).
ويتساءل قاطنوا تلك الأحياء المخالفة بألم وحسرة عن سر عدم إصدار المخططات التنظيمية لتلك الأحياء حتى الآن ، كما يتساءلون بمرارة إلى متى تبقى تلك المخططات نائمة في الأدراج؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل كان سيستمر انتشار الأبنية المخالفة، فيما لو صدرت تلك المخططات، أم يتم الالتزام بالبناء وفق تلك المخططات ؟ الجواب تجده ألسنة الموطنين الذين يسكنون في تلك الأحياء المخالفة: ( فلتفرج المحافظة عن المخططات التنظيمية، ونحن مستعدون لهدم البناء المخالف ونبني وفقاً للمخطط، بناء طابقياً نظامياً على الأقل يدخل إليه نور الشمس والهواء، بدل أن نبني بشكل مخالف بعيداً عن الهواء ونور الشمس، مع علمنا وإدراكنا أنه سوف يأتي يوم ويتم هدم هذه البيوت .).
ولم يعد خافياً على أحد أن السبب في هذا الانتشار المخيف للأحياء المخالفة يعود إلى عاملين رئيسيين: العامل الأول يتعلق بنسبة الزيادة السكانية المرتفعة في سورية والتي تعتبر الأعلى في العالم 2.4%، وعجز الدولة عن تلبية الطلب المتزايد على السكن، والعامل الثاني يعود إلى سوء التخطيط والفساد المنتشر في طول البلاد وعرضها، خاصة بين المسؤولين عن التنظيم السكني، خاصة في البلديات وغياب المراقبة والمحاسبة الفعالة.
وحتى لايتكرر ما حدث في حي دف الشوك وحي 86 وما حدث مؤخراً في معربا، وما قد يحدث غداً في أي منطقة من مناطق المخالفات، فإن الحل الذي يراه المواطنون ويطالبون به، ليس بهدم بعض تلك المخالفات، وإنما إخراج المخططات التنظيمية النائمة في الأدراج، وان تقوم الدولة بطرح مشاريع كبرى للسكن وأن تقدم الدعم المناسب لها، بما يؤمن السكن الملائم لكل المواطنين دون تعقيدات وبرسوم منخفضة تناسب دخولهم. وإلا سوف تبقى تلك الأحياء المخالفة كالقنبلة الموقوتة، لا يُعرف متى تنفجر، وعندها لن ينفع الندم.
وقبل ذلك يأمل المواطنون أن تتم معاقبة جميع المسؤولين عن انتشار وتوسع تلك المخالفات، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، وكذلك أموال وممتلكات أولادهم وزوجاتهم، خاصة أولئك المسؤولين الذي بنوا قصوراً من "رشاوى المخالفات" وفتحوا حسابات في البنوك الأجنبية. ووضع تلك الأموال في صندوق خاص لدعم السكن.
وأخيراً يتطلع جميع المواطنين إلى وقف الخسارة الهائلة التي مازالت تتكبدها الدولة ويتكبدها المواطنون على السواء من جراء هذا الهدر الهائل للجهد والمال العام والخاص، المستمر منذ قيام أول بناء مخالف وحتى عصر جحافل الغابات الأسمنتية التي حرقت الأخضر واليابس، وحرمتنا من التمتع بالهواء النقي وضوء الشمس، وحتى منعتنا من رؤية العصافير والبلابل، التي لم نعد نراها إلا في الأفلام والمسلسلات، والتي هربت إلى حيث من يستحق رؤيتها، إلى يؤمن لها حياة هانئة وظروفاً ملائمة تشدو فيها الألحان العذبة الشجية .!
فهل يأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه تلك الطيور مجدداً وهي تغرد بحرية في سماء حينا وبلادنا..!
دمشق في 11/4/2006



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب ولانخجل
- عذراً سيادة الوزير.. قضاؤنا ليس مستقلاً
- الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟
- -الزعيم- يتبرأ من القوميين
- أحبّته .. فطلقها
- حاكمٌ عربي يطلبُ الصفحَ من شعبه
- عيون المدينة
- من أين يأتينا الفرح ؟
- نحو تفعيل قانون الكسب غير المشروع
- خليك عالخط
- بماذا نفخرُ نحنُ العربْ؟
- تصريحات بالاتجاه المعاكس
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- هل أصبح طريق الإصلاح والتغيير مفتوحاً بعد خدام ..؟
- من هو الخائن..؟
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية
- هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال شماس - لا للهدم.. نعم للبناء